الكهرباء.. وما أدراك ما الكهرباء.. في عز الزنقة ينقطع التيار، ويتحول النور إلي ظلام يستمر بالساعات.. وتتوقف الحياة.. ويصرخ المواطنون بالشكوي.. ويضطر أطباء في عديد من المستشفيات إلي استكمال إجراء عمليات جراحية علي ضوء الشموع.. ويموت أطفال أبرياء في الحضانات بسبب توقف أجهزة تزويدها بالأكسوجين!! والمشكلة لا تقتصر المعاناة منها علي مدينة بذاتها.. أو محافظة بعينها.. ولكنها تمتد إلي جميع محافظات مصر »المحروسة» من الإسكندرية إلي أسوان، ومن العريش إلي السلوم.. والمسئولون في حكومة قنديل «الرشيدة» يدلون بتصريحات بيانات متناقصة، للصحف ومحطات التليفريون، لا تشفي غليلا، ولا تسمن من جوع، بل تزيد حيرة المواطنين وتوقعهم في «حيص بيص»!! وزير الكهرباء والطاقة يلقي باللوم علي وزير البترول، ويعلن أن نقص الغاز والسولار اللازمين لتشغيل المولدات في محطات انتاج الكهرباء هو السبب.. ووزير البترول يعترف بأن هناك أزمة حقيقية في انتاج الوقود، ويعلن أن هناك بوادر انفراج، نظرا لقرب وصول مراكب تحمل السولار والمازوت إلي المواني المصرية، وأنه سيتم نقل حمولاتها فور وصولها إلي محطات انتاج الكهرباء.. وأن الحكومة «المبجلة» اعتمدت مبلغ »002» مليون دولار لتوفير المواد البترولية بشكل سريع، بالإضافة إلي »525» مليونا أخري لتوفير باقي الكميات التي تحتاجها محطات انتاج الكهرباء!.. لكن المشكلة مستمرة.. والأزمة تتفاقم.. والمواطنون لم تعد لهم ثقة في كل التصريحات والبيانات التي تصدر عن الوزيرين المعنيين بإيجاد الحل.. وردود الفعل الغاضبة تتواصل.. وقفات احتجاجية.. وقطع للطرق وخطوط السكك الحديدية.. وشعارات «مش دافعين».. و»تطنيش بتطنيش».. تدعو إلي الانتاج عن دفع فواتير الكهرباء، لتدني مستوي الخدمة، وانقطاع التيار لساعات طويلة بشكل لم تعهده الجماهير «التعسة» منذ سنوات طويل!. ويبقي السؤال الذي لا يعرف أحد إجابة شافية عليه.. إيه الحكاية بالضبط؟. هل يتفضل الدكتور رئيس مجلس الوزراء بالإجابة.. أم أنه مثلي لا يعرف؟!!