طالبنا مرسي أكثر من مرة الإحتكام إلي الشعب باستفتاء ورفض.. وابدينا تحفظنا علي سياسات ولم يستمع اكد الفريق اول السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي بأن مصر كلها تقف اليوم عند مفترق طرق وان امامنا جميعا بتوفيق الله ورعايته ان نختار فليس هناك من يملك وصاية علي المواطنين او يملي عليهم او يفرض مسارا او فكرا لا يرتضونه. مشيرا الي التجربة الانسانية والحضارية للشعب واستيعابهم للدور التاريخي الذي قام به وطنهم عبر العصور واسهامه الحي والحيوي في حركة التقدم، رغم كل العوائق والمطامع والمشاق والصعوبات التي قابلته واعترضت طريقه وحاولت تعطيله.. جاء ذلك خلال كلمة له بعنوان رسالة الي شعب مصر القاها اثناء لقائة عدداً من قادة وضباط القوات المسلحة. الجيش في خدمة الشعب وقال السيسي فيها ان القوات المسلحة بكل افرادها وقياداتها اختارت وبلا تحفظ ان يكونوا في خدمة شعبهم والتمكين لارادته الحرة لكي يقرر ما يري، لان ارادته هي الحكمة الجماعية لعلاقته مع نفسه ومحيطه وعالمه وعصره. مضيفا ان القوات المسلحة عرفت وتأكدت وتصرفت تحت امر الشعب وليست آمرة عليه، وفي خدمته وليست بعيدة عنه، وانها تتلقي منه ولا تملي عليه. وقال وزير الدفاع اذا كانت الظروف قد فرضت علي القوات المسلحة ان تقترب من العملية السياسية، فانها فعلت ذلك لان الشعب استدعاها وطلبها لمهمة ادرك بحسه وفكره وبواقع الاحوال ان جيشه هو من يستطيع تعديل موازين مالت وحقائق غابت ومقاصد انحرفت ، والقيادة العامة للقوات المسلحة لم تسع الي هذه المهمة ولا طلبتها وكانت ولا تزال وسوف تظل وفية لعقائدها ومبادئها مع شعبها، ملتزمة بدورها لا تتعداه ولا تتخطاه فمكان القوات المسلحة في العالم الحديث واضح وجلي وليس من حق اي طرف ان يدخل به الي تعقيدات لا تتحملها طبائعه. واضاف قائلا ان القوات المسلحة ومنذ الاشارة الاولي لثورة يناير 2011 عرفت مكانها والتزمت بحدوده رغم ان المشهد السياسي كله كان شديد الارتباك سواء بسبب ما وقع للوطن في سنوات ما قبل الثورة او ما صاحب الثورة نفسها من مناخ الحيرة والاضطراب مما وقع للثورات في اوطان اخري وفي ازمنة بعيدة وقريبة وكانت ظواهر ذلك المناخ مفهومة ومقبولة كما ان تفاعلاتها وان بدت متجاوزة في بعض الاحيان الا انها كانت تدعو الي القلق والحذر في نفس الوقت لكن الحقائق لم تكن ممكنة تجاهلها واهمها ان الاقتصاد المصري سواء بالمطامع او بسوء الادارة او بعدم تقدير حقوق اجيال قادمة وصل الي حالة من التردي تنذر بالخطر وفي ذات اللحظة فإن الاحوال الاجتماعية والمعيشية لغالبية الشعب تعرضت لظلم فادح بحيث وقعت توترات مجتمعية صاحبها سوء تقدير وسوء تصرف وسوء قرار، وقد تعثرت نوايا الاصلاح لاسباب متعددة ثم جري ان المستوي الفكري والثقافي والفني الذي اعطي لمصر قوة النموذج في عالمها تأثر وتراجعت مكانتها في اقليمها وتراجع بالتالي دورها في مجتمع الدول. واوضح السيسي لست اريد ان اتوقف طويلا امام الماضي واوثر ان اقارب الحاضر والمستقبل لان ذلك ما نستطيع ان نختار فيه ونتصرف علي اساسه بما يريده