الأحداث في سيناء وعلي الحدود المصرية الشرقية هي إنذار وقنبلة موقوتة لكل المصريين... هل يوم 25 أبريل هذا العام هو عيد لمصر وشعبها وجيشها لتحرير أرضه وذكري عودة سيناء لمصر بعد حرب أكتوبر المجيدة؟... أم هو يوم لمسلسل الغدر والإرهاب والاعتداء علي الأرض والأبناء؟... هل هو يوم النصر لوطن أم هو يوم آخر لنكسة وطن؟... مصر في أشد الحاجة "لنوبة صحيان" لشعب عرف تاريخيا بالحكمة ولأمة عاشت الحرية والسلام... مصر مرت بأزمات ونكسات كبري في تاريخها وكانت سيناء هي قلبها وعرضها وأرضها... الحوادث والاغتيالات في أرض سيناء لدماء المصريين يجب ألا تمر دون تحقيق وحساب وثأر ممن يعتدي علي طهارة الأرض وروح الأبناء... الاعتداء علي شباب هذا الوطن هو جريمة دولية لم يتم الكشف عن مرتكبيها حتي الآن... عاشت كل عائلة مصرية الحزن علي أبنائها الشهداء وثار الوطن لدماء شبابه النقي... وتبرز كل يوم أزمة جديدة في سجل الأزمات المتتالية التي تدفع بالوطن إلي حافة الانهيار... أزمات يري بعض المراقبين أنها تصنع وتختلق لشغل المصريين عن تحويل ثورتهم إلي ثورة بناء ونماء ، وثورة تقدم ورخاء... أزمات تنوعت تروع المصريين بدأت بفتن طائفية ثم بجرائم أمنية ثم تدرجت إلي جرائم تهدد الأمن القومي يشارك فيها مصريون ذوو اتجاهات معروفة وأيضا يقودها أخوة أشقاء يحاولون جر مصر لصراعات دموية ومواجهات عسكرية... وتبرز مجموعة من الأسئلة الحاكمة منها... هل مصر في خطر؟ وهل سيناء في خطر؟ هل هناك من يحاول الاستيلاء علي سيناء أو تقسيمها؟ ومن هم وراء أوهام ونظريات وكتب خطط التقسيم؟ وهل هناك امتحان لاختيار السلام؟ ومن هم أمراء وأئمة وخطباء الحرب؟ ومن الذي يريد الإيقاع بمصر إلي المواجهة؟ وهل نحن الذين نصنع الأزمات أم أنها أيد خارجية؟ وهل من يصنعها أعداء أم أصدقاء؟ وهل ما يحدث هو توابع للثورة أم أنها نتائج للفوضي؟ هل هذه الانفجارات هي عنوان لمؤامرات ضد مصر وضد سلام وأمان المصريين؟ أم هي محاولة لفرض عقيدة الإرهاب والتدمير بدلا من البناء والتعمير؟ هل مصر مخترقة أم أننا ندفع بالوطن إلي الانهيار؟ هل لدينا شجاعة القيادة لأمن وسلام المجتمع؟ أم أننا سنرضخ للمزايدات علي الأرض والدم؟ وهل ما يحدث هو نتاج حكومات ضعيفة وسياسات فاشلة؟ متي سنري حكومة مصرية تقوم بمواجهة جذور المشاكل المتراكمة في سيناء؟... وأتساءل هل ممكن أن نحول الأزمة إلي فرصة بل إلي مكاسب حقيقية سياسيا واقتصاديا، وعسكريا وأمنيا ، واجتماعيا وتنمويا؟... يتساءل المصريون هل يمكن أولا: تنفيذ مشروع متكامل لحل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة في ثلاثة أعوام... وثانيا : هل يمكن إضافة بنود لاتفاقية السلام بحيث تضمن القيادة والسيطرة الأمنية علي جميع أراضي سيناء بعد ربع قرن تضاعف فيه عدد السكان وتضاعفت فيه المشاكل والتطرف والإرهاب لحجم غير مسبوق؟... وثالثا: هل يمكن تبني المحاكمة العادلة لكل من تسبب في قتل شهداء الوطن علي أرض سيناء؟... ورابعا: هل يمكن تبني مبادرة لفتح ملفات الأسري والشهداء المصريين والتعويضات لأبناء الوطن وغيرها؟... وخامسا: اقتصاديا أن يتم تنفيذ مشروع سيناء للتقدم كي تكون سويسرا الشرق في السياحة والصناعة والزراعة والنقل والخدمات اللوجستينيه وفي التعليم والصحة وغيرها... مشروع يقفز بأهل سيناء لأكبر المناطق تنافسية علي مستوي العالم في مدة لا تزيد عن عشرة أعوام في كل المجالات... وسادسا: اجتماعيا يجب القضاء علي البطالة والتي وصلت إلي ما يزيد عن 22٪ و50٪ من الشباب بين أبناء سيناء والي التباين والتفرقة في الخدمات... مشروع للتقدم يشارك فيه أبناء سيناء في البناء وينعم فيه بالتكافؤ والعدالة الاجتماعية والخدمات كمواطن من الدرجة الأولي لمصر الثورة... مشروع للوفاء والاحترام لكرامة وعزة وإنسانية أبناء سيناء الشرفاء... يكون السد المنيع للدفاع عن الوطن ووحدته... بالرؤية والقيادة يمكننا ذلك وليس بفكر الفقر وفقر الفكر... وليس أيضا بفكر الإرهاب أو إرهاب الفكر... مصر هي سيناء وسيناء هي مصر... وتحية لشهداء وأبطال يوم النصر.