استمر القتال العنيف في أنحاء سوريا امس مع بدء إجتماعات الزعماء الأوروبيين لبحث دعوة تقودها بريطانيا وفرنسا لتسليح المعارضة السورية في حين وصلت حصيلة النزاع الي 80 الف قتيل. وفي القصير حيث تقاتل عناصر من "حزب الله" اللبناني الي جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد لإستعادة السيطرة علي المدينة التي تعد ممرا حيويا لمقاتلي المعارضة ، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ان عدد قتلي "حزب الله" ارتفع منذ بدء المعارك هناك الي 79 شخصا. وكشفت صحيفة "واشنطن بوست الأمريكية" عن تدفق مقاتلين شيعة من العراق المجاور لسوريا للقتال بجانب قوات الأسد. وقالت ان مركز "تعبئة المقاتلين الشيعة يقع في ايران". من جهة أخري قالت مصادر إعلامية رسمية ان مراسلة تليفزيونية شهيرة (26 عاما) قتلت قرب مطار الضبعة بالقصير برصاص قناصة. وكانت "يارا عباس" مرافقة لقوات الأسد منذ بدء الصراع. من ناحية أخري أفادت تقارير لمصادر إعلامية تابعة للمعارضة امس أن قوات الأسد استهدفت "حي جوبر" بريف دمشق بالمواد الكيميائية؛ مما أسفر عن وقوع حالات اختناق، مع امتداد الروائح السامة الي أحياء بالعاصمة. وكانت صحيفة لوموند الفرنسية قد نشرت امس شهادة اثنين من مراسليها كانا في ضواحي دمشق واكدا ان الجيش السوري استخدم متفجرات كيميائية ضد مقاتلي المعارضة السورية. وفي بروكسل دعا وزير الخارجية البريطاني "وليام هيج" امس الاتحاد الاوروبي لأن يرفع حظر التسليح عن المعارضة "حتي تصل رسالة واضحة للنظام - تجبره علي التفاوض - أو سيكون علي كل دولة ان تطبق السياسة التي تراها". وكانت لندن وباريس قد ألمحتا الي انه في حال فشل مساعيهما برفع الحظر فإنهما ستستخدمان حق النقد (الفيتو) ضد قرار الحظر المعمول به حاليا. وبالتزامن مع انقسام بروكسل، استمر انقسام أخر في اسطنبول بين أعضاء الإئتلاف الوطني السوري المعارض مع تعثر الساسة المعارضين المجتمعين في تعديل تركيبة الائتلاف الذي يضم حاليا 60 عضوا - وتشكيل جبهة موحدة قبل محادثات سلام مقترحة في جنيف الشهر القادم. ونقلت "فرانس برس" عن "عضو" طلب عدم كشف اسمه ان "السعودية والامارات تصران علي ضم 30 عضوا جديدا الي الائتلاف بينهم رموز ليبرالية (مثل ميشال كليو) بهدف الحد من تأثير الاخوان المسلمين في الائتلاف"، وفي المقابل تفضل قطر وتركيا الاحتفاظ بالتشكيل القائم الذي يرجح من كفة الإخوان المسلمين.