من المشاهد المعتادة في أوروبا وأمريكا ان تجد الناس هناك يمسكون بالكتب والصحف والمجلات يقرأونها بشغف في المواصلات العامة فنادراً ما يجلس شاب أو فتاة دون ان يقرأ في المترو أو الاتوبيس وعندنا في مصر نتهم الشباب بعدم القراءة.. البعض يعلل ذلك بالظروف الاقتصادية وغلاء المعيشة وارتفاع ثمن الكتب وحتي لو كانت رخيصة فإن شراء الكتب الثقافية والقصص والروايات اصبح نوعاً من الترف لا تتحمله الأسرة المصرية فالأفضل منه شراء الكتب المدرسية وتوفير المبالغ للدروس الخصوصية أو احضار الطعام وسداد ايجار الشقة وفواتير المياه والكهرباء والتليفونات والأهم من كل ذلك فإن المواطن أصبح ليس لديه الوقت الذي يخصصه للقراءة لأنه "مطحون" طوال الليل والنهار في العمل ليدفع كل هذه الفواتير.. ولأن الثقافة هي التي تعبر عن حضارات الشعوب وتبني الفكر وتنمي العقل وتؤدي لاتساع المدارك وتهذب الأخلاق وتحث علي مبادئ الخير والجمال فكان لابد من إعادة الناس للقراءة والذهاب إليهم بالكتاب.. وبدأنا منذ سنوات في مشروعات مثل مكتبة الاسرة والقراءة للجميع والمكتبات المتنقلة.. وأخيراً ظهرت "طاقة نور" جديدة تتمثل في مشروع "اقرأ علي الطريق" بدأ بوضع كتب في 50 سيارة تاكسي تجوب شوارع العاصمة المزدحمة التي لا تسير فيها السيارات إلا زحفاً.. وبذلك يستفيد الراكب من وقته الضائع في الزحام بالقراءة.. والفكرة تستحق التشجيع خاصة انها نابعة من احدي دور النشر وبعيداً عن الحكومة.. فماذا لو شارك اتحاد الناشرين مع وزارة النقل والمحافظات وتم تعميم المشروع ووضع مكتبات صغيرة بالقطارات والأتوبيسات ووسائل المواصلات العامة. الاقتراح يمكن دراسته من المهندس علاء فهمي وزير النقل ومحمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين والدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة والمهندس سيد عبدالعزيز محافظ الجيزة وباقي المحافظين حتي يمكن إعادة الناس للقراءة من جديد. ف. ع