سقط شهيدا وهو يقرأ القرآن مرابطا فوق الدبابة امام البنك الاهلي.. لم يخش قلبه من تهديدات المسلحين في سيناء.. كل ما يهمه هو مكافحة العمليات الارهابية بصفته ينتمي للقوات المسلحة التي أخذت علي عاتقها منذ عزل الرئيس محمد مرسي تطهير شبه جزيرة سيناء من كل اشكال الإرهاب مهما كلفهم ذلك من تضحيات في الارواح.. جلس فوق دبابته وأمسك بيده مصحفا يقرأ آيات القرآن ولم يعرف انه يقرأها علي روحه وأن ساعته قد اقتربت .. لم يكن متوقعا أن تبطش به يد الخسة والدناءة و هو يرتل آيات الله ..هو جندي القوات المسلحة محمد مصطفي سيد الذي لقي الشهادة أول أمس اثناء تنفيذ مجموعة من العمليات الارهابية علي عدة مناطق بالعريش منها المنطقة التي كان مكلفا بحمايتها وهي البنك الاهلي المصري..التقطت عدسة "الاخبار" صورة المجند حوالي الساعة 4 من عصر أول أمس اي قبل استشهاده بحوالي 5 ساعات مع بدء الهجمات الارهابية. وفي حوالي الساعة 9 مساء من ذات اليوم بدأ عدد من الارهابيين في تنفيذ مجموعة من الهجمات الارهابية علي عدة مناطق منها البنك الاهلي بشارع الفاتح حيث صعدوا أعلي عقار مواجه لمبني البنك مكون من 6 أدوار وقاموا بتجهيز الاسلحة التي سيصوبونها تجاه هذا الجندي الذي استشهد وهو يقوم بحماية ودائع المواطنين داخل البنك ..وبخسة ودناءة قاموا بتوجيه السلاح الي الجندي وأطلقوا عليه وابلا من طلقات الارهاب ليستشهد في الحال دون أي ذنب اقترفه سوي انه يؤدي واجبه لتوفير الامن والقضاء علي الارهاب. وشهدت ليلة أمس حصارا من قوات الجيش والشرطة للعمارة السكنية المواجهة للبنك الأهلي والتي تم استهداف 3 مواقع أمنية بعد أن اعتلي المسلحون سطح العمارة البالغ عدد أدوارها 6 أدوار استغلوا تواجدهم بأعلي سطح العمارة استهداف مبني النيابة العسكرية والكمين الأمني المجاور للبنك الأهلي وقسم ثان العريش وقد استمرت عملية الحصار أكثر من 5 ساعات حدثت خلالها اشتباكات متبادلة من الجانبين أثارت الذعر بالمنطقة قامت خلالها قوات الجيش والشرطة بتمشيط الادوار من اسفل الي اعلي بحثا عن المسلحين الي ان نجحت القوات في إلقاء القبض علي 4 من العناصر. وقد أغلق البنك الاهلي فرع العريش ابوابه امام العملاء نظرا لسوء الاحوال الامنية وتكدس المئات من العملاء أمام شبابيك الصرف الآلي التابعة للبنك لصرف اموالهم وذلك بعد أن أغلق البنك ابوابه نظرا لسوء الاحوال الامنية. وفي السياق ذاته أغلق أمس أصحاب المحال التجارية أبواب محلاتهم منذ الصباح الباكر وتوقفت الحركة التجارية خوفا من تعرض تجارتهم للتدمير أو التخريب و اصبح المشهد العام لشارع الفاتح شارع اشباح عبارة، عن محال تجارية مغلقه.. دبابات الجيش ومدرعات الشرطة خالية من الجنود.. سواتر ترابية وإطارات سيارات تم وضعها في منتصف الطرق في الشوارع المحيطة بمنطقة الاحداث المسلحة أمس.