الشعب وما يطلبه وهنا فإن قوي هذا الشعب كافة تقف الان عند مفترق طرق. وتابع قائلا لقد ثارت قوي الشعب في يناير 2011 ثم وجدت ان ما وصلت اليه الثورة لا يتناسب مع ما قصدته وسعت نحوه وفي ابسط الاحوال انها اعتبرت ان امالها احبطت وان مقاصدها انحرفت وان رؤاها للمستقبل نزلت عليها عتمة وظلمة لا تقبلها طبائع عصور التنوير والمعرفة والكفاءة . دور القوات المسلحة لافتا الي انه في كل هذه الاحوال فإن القوات المسلحة كانت تتابع موزعة بين اعتبارين الاول اعتبار دورها الذي قبلته وارتضته والتزمت به وهو البعد عن السياسة والثاني اعتبار القرب من المسئولية الوطنية سواء بالمبدأ او بخشية ان تفاجئها ضرورات القرار السياسي في يد من يملك السلطة يكلفها بمهام لا تتوافق مع ولائها لشعبها وحقه وحدة في توجيهها وتحديد موقعها. واشار الي انه عندما جرت انتخابات رئاسة الجمهورية الاخيرة وجاءت الي السلطة بفصيل سياسي وبرئيس يمثله فإن القوات المسلحة رضيت مخلصة بما ارتضاه الشعب مخلصا ثم راح القرار السياسي يتعثر واعتبرت القوات المسلحة ان اي تصويب او تعديل ليس له الا مصدر واحد وهو شرعية الشعب لانه من يملك هذا القرار. وبرغم ذلك فإن القوات المسلحة ممثلة بقيادتها وجدت ان عليها واجب النصيحة تقدمها بمقتضيات الامانة الوطنية وقد فعلت ولست ارضي ان اكرر عدد المرات التي ابدت فيها قيادة القوات المسلحة رأيها في بعض السياسات وفي كثير من القرارات ولست اريد ان اعدد المناسبات التي ابدت فيها تحفظها علي الكثير من التصرفات والاجراءات مما فوجئت به. مشددا علي انه في كل الاحوال فإن القوات المسلحة ظلت ملتزمة بما اعتبرته شرعية الصندوق رغم ان هذه الشرعية راحت تتحرك بما تبدي متعارضا لاساس هذه الشرعية واصلها واساسها، واصلها ان الشرعية في يد الشعب يملك وحده ان يعطيها ويملك ان يراجع من اعطاها له ويملك ان يسحبها منه اذا تجلت ارادته بحيث لا تقبل شبهة ولا شك. واوضح ان القوات المسلحة اثرت وهي تختار ان تترك الفرصة للقوي السياسية كي تتحمل مسئوليتها وتفاهم وتتوافق لكي لا يقع الوطن في هوة استقطاب سياسي تستخدم فيها ادوات الدولة ضد فكرة الدولة، وبالتعارض والتراضي العام الذي يقوم عليه بنيانها، فإن الاطراف المعنية عجزت رغم فرصة اتيحت لها واجل اضافي افسح لها مجال الفرصة لم تستطع ان تحقق الوعد والامل ومنذ اللحظات الاولي للأزمة وقبل ان تقوم القوات المسلحة بتقديم بيانها الذي طرحت فيه خارطة المستقبل، فإن القيادة العامة للقوات المسلحة ابدت رغبتها ان تقوم الرئاسة نفسها بعملية الاحتكام الي الشعب واجراء استفتاء يحدد به الشعب مطالبه ويعلي كلمته، وقد ارسلت الي الرئيس السابق محمد مرسي مبعوثين برسالة واحدة واضحة، وبين المبعوثين رئيس وزرائه وقانوني مشهود له وموثوق فيه برجاء أن يقوم بنفسه بدعوة الناخبين الي استفتاء عام يؤكد أو ينفي وقد جاءها الرد بالرفض المطلق وعندما تجلت ارادة الشعب بلا شبهة ولا شك ووقع محظور أن تستخدم أدوات حماية الشرعية بما فيها فكرة الدولة ذاتها ضد مصدر الشرعية، فان الشعب و بهذا الخروج العظيم رفع اي