ما هو مستقبل الشرق الأوسط ...إحدي أهم المشاكل التي تشغلني هي التفكير في حال الجيل القادم من الأبناء والشباب والأطفال في مصر والعالم العربي . التباين والتناقض الكبير اللذان يعيشونه يدعو العقلاء والحكماء للتفكير والعمل علي محاولة تحقيق السعادة لهذا الجيل بدلا من أن ننساهم في شقائهم . عدد السكان في الشرق الأوسط حاليا يصل إلي 370 مليونا وسيصل إلي 470 مليونا في عام 2020 بزيادة مائة مليون ، ما يقرب من مائتي مليون يعيشون حاليا في عالمنا العربي من هم اقل من 25 عاما ... دخل العالم العربي سنويا ما يزيد عن 5ر1 تريليون دولار ولديه احتياطيات تزيد عن ثلاثة تريليونات دولار ... ولعل أهم ثروة بالعالم العربي - في اعتقادي - والتي لم يتم استغلالها بالشكل الكافي هو عقول أبنائها . وحين يتم توظيف هذه العقول التوظيف المناسب تصنع التقدم وتبني الحضارات ... لدي تساؤلات محدده من اجل مستقبل أبناء الشرق الأوسط ، أولا : سياسيا يمكن أن نري ديمقراطيات حقيقية عربية التوجه وعربية الإرادة وعربية الفكر والقلب . وثانيا : امنيا هل يمكن أن نري شرق أوسط سالما وعادلا وخاليا من أسلحة وسياسات الدمار الشامل ؟ بل خاليا من أسلحة الدمار الذاتي التي كان يتزايد استخدامها في العراق وعلي ارض فلسطين ... أو الهدم الذاتي لمسيرات التقدم والنماء كما يحدث الآن في سوريا ومصر وما نراه من صور الانهيار والقتل والتدمير ... وما هو السبيل كي يعود العراق ومصر وسوريا قاطرات للتقدم ... وثالثا : اقتصاديا هل سنري عربيا نماذج للتقدم تتحقق وإذا رأيناه بمؤشراتها الاقتصادية سنري أن هناك تحولات ايجابيه ظهرت بتقرير التنافسية العالمي لعام 2012 لعدد 144 دولة ما يلي : جاءت قطر في المرتبة (11) كأفضل اقتصاد في منطقة الشرق الأوسط والسعودية (18) في الترتيب علي مستوي العالم فالامارات العربية (24) ثم عمان (32) والكويت (37) والأردن(64) فالمغرب (70) ولبنان (90) ومصر (105) والجزائر (108) وليبيا (113) فاليمن كآخر دولة عربية (140) ... وسنري أيضا نماذج للفقر المنتشر في بحيرة الثروات العربية ، سنري الحاجة للخبز والحاجة إلي العمل - وهي الحق في الحياة والحق في العمل - سنري أما نصفها المرأة وهي طاقة غير مستغلة أو معترف عمليا بمشاركتها في العديد من الدول ... ثروة الشرق الأوسط كبيرة وكافيه لان تصنع تقدما يضاهي النموذج الصيني أو الأوروبي أو الأمريكي أو نموذجا اقتصاديا جديدا يمكن أن ينسب لنا . فهل ممكن أن نضع أسسا ومتطلبات نهضة حقيقية في عالمنا العربي أساسها قطري وتوجهها إقليمي وتكاملي يري ويسعي لتقدم جيل جديد من أبناء الشرق الأوسط . وهل يمكن لهذا الجيل التنافس مع النمور الأسيوية ، وما يجري معها من باقي دول العالم ؟ وهل سيتكامل الاقتصاد الوطني ليصنع اقتصادا إقليميا وهل سيتكامل هذا مع الاقتصاد العالمي؟ وما هو موقع الطاقة والصناعة والخدمات والتكنولوجيا في معادلة صنع التقدم الوطني والعربي ، فهل ستوفر مائة مليون فرصة عمل إضافية حتي عام 2020 ورابعا : اجتماعيا هل سنري مجتمعا وطنيا وعربيا أكثر تكافؤا وتكاملا يحترم حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص ... أم انه ستظل الطبقية والفقر والمحسوبية والوساطة والاستغلال والقهر مظاهر يومية عبر الأجيال. وخامسا: بيئيا هل سيبقي للأجيال القادمة ارض ومياه وثروة طبيعية يستطيعون عليها التواصل من خلال إدارة حكيمة لهذه الثروات؟... التساؤلات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية تدعونا لمناقشة البناء والنماء بدلا من الانزلاق إلي حروب الفضائيات الكلامية التي أوصلت بالعالم العربي وبجيله الشباب إلي إحباط ويأس يجب التغلب عليه. ليس كل ما يحدث سيئا أو مؤامرة وليس كل ما حولنا مشرقا... ولكن الحقيقة أننا لازلنا علي قيد الحياة... وان غدا ستشرق شمس جديدة. ما