بالرغم من كل ما يجري علي الساحة الآن.. من "مظاهر انتخابية" تتسم بالعنف أحيانا.. ورفع الدعاوي القضائية تارة أخري.. والتظاهر أمام مقر اللجنة العليا للانتخابات.. وتجريح الخصوم لبعضهم البعض.. إلا ان المصريين سوف يثبتون في النهاية.. أنهم قوم حضاريون.. يرفضون الغوغائية.. والبلطجة.. وتسمو الأغلبية منهم فوق نزعات الذات.. عاقدة العزم علي عدم الانجراف وراء تيار من التيارات يمكن أن يضر بمصالحها.. أو يعبث بمقدراتها..! *** أرجوكم.. أرجوكم.. أن تقفوا جميعا.. وقفة مع النفس..! ألم نظل علي مدي سنوات.. وسنوات.. نتطلع للحرية.. وكم تمنينا أن تجد الديمقراطية طريقها إلينا بأية صورة من الصور..؟؟ وبعد أن كان لنا ما أردنا.. أخذنا نبذل أقصي الجهد من أجل توسيع رقعة هذه الحرية.. وتلك الديمقراطية اللتين تظهر آثارهما الآن.. بما يفترض انه يرضي رغباتنا.. وطموحاتنا..!! *** إذن.. بديهي.. ألا نحاول اطفاء الأنوار بأيادينا.. وبكل المقاييس.. لابد أن نمتنع عما يمكن أن يعيدنا إلي فترات العصور الشمولية عندما كان الناس يساقون إلي مراكز الاقتراع في مشاهد تمثيلية دون أن يعرفوا إلي أين هم ذاهبون.. أو ماذا تعني أصلا كلمة انتخابات..! *** من هنا.. أمامنا جميعا.. خياران لا ثالث لهما: * الأول: أن تتم العملية الانتخابية غدا.. في سهولة ويسر.. وأدب. واحترام.. لا يحاول أحد العدوان علي سلامة الآخر.. أو الجور علي حقه.. مادمنا قد اتفقنا علي ان الهدف مشترك.. يرتكز علي تشكيل "برلمان" حسن السمعة.. لا يستطيع كائن من كان.. النيل منه أو التشهير بنوابه..! * الثاني: أن ننسي كافة محاولات وتجارب الماضي. والحاضر.. ونترك المهووسين.. والمزايدين. واللاعبين علي الأحبال. والذين يسعون إلي تنصيب أنفسهم أوصياء علينا.. للسيطرة علي شئوننا.. ومجريات حياتنا..! وبما اننا ولا شك أناس عقلاء.. فأحسب ان الاختيار الأول هو الذي لابد أن نضعه في اعتبارنا.. وإلا فبعد ذلك لا نلومن إلا أنفسنا..! *** لقد احترمت الدولة ما يقضي به الدستور.. والقانون.. وأعلنت عن إجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة.. فلم تلتف حول بند من البنود. أو تأويل أو تفسير..! ثم جاءت الحكومة لتعلن التزامها بالحيادية. والموضوعية. وعدم التدخل من قريب.. أو من بعيد.. اللهم إلا بما يحقق استتباب الأمن. وتلافي الجرائم قبل وقوعها..! وبذلك.. فإن الأمر من شتي جوانبه في أيادينا..! كل ما هو مطلوب منك.. ومني.. ألا نخضع للابتزاز.. وألا نخشي إرهاب فرد أو جماعة.. بل ينبغي أن نعي جيدا.. بأن من يهددنا اليوم لكي نمنحه صوتنا.. ليس مستبعدا.. أن يجرنا غدا إلي أسواق النخاسة.. طالما استشعر اننا خضعنا لإرادته التي يعرف جيدا.. انها إرادة زائفة.. هشة.. مهترئة.. ليست من صناعته.. بل شاركه في هذه الصناعة.. كثيرون.. سواء من داخل الوطن أو خارجه..! *** في نفس الوقت.. حذار.. وألف حذار.. أن تتعاطف مع الوجوه البالية التي أكل الدهر عليها.. وشرب..! إن معظم هذه الوجوه.. اتخذ أصحابها من عضوية مجلس الشعب تجارة مذمومة.. فلا تمكنهم من أن يحققوا أغراضهم المشبوهة مرة ثانية..! سوف يجيء إليك.. وأنت واقف أمام صندوق الاقتراع من يقول لك: من تعرفه.. أفضل ممن لا تعرفه..! عندئذ.. ينبغي أن يكون ردك الذي لابد أن تغلفه بسؤال واضح ومحدد: .. وماذا قدم لي.. هذا "القديم" علي مدي دورتين سابقتين.. أو ثلاث.. أو أربع دورات..! *** كن صريحا مع نفسك.. كن جريئا في الانحياز للحق..! كن شجاعا..! كن ثابتا علي مبدأ واحد..! وأخيرا.. كن مصريا بقلبك.. وعقلك.. وجسدك.. و"المصرية" التي نعتز بها جميعا.. تفرض علينا سلوكيات وتصرفات ينبغي أن تلقي إعجاب وتقدير الغير.. وليس العكس..! E-mail:[email protected]