عن الاعلامية السورية زينة اليازجي أتحدث ومعها أعيش تجربتها الصحفية والتليفزيونية.. وكيف كانت البدايات؟! ومتي أطلت كمذيعة؟! والي أين تأخذها الاحلام والطموحات؟! ودموعها واحزانها التي تحاول أن تخفيها عن نفسها وعن مشاهديها؟! في جامعة تشرين السورية.. درست الأدب الانجليزي.. ثم حصلت علي بكالوريوس الصحافة من الجامعة الامريكية في لبنان.. وانطلقت بعدها لتحقق حلمها في أن تكون صحفية فعملت في وكالة رويترز.. والأسوشيتد برس.. ومراسلة لقناة سي إن بي سي السورية.. لتصبح بعد سنوات قليلة مذيعة في التليفزيون السوري.. لتطل بعد ذلك كقارئة نشرة إخبارية في قناة العربية السعودية ولكنها لم تستمر طويلا.. وتتقدم باستقالتها في مايو 1102 بسبب الاحداث الدامية التي مازالت تعاني منها بلدها سوريا.. وتأتي المحطة الاخيرة لتصبح مذيعة برنامج (الشارع العربي) عبر شاشة دبي الفضائية. ومن الشوارع والعواصم والمدن العربية.. تبكي الكاميرات معها حزنا وألما ودموعا.. فالواقع الذي تراه وتعيشه وتحاول ان تنقله من خلال برنامجها »الشارع العربي».. أشد قسوة.. ومرارة.. ودماء.. وبشر يموتون بغير ذنب.. وأطفال أبرياء يتساقطون أمامها.. لتقف بين لحظة وأخري.. مع توقف الكاميرا.. لتبكي.. وتصرخ مع نفسها ولنفسها.. في محاولة يائسة لمداراة تلك الدموع.. لتعود مرة أخري لتحاور ضيوفها.. وتسجل بالكاميرا أحزان الأوطان العربية وربيعها العربي الكئيب الذي جاء حاملا الفرحة في بدايته.. ولكنه تصاعد وأصبح ساخنا.. مؤلما.. شريدا.. داميا.. يصرخ هو الآخر.. ليقول للعالم ان المؤمرات الدولية التي تدبر في الخفاء لن تستمر طويلا.. المهنية والحياد.. عنوانها دائما.. حيث تفوقت زينة اليازجي كمذيعة للنشرات الأخبارية وأكدت دراسات ميدانية كثيرة أنها الأعلي مشاهدة.. وأهم نجمات القناة العربية علي مدي 8 سنوات في مجال تقديم البرامج والنشرات الاخبارية.. ولاسيما نشرة التاسعة مساء.. كما أجرت العديد من الحوارات مع شخصيات عربية وعالمية كان أبرزها «لارا بوش» قرينة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.. ورئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات.. وكوفي عنان الأمين العام السابق لمنظمة الامم المتحدة.. كما شاركت في تغطية الاحداث المهمة التي أحدثتها الثورتان التونسية والمصرية وفي كل تلك الاحداث والصراعات الدامية التي يشهدها العالم العربي.. لم تنس زوجها ورفيق رحلتها الفنان السوري عابد فهد.. وطفليها ليونا وتيم.. والتي تحرص علي اصطحابهما.. ورعايتهما أثناء اقامتها في دبي أو عبر أسفارها الكثيرة مع برنامجها (الشارع العربي). فازت الاعلامية زينة اليازجي بلقب أجمل مذيعة في استفتاء إحدي الشركات الاعلامية اللبنانية المتخصصة في الميديا.. وعند تكريمها قالت زينة كلمات قصيرة أبكت الجميع.. حيث شكرت في البداية لبنان الشامخ بحريته ونضاله وأرزه وشعبه.. وقدمت التحية للشعب السوري الجريح المحاصر تحت وابل من المدافع والخناجر والاحقاد.. وقالت سوريا التي يتقاتل علي أرضها اهل البلد الواحد بمشاركة عشرات الدول والاحزاب والمنظمات يتقاتلون علي الجغرافيا باسم التاريخ والدين.. وباسم العقيدة والاختلاف.. يذبحون الاشجار والاطفال والأمهات والاباء.. ويذبحون الأمس واليوم والغد.. قتلة ومجرمون ولدوا معنا.. ولكنهم أصبحوا وحوشا ضارية.. لا يجمع بينهم سوي مرض واحد هو (التخلف).. التخلف عن فهم الواقع والتاريخ.. التخلف في فهم الدين والحرية والعدالة.. التخلف في فرحة القاتل بأنه انتصر علي أخيه في الوطن والانسانية.. إنه جنون جماعي يقوده هوس السلطة بين الموالاة والمعارضة. وتبقي زينة اليازجي.. صاحبة الوجه السوري الجميل .. والقلب النابض بالحب والمحبة والود لكل شيء أصيل.. ويبقي حزنها.. ودموعها.. وأشياء أخري كثيرة تخرج عبر أنفاسها.. ومن بين أهداب عيونها الدامعة.. وحواراتها المليئة بالصدق والواقعية.. لتظل دائما زينة الشاشات العربية مع برنامجها الناجح «الشارع العربي».