شبهة و اسقط اي شك. ولان الشعب قلق من ان تستخدم فكرة الدولة وادواتها ضد حقوق الشعب واماله فان القوات المسلحة كان عليها ان تختار وفي الحقيقة فان مساحة الاستقطاب و عمقه و مخاطره الي جانب عجز اطرافه عن الامساك بمسئولياتهم فرض علي الجميع ما لم يكن الجميع مهيأ له او جاهزا لتبعاته او قادر علي مسئوليته وهكذا التزمت القوات المسلحة بهدف واحد وهي ان تؤكد شرعية الشعب وان تساعده علي استعادة الحق الي صاحبه الاصيل بامتلاك الاختيار والقرار وهكذا وقفنا الشعب بجميع طبقاته وطوائفه وكل رجاله ونسائه وبالتحديد شبابه، والجيش الذي يملكه الشعب، وفكرة الدولة وجهازها، واطراف العمل السياسي وفصائلها و طلائع الفكر والثقافة والفن - وقفا جميعا علي مفترق طرق جديدة وامام ضرورة الاختيار والقرار مرة اخري وفي ظروف شديدة الصعوبة والتعقيد، وكلها مما لا يحتمل الخطأ او سوء التصرف مهما كانت الاعذار. خارطة الطريق ان القوات المسلحة تصورت ان تكمل اقترابها من ساحة العمل الوطني و ليس السياسي فطرحت خريطة مستقبل قد تساعد علي ممارسة حق الاختيار الحر وكانت هذه الخريطة التي تشرفت بعرضها امام الشعب ووسط حضور ممثلين لقواه وخصوصا الازهر الشريف والكنيسة القبطية مجرد اطار مقترح لطريق آمن للخروج من المأزق ولمواجهة المسئوليات الكبري المطلوبه للمستقبل وهي لسوء الحظ ثقيلة ومرهقة وخطرة ايضا لكنها جميعا مما يتحتم مواجهته وقبول تحديه والنزول علي مسئولية مواجهته بجسارة وكفاءة وامل. و قد تمثلت خطوات خريطة المستقبل في اجراءات تكفل حيدة السلطة في انتداب رئيس المحكمة الدستورية العليا في القيام بمهام رئاسة الدولة خلال ممارسة حق الاختيار والقرار للشعب - وللشعب اولا واخيرا.. ان كل قوي الوطن لا تريد الصدام او العنف بل تدعو الي البعد عنهما وان تدرك كل القوي بغير استثناء وبغير اقصاء ان الفرصة متاحة لكافة اطراف العمل السياسي ولاي تيار فكري ان يتقدم للمشاركة بكل ما يقدر عليه من اجل وطن هو ملك وحق ومستقبل الجميع .ان العالم العربي المحيط بمصر والعالم الاوسع الذي يتابع حركاتها والقوي الدولية العارفة بأزمتها تقف مبهورة امام ما قامت به قوي الشعب المصري . وفي نهاية رسالته وجه السيسي كلمة اكد فيها ان مصر كلها راضية باهتمام العالم بما يجري فيها وهي تريد هذا الاهتمام وتطلبه وهي تنادي امتها العربية ان تطمئن الي ان مصر حاضرها حيث تتوقع الامة ان تراها، وتنادي قوي العالم الكبري ان تعرف وتثق ان مصر موجودة دائما في صف الحرية والعدل والتقدم طالبة لعلاقات وثيقة راغبة في سلام، تعرف انها في امانة تستطيع ان تبني مستقبلا، وتنادي كافة شعوب الدنيا وبالذات في اسيا وافريقيا ان تثق في ان مصر قائمة بدورها لاتتخلف عنه ولا تتراجع في مسئوليتها نحو مجتمع الامم والثقافات، مدركة انها حضارة انسانية واحدة وإن تنوعت مصادرها وتعددت ينابيعها. وقال كتب الله التوفيق لشعب مصر وجيشه ورعا خطاه وألهم اختياره الحر، لان العبء جسيم والمخاطر كامنة وحادة والخروج من المأزق والازمة وتحقيق الامل اكثر من مطلوب واكثر من قريب ، لانه مصير وحياة.