اشتعلت المعركة الانتخابية في دائرة الخارجة وباريس بالوادي الجديد واصبح من المؤكد انها ستكون من أقوي المعارك الانتخابية منذ بدء الحياة البرلمانية ولن تكون سهلة لأي مرشح سواء للنواب القدامي أو الوجوه الجديدة التي تخوض الانتخابات لأول مرة يزيد من سخونة المعركة تنافس أهالي القرية الواحدة علي كرسي البرلمان في ظاهرة انتخابية جديدة علي مجتمع الوادي الجديد حيث من المعروف عنهم دائما التكاتف والترابط والاتفاق علي مرشح واحد للقرية والوقوف خلفه صفا واحدا حتي لا تتفتت الأصوات وتكون النتيجة لصالح المنافس من القري والمدن الأخري فضلا عن ترشيح الحزب الوطني لأكثر من شخص للمقعد الواحد مما تسبب في اشتعال المنافسة فيما بين المرشحين علي قوائم الوطني وحدوث انشقاق واضح بين جميع المرشحين وتحالف البعض مع المستقلين وهو أمر خطير جدا والمستفيد الأول منه والأخير هو المنافسون الآخرون كما ظهرت لأول مرة أيضا العصبية القبلية وتقسيم الدائرة إلي أبناء الوادي الأصليين وأبناء الصعيد الوافدين منذ سنوات طويلة خاصة ان الحزب الوطني رشح لمقعد العمال نائبه الحالي واقدم نواب المحافظة عبدالحميد منصور ابن مدينة باريس ورشح معه علي نفس المقعد خلف محمود محمد سائق بالوحدة الحلية لمركز الخارجة من قرية جورمشين وهو من أبناء الصعيد الذين استوطنوا بالمحافظة منذ سنوات الأمر الذي وضع أبناء الوادي الأصليين في مواجهة الوافدين من المحافظات الأخري وكل فريق يستخدم كل السبل الشرعية وغير الشرعية من أجل كسب الأصوات الانتخابية رغم ان المقعد يكاد يكون محسوما لمنصور نتيجة لشعبيته الكبيرة وخبرته البرلمانية الطويلة وعلاقاته المتشعبة مع جميع العائلات بم فيه أبناء الصعيد انفسهم فضلا عن كونه المرشح الوحيد من أبناء باريس الذي يتمتع بقبول شعبي من أبناء مدينة الخارجة والقري التابعة لها في حين ان المنافس له يخوض الانتخابات لأول مرة ولا يتمتع بالشعبية التي تمكنه من تحقيق الفوز بسهولة كما تلاحظ أيضا خوض عدد كبير من الشباب لأول مرة غمار المعركة الانتخابية بكل قوة معتمدين علي حماسهم وقدرتهم علي الحركة والتفاعل مع الناخبين في كل مكان رافعين شعار التغيير هذا بالإضافة إلي ظهور طبقة جديدة من رجال الأعمال الشباب الذين ينفقون علي حملاتهم الانتخابية بسخاء شديد من أجل الفوز بالمقعد جميعها مفردات تتواجد علي الخريطة الانتخابية لأول مرة بدائرة الخارجة وباريس مما يجعلها دائرة المفاجآت. هنا لا حديث يعلو فوق حديث الانتخابات المقاهي تحولت إلي غرف عمليات ومراكز لنشر الشائعات والتكهنات والشوارع والميادين تحولت إلي ساحات للدعاية الانتخابية والدواويين الحكومية تحولت إلي مكلمات عن المرشحين القدامي والجدد. الحزب الوطني ساهم بدوره في اشتعال المعركة بترشيحه مرشحين لمقعد العمال النائب الحالي عبدالحميد منصور وهو من النواب المخضرمين سياسيا واقدم نواب المحافظة بمجلس الشعب وله تاريخ برلماني حافل بالانجازات وقد فاز خلال الدورة الماضية بسهولة كبيرة جدا وبفارق ثلاثة آلاف صوت عن منافسه معتمدا علي رصيد خدماته التي قدمها للناخبين علي مدار مشواره الطويل سواء نائبا تحت القبة لثلاث دورات أو وكيلا لمجلس محلي مركز الخارجة لعدة سنوات فضلا عن وقوف عائلات باريس والقري التابعة لها بالكامل معه كما انه المرشح الوحيد من باريس الذي بامكانه تجميع أصوات كثيرة جدا من مدينة الخارجة والقري الأخري لتواجده وتعايشه معهم بصفة مستمرة فضلا عن سماتة الشخصية المتمثلة في البساطة والتواضع والتعامل مع كل شرائح المجتمع كما رشح الوطني علي نفس المقعد خلف محمود كما ترشح من مدينة الخارجة مستقلا محمد طه حماد رئيس مجلس ادارة نادي الوادي الجديد وهو من الوجوه الشابة التي تخوض الانتخابات لأول مرة معتمدا علي رصيد خدماته التي قدمها خلال الفترة الماضية للناخبين كما انه يتمتع بشبكة علاقات عامة كبيرة مع الأجهزة التنفيذية والشعبية الأمر الذي ساهم في زيادة شعبيته وقدرته علي حل العديد من المشاكل الجماهيرية فضلا عن كونه رئيسا لأكبر ناد رياضي علي مستوي المحافظة ووقوف قطاع كبير من أعضاء النادي خلفه وله دور مميز في الأعمال الخيرية والإنسانية والتطوعية ويدخل حلبة المنافسة لأول مرة أيضا من مدينة الخارجة أحمد العقاطي أمين الوحدة الحزبية بحي السبط بمدينة الخارجة والذي استقال من الحزب من