لم تكن الجماهير المصرية علي مختلف انتماءتها تعرف شيئا عن فسخ لاعب لعقده مع ناديه طواعية أو اجباريا إلا بعد اقدام ثلاثة من نجوم الساحرة المستديرة ليس في مصر فقط بل الوطن العربي وافريقيا ولن أكون مبالغا عندما أقول إن اثنين منهما سطعا من قبل في سماء أوروبا.. محمد زيدان وعمرو زكي إلي جانب الموهوب محمود عبدالرازق شيكابالا نجوم من العيار الثقيل ويمتلكون من الموهبة الفطرية ما يجعلهم مؤهلين للعب في أعرق وأغني الأندية الأوروبية ولما لا وقد سبق أن قاد زيدان بروسيادورتموند الألماني للفوز بلقب »البوندزليجا« وحقق رقما قياسيا في عدد الأهداف المتتالية عقب اعارته لماينز.. وعمرو زكي »البلدوزر« »كسر الدنيا« عند بداية احترافه في ويجان الانجليزي وأحرز 10 أهداف في الدور الأول تصدر بها قائمة هدافي »البريمرليج« وسط ذهول العالم من البداية الرائعة للفرعون المصري في أقوي دوريات العالم ولكن »الحلو ميكملش« فكما بدأ عمرو بقوة الصاروخ عاد للزمالك بسرعة »النفاثة« بسبب »الدلع« وهو ما جعل مدربه ستيف بروس ينتقده بشدة وكان الجميع يعتقد أن »البلدوزر« تعلم الدرس ولكن تجاربه بعد ذلك اثبتت عكس ذلك. أما الفارس الثالث محمود عبدالرازق شيكابالا فلا خلاف علي موهبته الفطرية وقدراته الرائعة ولكن الفهد الأسمر الذي بدأ ناشئا في مدرسة الكرة بالزمالك يكتب دائما علي سطر ويفوت الف.. ما يلبث أن يتألق مع الزمالك في سن ال 16 حتي يهرب لباوك اليوناني من القلعة البيضاء.. يبدع في الملاعب اليونانية علي مدار عامين وتطلق عليه الصحافة لقب »الساحر« ثم يهجر باوك سالونيك عائدا للزمالك بعد توقيعه للاهلي ويدفع مسئولو القلعة البيضاء ما يقرب من 8 ملايين جنيه غرامة لباوك ثم مع كل موسم تجد مشكلة للاعب مع النادي والتهديد بالتوقيع لأندية علي شاكلة اندرلخت البلجيكي وأحد الأندية السعودية.. أو يفتعل أزمات مع كل من تولي تدريب الزمالك بداية من أيمن منصور مرورا بحسام حسن وأخيرا حسن شحاتة ليضطر المجلس الابيض لاعارته للوصل الاماراتي في بداية الموسم. قصة الفسخ هذه الاطلالة القصيرة علي بعض من اللمحات والمحطات القصيرة للفرسان الثلاثة زيدان وزكي وشيكابالا تؤكد مدي الصدمة التي استيقظت عليها الجماهير المصرية وعشاق فن وابداعات ثلاثة من نجومها التي كانت تعول عليهم بقوة لقيادة المنتخب الوطني لحلم الوصول لكأس العالم ولكن جاء فسخ تعاقدهم مع أنديتهم وخلعهم فانلة التدريبات وارتداء »البيجامة« والبقاء في منازلهم يشاهدون زملاءهم عبر شاشات التليفزيون يصولون ويجولون علي البساط الأخضر ليجعلهم يعضون أصابع الندم علي ما اقترفته أيديهم ولم تجبرهم الظروف عليه لتصبح النعمة التي وهبها الله لهم مهددة بالضياع اذا لم يلحقوا بآخر عربة في قطار مشوارهم مع الساحرة المستديرة. حكاية زيزو البداية مع قصة محمد زيدان الذي عرفته الجماهير المصرية محترفا في كوبنهاجن الدنماركي بالصدفة والذي رحل إليه ناشئا من المصري البورسعيدي وجاء انتقاله لماينز الالماني وارتباط