فى مرحلة الطفولة يتمنى كل طفل مهنة يعمل بها حينما يكبر كأن يكون طبيبا أو مهندسا أو محاميا أو صحفيا ولكن الطفل محمود رضا وهو فى الثانية عشرة كان يحلم أن يكون راقصا وكان يتخذ من شقيقه الأكبر على رضا نموذجا ومثالا فى حب الرقص حيث كان على يؤدى الرقصات فى الأفلام السينمائية وازداد حب وتعلق محمود بالرقص من نجوم السينما الأمريكية " استر ويليامز وجين كيلى وفريد استير " الذين كان يشاهد أفلامهم أكثر من عشرين مرة ليحفظ ما يقومون به من رقصات واستمر فى العشق لهذا الفن الاستعراضى مع الدراسة حتى كان فى السنة الأخيرة بكلية التجارة فأتيحت له فرصة العمل كراقص مع فرقة أرجنتينية كانت تقدم عروضها فى القاهرة والإسكندرية ثم سافرمعهم ليعرضوا رقصاتهم الشعبية فى روما وباريس التى درس فيها الباليه لمدة ستة أشهر وعاد بعدها يحمل فى عقله ووجدانه فكرة تكوين فرقة تقدم الفن الشعبى المصرى من شتى المحافظات وتكون الفرقة بالفعل سفيرة بأعضائها فى الخارج ترفع اسم مصر وتحيى الاحتفالات القومية فى الوطن ... كانت الفكرة جديدة على المجتمع المصرى ولكنها لاقت التأييد والمساندة من على رضا ومن أستاذ الهندسة الكبير حسن فهمى الذى فتح بيته للفرقة ليتدربوا على الرقصات التى استوحاها محمود وصممها من خلال تراث وفولكلور شتى محافظات مصر كما قدم حسن فهمى ابنته فريدة لتكون الراقصة الأولى للفرقة وقد بدأت الفرقة عروضها فى أغسطس 1959وتوالى النجاح وتكونت بعدها فرق أخرى للفنون الشعبية ولكن فرقة رضا تظل لها الريادة ومع مرور السنين تبلغ الفرقة اليوبيل الذهبى وتحتفل مكتبة الاسكندرية بالفنان محمود رضا العام الماضى بهذه المناسبة وتقدم رقصات فرقة رضا فى برنامج بعنوان " العالم يرقص مع محمود رضا" وتقدم الرقصات شابات وشبان من سبع دول أجنبية هم طلاب محمود رضا الذى استمر يواصل تدريس فنه لهم ورقصات الفرقة فى أكثر من ستين دولة وللأسف نحن فى مصر لانستفيد بموهبته ولا نتيح الفرصة لعروض فرقة رضا لتعود الينا بالفلكلور المصرى الأصيل ولا نقوم بتطوير مسرحها الوحيد "البالون " ليكون لائقا بعروضها والفرق الفنية الشعبية الأخرى التابعة لقطاع الفنون الشعبية ولا تساوى وزارة الثقافة بين مرتبات راقصى الفنون الشعبية وراقصى الباليه .. انها مطالب عادلة لفنانين يسعدون الجماهير فى مصر ويرفعون اسم مصر فى شتى المحافل الدولية . [email protected]