أجل عيون الانتخابات ويعتمد علي أبناء المدينة واصدقائه وعائلته المنتشرة بحي السبط والأحياء المجاورة التي تعد من أكبر الكتل التصويتية خاصة انه أصبح وطه هما المرشحان الوحيدان من مدينة الخارجة كما ترشح مستقلا عبدالقادر أبوالقاسم صلاح من قرية جناح ويخوض الانتخابات لأول مرة ويعمل كاتبا بمديرية الطرق والنقل بالخارجة وعماد الدين خليل عبده مندوب أمن باتحاد الإذاعة والتليفزيون بالوادي الجديد وعلي الرغم من كثرة وتنوع المرشحين الا ان المعركة تكاد تكون محسومة للوطني. أما مقعد الفئات الذي يشهد معركة انتخابية حامية الوطيس لم تشهدها المحافظة من قبل فقد رشح الحزب الوطني ثلاثة مرشحين دفعة واحدة للمقعد منهما النائب الحالي المهندس سعد نجاتي والنائب السابق الدكتور يسري معاذ والاثنان من مدينة الخارجة وبينهما منافسة شديدة جدا وكل واحد منهم يسعي للفوز بالمقعد بشتي السبل خاصة انهما من كبار العائلات بالخارجة ولهما تواجد علي الساحة الانتخابية والسياسية منذ سنوات فالأول من عمد الخارجة والثاني من عائلة معاذ ذات التاريخ البرلماني المعروف أما الثالث فهو حسن الجميلي ابن مدينة باريس فقد كان قمة المفاجآت فقد تقدم للمجمع الانتخابي للوطني علي مقعد العمال وتحالف مع نجاتي علي تبادل الأصوات الانتخابية فيما بينهم بحيث يحصل نجاتي علي مساندته له في باريس والقري التابعة لها ويحصل الجميلي علي مساندة نجاتي في الخارجة والقري التابعة لها وبني الاثنان دعايتهما الانتخابية علي هذا الاتفاق مبكرا لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن وقررت لجنة تلقي الطلبات تحويل صفته الانتخابية من عمال إلي فئات ليجد نفسه في مواجهة انتخابية مع حليفه وصديقه ليتحول أصدقاء الأمس إلي اعداء اليوم وكان المستفيد الأول والأخير من هذا التحويل هو المنافس اللدود للجميلي عبدالحميد منصور المرشح لمقعد العمال لتصبح الساحة خالية أمامه يلعب فيها كيفما يشاء حتي اطلق عليه المراقبون عبدالحميد المحظوظ. عموما إذا كان الجميلي هو الخاسر الأول من تغير صفته الانتخابية إلي فئات فإن الخاسر الثاني هو نجاتي لأنه بهذا التغيير خسر أكبر مؤيديه بباريس كما يتردد في الشارع السياسي أن تغير صفة الجميلي جاء باتفاق من بعض القيادات الحزبية حتي يقلل من فرص فوز حمدي حسن عبدالموجود المرشح المستقل خاصة ان الاثنين من قرية واحدة عموما نجاتي قرأ الموقف جيدا ولذا فهو يبذل جهدا خارفا الآن من أجل الاستمرار تحت القبة من خلال دعاية مكثفة جدا في كل مكان وقام بطباعة عدد من الكتب والمنشورات التي تعبر عن انجازاته وصورة مع الوزراء والقيادات الحزبية فضلا عن إنشاء موقع الكتروني لمخاطبة الشباب وحثهم علي انتخابه لكن نجاتي يواجهه منافسة قوية جدا من المخضرم يسري معاذ النائب السابق للدائرة والذي يقاتل من أجل استعادة المقعد الذي فقده الدورة الماضية بكل الأسلحة والأدوات المتاحة فهو منذ اعلان نتائج الدورة المنقضية وهو بين صفوف الناخبين لم يترك منزلا الا وزاره ولم يفت أي مناسبة والا شارك فيها لأنه يعلم جيدا قوة المنافسة واستخدم كل عائلة معاذ ونشرهم في كل مكان للترويج لنفسه وكسب تعاطف الناس كما ان له شبكة علاقات قوية تعمل لحسابه ينافس نجاتي ومعاذ من المستقلين حمدي حسن عبدالموجود ويعمل مديرا للحسابات بالمديرية المالية وأمين الشئون المالية والادارية بالحزب الوطني ورئيس لجنة الضرائب العقارية بمحلي المحافظة وابن مدينة باريس وقد سبق وخاض الانتخابات أكثر من مرة ولم يحالفه التوفيق وقد استقال من الحزب الوطني علي أمل الفوز هذه الدورة لكن يواجه حمدي منافسة حقيقية من حسن الجميلي مرشح الوطني وابن مدينته مما يؤدي إلي تفتيت الأصوات فيما بينهما والمستفيد المنافسون الآخرون كما ترشح مستقلا عبدالله ضاحي السيد من قرية ناصر الثورة ويعمل موجه ثانوي بادارة الخارجة التعليمية ومن المعارضة ترشح كمال فؤاد حسين عن حزب الخضر المصري ويعمل مدير ادارة محو الأمية بالخارجة ومراسلا للعديد من الصحف الحزبية والمستقلة ومعروف عنه انه معارض مشاكس ويعتمد علي معارفه بمدينة الخارجة والمعارضة للحزب الوطني وأعضاء الأحزاب المعارضة بالمحافظة. في النهاية يمكن القول ان الحزب الوطني ينافس نفسه ويتربع علي عرش الانتخابات بالخارجة والمستقلون والمعارضة ضيوف شرف لتجميل الصورة الانتخابية لا أكثر.