مقالي هذا يأتي بعد توقف فترة طويلة عن الكتابة، تحديدا منذ تولي الاخوان الحكم في مصر، ربما اكون كتبت مقالا او مقالين بعدها وجدت نفسي غير قادر عن ان اخط سطرا واحدا في زمن اقل ما يوصف به بالغيبوبة. لقد حكمنا رجل لم يسع الي مصالحة حقيقية وترسيخ مبدأ الديمقراطية بقدر ما كان ينفذ تعليمات التنظيم الدولي في السيطرة وهدم مقومات الدولة. لم ار في حياتي رئيسا يحرسه ارهابيون ثم يخرج علينا احد قياداتهم بعد عزل مرسي في اشارة رابعة العدوية قبل فض اعتصامها هي وميدان النهضة قائلا : اذا اردتم ان يتوقف ما يحدث الان في سيناء يعود مرسي اولا الي قصر الاتحادية ! .. هم كانوا يريدونها دولة رخوة بأمر التنظيم الدولي، ولما لا وهي جماعة لاتؤمن القومية العربية بل هم لا يعترفون اساسا بوجود وطن .. ألم يقل مرشدهم السابق مهدي عاكف وبالفم المليان " طز في مصر " قبل ان يجد مكانه الان هو ومعظم قيادات الجماعة انفسهم خلف الاسوار ! .. فمنذ اليوم الاول الذي حكمنا فيها الدكتور محمد مرسي ولم نر سوي حرق كنائس واعتداء سافر علي متظاهرين سلميين ومطاردة الصحفيين والاعلاميين والناشطين السياسيين واتهامهم بالعمالة والخيانة مرة والتخابر لصالح دول معادية مرة اخري ولان من كان تصل اليه هذه البلاغات من خلال منظًر الجماعة الاول المحامي عصام سلطان _ المحبوس الان احتياطيا علي ذمة اتهامه باهانة القضاة _ جاهز لبهدلة هؤلاء بأوامر الضبط والاحضار اصبح معتادا ان نضرب الرقم القياسي في عدد هذه البلاغات التي ربما لم تسبقنا اليها دولة في ادغال افريقيا !.. حتي في خطابه الاخير قبل 30 يونيو وبدلا من ان يكون خطاب الفرصة الاخيرة خرج علينا مرسي يهدد ويعطي الاذن بكلمة السر لاتباعه الارهابيين متسائلا : " هو ليه محمود وجدي برة " ؟! .. ناسيا او متناسيا دور القضاء _ حتي القضاء نفسه لم يسلم من اتهاماته في هذا الخطاب لقد اقترب الرئيس المعزول من صورة الحاكم الروماني في العصور الوسطي الذي كان يسير وخلفه تابعه حاملا كل مفاتيح الدولة فصار هو صاحب السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية ومن هنا آتت كلمة "فاشستي" اي السلطة والصولجان هكذا كانت مصر تقترب من العصور القديمة .. سلمت مصر من كل سوء وسلم شعبها الطيب دائما الثائر استثناءً عندما يري الظلم والطغيان .