اسمه زيدان بأسطورة كرة القدم العالمية زين الدين زيدان ليجعل القلوب تتعلق به خاصة بعد ادائه الرائع مع المنتخب الوطني في بطولتي كأس الأمم الافريقية 2008 بغانا و 2010 بانجولا والتي ساهم بقوة في فوز الفراعنة بلقبهما. ومع انتقاله لبروسيا دورتموند الالماني أدركت الجماهير المصرية أن نجمها بدأ الآن اللعب مع الكبار خاصة بعد فوز ناديه بلقب الدوري وكانت لقطة احتفال زيدان بهذا الانجاز مع طفله آدم مثار حديث العالم خاصة العلم المصري يرفرف بين يديه في الملاعب الألمانية. وفجأة وبعد اصابة زيزو بالرباط الصليبي تكهرب الجو وأصبحت علاقته بناديه علي المحك ولكن جاءت اعارته لناديه القديم ماينز لتؤكد أن الفرعون المصري لم يمت بعدما توالت أهدافه ليحرز 6 أهداف في 6 مباريات متتالية ليكسر الرقم القياسي في البوندزليجا وينقذ ماينز من الهبوط الأمر الذي جعل الجميع يتوقع أقدام بروسيا لتجديد عقده وهو ما لم يحدث في ظل تألق البولندي ليفندفوسكي الذي قاد بروسيا للقب الدوري للمرة الثانية علي التوالي. وبعد مداعبة وتلاعب زيدان بمشاعر جماهير الأهلي بقرب ارتدائه الفانلة الحمراء اختار اللاعب الاتجاه للدوري الاماراتي للحصول علي راتبه الضخم ووجد ضالته في بني ياس وقبل أن يؤكد أن تجربته الخليجية سيكتب لها النجاح دبت المشاكل بينه وبين مدربه التشيكي جوزيف تشوفاينتش ونائب رئيس النادي مبارك بن مخدوم الذي اتهم زيدان بادعاء الاصابة دائما قبل المباريات الصعبة. ومع اقدام بني ياس علي التعاقد مع أبوتريكة حاول زيدان العودة والتمسك بالفرصة مع ناديه الاماراتي ولكن الكيل كان قد طفح بمسئولي النادي الذين قرروا فسخ عقد اللاعب الذي لم يتلق أي عرض للانتقال لأي ناد آخر في يناير الماضي ليظل في منزله بالمانيا يستعيد ذكرياته بها مكتفيا بالتدريب في صالة الجمانيزيوم لحين اشعار آخر. »البلدوزر« التركي أما البلدوزر عمرو زكي الذي بدأ حياته الكروية في المنصورة ولعب لمنتخب الشباب مع حسن شحاتة في 2003 ليلتقطه انبي الذي شهد تألقه قبل أن يشتريه لوموكتيف موسكو ب12 مليون جنيه ولكن زكي لم يتحمل صقيع وثلوج روسيا ليعود لمصر وبعد مزايدته في طلباته المالية علي الاهلي اتجه للزمالك الذي أكد معه علي قدراته التهديفية الخارقة وقاده للفوز بكأس مصر عام 2008 سبقه بانجازات مدوية مع الفراعنة الكبار في كأس الأمم 2006 بالقاهرة و 2008 بغانا ليرحل بعدها لويجان الانجليزي. وفي بلاد الانجليز بدأ البلدوزر بوجه أوروبي وجاءت أهدافه المتتالية في »البريمليج« لتصيب العالم بالذهول خاصة هدفيه في مرمي ليفربول ولكن سرعان ما عادت ريما لعادتها القديمة وبدأ عمرو في »التنطيط« علي ناديه الذي رفض شراءه بعد نهاية اعارته خاصة بعد عدم التزامه في العودة من مصر أثناء فترات اجازته وعدم تسجيله لأي هدف في الدور الثاني مكتفيا بأهدافه العشرة التي منحت خزينة الزمالك نصف مليون استرليني وفقا للعقد المبرم بين الطرفين. وبعد عودته للزمالك لم يتكيف عمرو زكي مع الأجواء وعاد لانجلترا