غضب كثيرون مني ومنهم النائب المخضرم جمال زهران الذي تتداول القضايا بيننا حتي الآن.. الانتخابات أظهرت أن الناخبين في مصر كما في غيرها يتفرجون ويسمعون لنوابهم في الفضائيات ويقرأون مقالاتهم في الصحف. لكن عندما يذهبون للتصويت فإنهم ينتخبون الخدمات. البرلمانيون النجوم الذين سقطوا معذورون. فقد تصوروا أن شهرتهم ستغني عنهم شيئا. لكنها لم تسعفهم.. لذلك أعلنوا أن الانتخابات مزورة حتي قبل أن تعلن النتائج. ليس سرا أن كثيرا من نجوم البرلمان والمتخصصين في الاستجوابات قاموا بجولات استطلاعية قبل الانتخابات للاطمئنان علي موقفهم.. وظهر لهم بعد هذه الجولات أن الناخبين لا يظهرون تعاطفا معهم.. من ثم ظهرت دعاوي التزوير بشكل مكثف جداً قبل الانتخابات تحسباً للنتائج التي توقعها نواب الفضائيات فأرادوا أن يستبقوا الأحداث ويبرروا سوء الأداء. والغريب ان الذين سقطوا ليسوا من المعارضة فقط. فهناك قيادات برلمانية تابعة للحزب الوطني باءت بالفشل مثل مصطفي السعيد وشريف عمر وسيد جوهر واللواء عمر الطاهر وأشرف شعبان ومحمد عمر. نجوم ساطعة في الحزب الوطني سقطت. ونجوم أخري تدخل الإعادة. صحيح أن مصطفي بكري رئيس تحرير الأسبوع مشهور في حلوان وكان البعض يتوقع له دخول الإعادة. لكنني كنت واثقاً أن الخدمات ستكسب.. ليس بكري وزهران هما الوحيدان من نجوم الفضائيات اللذان سقطا. لكن هناك سعد عبود والبدري فرغلي ومحمد أنور السادات وحمدي حسن وسعد الكتاتني وأكرم الشاعر وعزب مصطفي وصبحي صالح. بعض النجوم الآخرين يستعدون للإعادة مثل شردي ورامي لكح ومحمود أبو زيد وشوبير وحازم حمادي وأبو حجي وعمر هريدي وفؤاد بدراوي وطارق سباق وضياء رشوان وعمران مجاهد ونلاحظ أن هؤلاء النجوم مقسمون بين الوفد والوطني والمعارضة.. صفات النائب الناجح هي تقديم الخدمات لدائرته وليس تسويق نفسه إعلامياً.. مهمته أن يحل مشاكل الجماهير حلاً جذرياً وليس بمسكنات.. النائب الناجح لديه حبل سري متصل بأبناء دائرته.. لا يعرض عنهم لمصالح ذاتية أو لمزايدات أو غير ذلك.. النجوم اللامعة لا يصح أن تزايد وتحدث صخباً وضجيجاً.. يتشابه النائب مع نجم كرة القدم الذي يصوم عن التهديف فيدعي الاصابة أو ظلم الحكم أو عدم تعاون زملائه أو عناد المدرب.. النجم لا يمكن أن يستمر نجماً أو سياسياً علي القمة دون أن يقدم شيئاً.. العدسات والفلاشات والفضائيات لا تصنع نجومية.. النجومية تبدأ في الشارع وتنتهي فيه.. وتستمر منه أيضاً.. النجومية ليست خطابة وكلاماً بليغاً. لكن أفعالاً لا أقوالاً.. أفعالاً تدوم. لقد حدث في إحدي دوائر محافظة القليوبية أن شعر أحد نجوم المعارضة أن سقوطه لاح وظهرت مؤشراته.. من ثم صمم علي استدعاء الفضائيات ورموز المعارضة الإعلامية البارزين ومحطات ال سي إن إن والألمانية وال بي بي سي وأقنعهم بتصوير وتسجيل المخالفات التي ستحدث ضده لأن الدولة تضطهده والحزب ضده وهو مستهدف. جلس هو وأصدقاؤه ينتظرون التحرش الأمني والبلطجة وتسويد الصناديق ومنع المرشحين من الدخول.. استعدت الكاميرات وجهزت منظمات المجتمع المدني بياناتها التي ستنشرها عن الدائرة. لكن لم يحدث شيء من ذلك وحصل النجم علي ما يزيد علي سبعة آلاف صوت لكنه سقط.. لذلك لم يظهر ليتحدث عن التزوير والبلطجة والتحرش. لأنه كان يعرف النتيجة من قبل.. علي أية حال سقوطه كان في منافسة شريفة جداً. وأتمني أن نعتاد علي تهنئة الفائز ونقول هارد لك للمهزوم.. الروح الرياضية في السياسة مطلوبة جداً.