لا أحب الخوض في السياسة فلها رجالها ودهاليزها. وما نعرفه فمجرد تسريبات لها أغراض وتوجهات. لذا يطلقون عليها لعبة قذرة. ولكن هذا هو الحال وعندما نتعاطاها أو نتعامل معها فعلينا أن نقبلها كما هي بشرط القراءة الجيدة للتاريخ والجغرافيا كركيزتين أساسيتين لفهم ما يدور خلف الكواليس وقوانين اللعبة. وإسرائيل تجيد ذلك وإلا ما فرضت نفسها واستمرت في احتلالها لأرض انتشلتها في غفلة من الزمن. بل وراحت تقدم خدماتها لأي دولة طالما هذا سيخدم أهدافها ويشغل الغير عنها. خاصة دول الجوار. وهذا ما حدث بالنسبة لأثيوبيا. فمن آن لآخر يخرج علينا مبليس زيناوي رئيس وزراء أثيوبيا بتصريحات استفزازية وغير مسئولة مما يؤكد أنه يعمل بالريموت كنترول من بُعد بأوامر من تل أبيب وبمباركة أيضاً من الولاياتالمتحدةالأمريكية. فقبل بضعة أيام خرج علينا بتصريحات مفادها أن مصر لا يمكنها أن تكسب حرباً مع أثيوبيا علي مياه نهر النيل وأنها -أي مصر- تدعم جماعات متمردة في محاولة لزعزعة استقرار أثيوبيا. واستمر باستفزازه غير المسئول لرويترز أنه لا يخشي من غزو المصريين فجأة. ولم يعش أحد ممن حاولوا ذلك قبل ذلك ليحكي نتيجة فعلته ولا أعتقد أن المصريين سيختلفون عمن سبقهم. مشيراً إلي أننا لو تصدينا للمشاكل التي التف حولها المتمردون يمكننا تحييدهم وبالتالي يستحيل علي المصريين الصيد في الماء العكر وعموماً لم يعد هذا مجدياً. الحقيقة الكلام غريب ومثير للدهشة واكبر من حجم صاحبه وبلاده ألف مرة ولأنه موجه إلي دولة هي زعيمة أفريقيا بلا منازع ولها أياد بيضاء في القارة السوداء. ولولاها ما تحررت دول كثيرة من نير الاستعمار. لذا كان رد القاهرة هادئاً ومتعقلاً بفضل حكمة الرئيس مبارك الذي اعتاد ضبط النفس في مثل هذه الأمور. وهناك شواهد كثيرة علي ذلك منها استفزازات حماس علي سبيل المثال. لأن مصر اكبر من كل هذه الترهات بحكم ريادتها وخبرتها الطويلة. وإن كانت ليست عاجزة عن الرد بقسوة عملاً وفعلاً. فهي تمتلك مؤسسة عسكرية لا يشق لها غبار وليسأل زيناوي إسرائيل عن ذلك. الغريب أن زيناوي ترك مشاكل بلاده وتفرغ للقاهرة ليكسب تأييد شعبه المغلوب علي أمره. والذي يعاني من الانقسامات والعرقيات والقبليات. وكي يقال عنه إنه بطل شعبي وهو في واقع الأمر بطل من ورق. وإلا ما قَبِل بقرار ترسيم الحدود مع أريتريا التي خاض حرباً حدودية عام 1998 معها أسفرت عن سقوط 80 ألف قتيل حتي تم توقيع اتفاق سلام في ديسمبر عام 2000. كما انه لم يستطع إيجاد مكان لقدم لبلاده علي ساحل البحر الأحمر.. وصارت دولته مغلقة وغير شاطئية. كما ان ثلث بلاده جغرافيا تابعة لأوجادين. وهي منطقة مسلحة يريد أهلها الانفصال شأنها شأن أريتريا. بالإضافة إلي الصراع الداخلي علي القيادة والصراع القبلي والتاريخي بين جماعة الأمهرة والتيجراي وهما قبيلتان مسيحيتان. كما ان اوجادين التي كانت في الأصل تابعة للصومال مازالت علي اتصال بالمجاهدين الصوماليين. وهذا مكمن الخطر في ظل التوتر والصراع الدائر حالياً في الصومال. ناهيك عن الفقر والجهل والتخلف والذي يضرب بقبائل كثيرة بعيدة عن الحكومة المركزية. الخلاصة.. أثيوبيا غارقة حتي أذنيها في مشاكل كثيرة ومعقدة وتاريخية. وليس من صالحها أن تستيقظ. فالفتنة نائمة في حاجة لمن يوقظها. ولكن ليس من مصر صاحبة القلب الكبير التي لا تريد إلا الخير لكافة الشعوب حتي الذين أساءوا إليها رغم أنها ممكن أن تفعل الكثير إذا ما أرادت. ولن يلومها أحد. وليعلم أن ما يقوله مجرد هراء وافتراء وليستفد من الماضي فلا الذين يوحون إليه بنافع بلاده تماما كما حدث أيام البرتغاليين الذين ارتموا في أحضانهم لإنقاذهم من العثمانيين فكانت النهاية مصرع ملكهم آنذاك. ثم ان مصر كانت دائما تعمل لصالحهم وستظل رغم ذلك فهي لا ترد الإساءة بالإساءة أو بالعدوان مثل بعض الأنظمة.. فالكبير سيظل هو الكبير رغم أنف زيناوي "اللي مش ناوي يجيبها البر".. وعجبي. .. وأخيراً. * لن تجد أثيوبيا ملاذاً لها إلا مصر. * بالتجربة ثبت أن مصر بحكمتها الحضن الدافيء للعرب وغير العرب. * الغريب أن أثيوبيا تستأثر ب 85% من مياه الأمطار. وزعلانة من نصيب مصر..! * مهما كان الحصاد المر للانتخابات إلا أن هذا هو واقع الحال. * نتمني ظهور نواب قلبهم علي مصر. * انشغل الأمن بالانتخابات فاحتل الباعة الجائلون الأرصفة. * وثائق ويكيليكس الأمريكية تشعل أزمة دبلوماسية عالمية.. لماذا؟ * بعد 4 سنوات عادت الزرافة لحديقة الحيوان.. والله عيب! * المشكلة ليست في تخصيص 5 أماكن للتخلص من القمامة بالقاهرة الكبري. وإنما في رفعها. * هل استثمار أموال المسلمين في الغرب حرام.. مجرد سؤال؟ * عادت انفلونزا الطيور من جديد.. ومازال الفرارجية يبيعون عيني عينك. رغم أن آخر مهلة كانت يوليو الماضي.. فين الحكومة؟! [email protected]