حقق منتخب السلة إنجازا كبيرا في ظروف عصيبة .. تغلب علي كل المعوقات قبل وخلال بطولة الامم الافريقية بكوت ديفوار .. وتجاوز الصعوبات وفاجأ الجميع برسم بسمة جميلة في أيام حزينة .. وصعدت السلة المصرية مع أنجولا عن القارة الافريفية إلي كأس العالم باسبانيا العام القادم .. عاد منتخب السلة إلي مونديال العمالقة بعد غياب 20 عاما .. فقد كانت آخر مرة في مونديال 94. إلتفت اسرة السلة حول الانجاز الكبير .. وتمثلت بشائرها في قرارات الجمعية العمومية للاتحاد في الجمعة الماضية .. وتحمست بالاجماع علي دعم ومساندة المنتخب في خطة اعداد تبدأ علي الفور وحتي بطولة كأس العالم ، وطالبت الجمعية مجلس الادارة بقيادة د. مجدي أبو فريخة اعتماد خطة إعداد طموحه للمنتخب .. وأوصت الجمعية بأن تكون الخطة برعاية الوزارة واللجنة الاوليمبية حتي تظهر السلة المصرية بالشكل اللائق للرياضة المصرية في هذا المحفل الدولي .. لم يتوقع اكثر المتفائلين ان يحقق منتخب السلة شيئا يذكر مع مجلس الادارة الحالي . فهو مجلس قد جاء في ظروف غير عادية ، ويبدو بمثابة مجلس انتقالي لمن يأتي غيرهم في الدورة القادمة ، ويضاف إلي ذلك أن الذي يقوده وهو د. مجدي أبو فريخة ليس من اصحاب الشهرة والنجومية في تاريخ السلة المصرية .. ونسي هؤلاء لأبو فريخة مكانته العلمية والادارية فهو وكيلا لكلية التربية الرياضية بطنطا .. وتجاهلوا خبراته السابقة في عضوية مجلس الادارة ورئاسة لجنة المسابقات ، وبها استطاع في العام الماضي ان يكمل مسابقات السلة ، ونقل الدورات المجمعة إلي طنطا مسقط رأسه علي مسئوليته الشخصية .. ذهب منتخب السلة إلي كوت ديفوار وسط ظروف في غاية الصعوبة ، فقد اعتذر عن عدم المشاركة مشاهير ونجوم اللعبة ، وتهرب آخرون .. فلم يسافر مع الفريق النجوم إسماعيل أحمد ، طارق الغنام ، أحمد منير ، مجمد صلاح .. وهؤلاء الاشهر في السلة في لبنان والاهلي وسبورتنج والزمالك علي الترتيب ، ويضاف إليهم عمر طارق نجم الجزيرة المحترف في الدوري الامريكي .. وأمام هذه الاجواء غير المبشرة أصر مجدي أبو فريخة رئيس الاتحاد علي رئاسة البعثة ، ولم ييأس عمرو أبو الخير . اختار أبو الخير إثنين من عناصر الخبرة لقيادة المنتخب داخل الملعب .. ويتمثلان في أكثر اللاعبين التزاما وهما وائل بدر وتولي مهمة كابتن المنتخب ، وشريف جنيدي .. ونجح هذا الثنائي في قيادة مجموعة من الموهوبين الذين يتميزون بالحماس والشباب ، لكن البداية في تمهيدي المجموعات لم تكن مبشرة ، ولم تكن في الحسبان ، ولم تكن تليق بمكانة مصر في القارة السمراء .. فقد نال منتخب الفراعنة ثلاث هزائم متتالية أمام السنغال والجزائر وكوت ديفوار واحتل المركز الرابع في المجموعة الاولي .. وبالرغم من كل هذه الظروف المعاكسة .. يقول ابو فريخة رئيس البعثة : كنت متفائلا وعندي قناعة بان الله لن يخذلنا ، ودعوت الله كثيرا ألا نرجع بخيبة أمل في ظل الظروف القاسية التي تمر بها بلادنا .. ومما يضاعف من تفاؤلي هو شعوري دائما بان دعوات الوالدين وحمهما كانت تقويني وتنير لي طريق الامل .. فقد كنت والحمد لله بارا بهم جميعا .. ولذلك عدنا إلي البطولة من جديد ولعبنا في دور ال16 مع اول المجموعة الاولي .. وكانت مع تونس حامل اللقب وفزنا بالمبارة لنتأهل لربع النهائي وملاقاة الرأس الاخضر ، ونفوز عليها ونعبر إلي نصف النهائي ونواجه السنغال مرة أخري .. فكان لابد ان نرد الاعتبار بالفوز عليها والصعود إلي النهائي وضمان التأهل للمونديال بعد غياب 20 عاما .. ويؤكد مجدي ابو فريخة ان البطولة كانت قوية وعالية فنيا .. وتميزت كوت ديفوار بالتنظيم والاعداد الجيد . وشهدت مشاركة كل النجوم المحترفين خارج القارة السمراء مع منتخبات بلادهم .. ولذلك فان خسارة المنتخب المصري لثلاث مباريات متتالية يرجع اسبابها لقلة خبرة اللاعبين صغار السن في مثل هذه المواقف .. وكنت حقيقة اشفق عليهم من الفوارق الجسمانية المرعبة للاعبين الافارقة بالاضافة إلي عنصر الخبرة .. وعندما تعايش لاعبونا مع أجواء البطولة والمباريات .. ونجحوا في توظيف الموهبة مع الحماس .. فحققوا الفوز تلو الأخر حتي النهائي .. وكنا نقول لهم قبل وبعد كل مباراة : بلدكم مصر تحتاج إلي فرحة حقيقية في ظل الظروف الحالية .. فلتكن من خلالكم .. وقد فعلوها الاولاد ونجح ابو الخير مديرهم الفني في صنع إعجاز بحماس اللاعبين وقدراته الفنية .. وأكد رئيس إتحاد السلة علي أهمية إعداد المنتخب من الان وحتي موعد بطولة كاس العالم في العام القادم .. وقال أبو فريخة بأن الاتحاد لن يتأخر ولن يتردد في تنفيذ خطة إعداد جيدة للمنتخب .. كما ان هناك تفهما كبيرا في الوزارة بداية من الوزير طاهر ابو زيد ومرورا بكل القيادات علي ضرورة استثمار هذا الانجاز وعدم تفويت الفرصة .. ولذلك فان مجلس الادارة سوف يجتمع مع عمرو ابو الخير المدير الفني الذي قدم تصوره لخطة الاعداد بالفعل لمناقشتها واعتمادها ..