مازال ملف المسرح الغنائي مفتوحا حيث أثار العدد الماضي للمسرح حول هذه الاشكالية اعجاب الكثيرين والتأكيد علي أن المسرح الغنائي مصري الجنسية وهنا نعرف لواحدة من الفرق التي اهتمت بفن الأوبريت في أوائل القرن الماضي من خلال "فرقة الأوبريت الشرقي" التي كونها مصطفي أمين بكازينو "دي باري" بالقاهرة في نهاية صيف 1916 وكانت "مارسيل لانجلو" هي صاحبة الكازينو وترغب في منافسة نجيب الريحاني بعد أن حقق نجاحا في مسرحية "كشكش بك" فاستعانت بالمطرب مصطفي أمين الذي استعان بالممثل الارتجالي علي الكسار من سيرك عبده سليمان بالسيدة زينب وكان يؤدي فيه فصولا ومقاطع فكاهية ثم اشترك الاثنان في تقديم مسرحيات قصيرة مرتجلة ضمن برنامج أوروبي وذلك من خلال شخصية بربري مصر "عثمان عبدالباسط" ومن هذه الأعمال "أضرار الحشيش. زقزوق وظريفة. حسن أبوعلي سرق المعزة. راحت السكرة وجات الفكرة. اللي في الدست بتطلعة المغرفة. سعادته عليه زار. واللي عليه عفريت يحضر". حققت هذه الاستعراضات نجاحا جماهيريا وكانت تحتوي علي مناظر فخمة لم تشهدها المسارح المصرية من قبل الأمر الذي دفع نجيب الريحاني إلي تقديم المسرحيات الاستعراضية كان أولها "حمار وحلاوة" .1918 استمرت فرقة "الكوميدي العربي" في تقديم فودفيلات واستعراضات الفرانكو آراب مع فرق راقصة أوروبية منها "اليد الخفية. الصيف في سان استيفانو. آلو آلو. خدلي بالك بس" وغيرها. في منتصف 1918 انضم أمين صدقي إلي فرقة الأوبريت الشرقي بعد أن اختلف مع الريحاني وكتب للفرقة مسرحيات "مافيش كده. ليلة الحظ. اسم الله عليه". كون علي الكسار وصدقي عن كازينو دي بار فرقة مستقلة واستمر مصطفي أمين يقدم عروضه بالكازينو فأخرج مسرحيتي "علي فكرة. ريا ريا" ونتيجة لافتقار الفرقة لممثل محبوب مثل الكسار توقف نشاطها.