عبر ميدلسبره الانجليزي ولحق به أحمد حسام »ميدو« هناك ليفشل الاثنان معا ويعودا للزمالك مرة ثانية وثالثة بدون أن يتركا بصمة ليقرر »البلدوزر« الرحيل عن ميت عقبة متنازلا عن 750 ألف جنيه من مستحقاته وكان الازبحسبور التركي ضالته. وفي دوري »البشوات« لم ينجح عمرو مع ناديه المتواضع منذ انتقاله إليه في بداية الموسم ولعبت اصابته دورا في انهاء عقده عن طريق الفسخ بالتراضي بين الطرفين في يناير خاصة مع عدم حصول اللاعب علي راتبه لمدة 4 شهور ليعود للقاهرة وبعد تجاهل الزمالك له تعاقد مع ناديه القديم انبي وبعد أول تدريب قام بفسخ عقده مع الفريق البترولي بدون سبب مقنع ليظل واحدا من أفضل مهاجمي الكرة المصرية علي مر العصور ب»البيجامة« منتظرا خلعها وارتداء فانلة التدريب مرة أخري. مقالب »شيكا« الكلام عن شيكابالا يحتاج لمجلدات ليس فقط لانجازاته والبطولات التي حصل عليها وعلي العكس من زيدان وعمرو زكي اللذان فازا مع المنتخب بالبطولات بشكل ايجابي لم يلعب »شيكا« دورا مؤثرا في كأس الأمم 2010 أو حصول ناديه - الزمالك - علي لقب الكأس 2008 ولكن اللاعب الأكثر موهبة في مصر يستحق عن جدارة لقب الأكثر اثارة للمشاكل والأزمات وكأن موهبته شيطانية تأبي دائما ارتداء ثوب العقل والهدوء والفوز بالبطولات. تاريخ شيكابالا المليء بالأزمات جعل عشاق ابداعاته خاصة من الزملكاوية لا يصدمون عندما قام الوصل الاماراتي الذي أعير إليه الفهد الأسمر في بداية الموسم بفرمان من مجلس ادارة الزمالك برئاسة ممدوح عباس لعدة أسباب أهمها الظهور أمام الرأي العام بتأديب شيكا بعد مشادته مع حسن شحاتة العنيفة علي الهواء مباشرة أثناء مباراة المغرب الفاسي في دور ال 16 للدوري أبطال افريقيا الموسم الماضي والأمر الآخر هو التخلص من عقد اللاعب السنوي والبالغ 8 ملايين جنيه بجانب الاستفادة من حصيلة اعارته للوصل بما يقرب من 8 ملايين جنيه أيضا. ومن يعرفون شيكابالا عن قرب يعلمون جيدا أن اللاعب القادم من أقاصي الصعيد يمتلك طيبة وحبا للزمالك يصل للجنون والعشق ولكن يعلمون أيضا أن الفهد الأسمر »مزاجي« ومتقلب ويكره إلي حد ما الانضباط ويراهن دائما علي موهبته وشعبيته في الخروج من الأزمات التي يفتعلها مع مدربي ومسئولي الزمالك. وبعدما نجح شيكابالا في كسب احترام وحب جماهير ومسئولي الوصل الاماراتي الذين تغنوا بأهدافه وابداعاته علي المستطيل الأخضر ومساهمته في انتصارات الفريق ولكن سرعان ما ظهر الوجه الآخر للاعب بعد رحيل برونو ميتشو والذي كان يجيد معاملة »شيكا« نفسيا وعرفت المشاكل طريقها بين الفهد الأسمر ومدربه الفرنسي جي لاكومب. وجاء استهتار شيكابالا وعدم التزامه في التدريبات ليجعل مسئولي الوصل يقررون فسخ عقد اللاعب بالتراضي ولم تفلح محاولات الزمالك في استعادته في يناير بعد قرار الفيفا برفض طلب قيده في القائمة البيضاء ليصبح الفارس الثالث بلا ناد ولا أحد يعلم أين يقضي »شيكا« يومه أو مع من يتدرب؟! ليدفع ثمن موهبته القاتلة واستماعه لأصدقاء السوء.