المعروف عن أحاديث المرأة أنها إذا اجتمعت مع غيرها من النساء فإنها غالبا ما تكون ثرثرة تجعلهن يقعن في الغيبة بذكر عيوب نساء أخريات ليسن في مجلسهن. أو النميمة عن صفات سيئة في بعضهن. ومن النادر أن تكون تلك الاجتماعت النسائية مفيدة لهن كأن تنصح واحدة منهن الأخريات في حسن التعامل مع الأبناء. أو معالجة الخلافات الزوجية بهدوء. أو تعريفهن بمعلومة قرأتها وترغب في تثقيفهن بها.. هذا النادر هو ما بدأت به قناة "أون إي" منذ يوم 13 أكتوبر الماضي بتقديم البرنامج الاجتماعي اليومي "كلام ستات" الذي تقدمه الإعلامية شريهان أبو الحسن مع ثلاث فنانات اتخذن التمثيل مهنة لهن ونلن شهرة. وهن نهال عنبر وهيدي كرم وندي رحمي وكانت الاثنتان الأخيرتان من مقدمات برنامج "نفسنة" علي قناة "القاهرة والناس". ويهتم البرنامج بالمرأة العصرية ويطرح قضايا مهمة في حياتها تحظي باهتمامها وطموحاتها. كما تعرض أيضا للمشاكل التي تخصها وأسرتها وتجيب علي أسئلتها التي توجهها للبرنامج علها تجد إجابة عليها. ومن مشاهدتي لبعض حلقاته أري أن التوافق بين هؤلاء الأربع مذيعات وروح المرح التي تسود بينهن في الحوار مع الجدية في مناقشة القضية المثارة في لقاءات الضيوف. جعلت المشاهد لا ينصرف عنه ولأنه يقدم معلومات صحيحة خاصة إذا كانت طبية. بالإضافة للقاءات مع فنانين مشهورين مثل "درة" التونسية في أولي حلقاته. أو من بدأ الطريق نحو الشهرة مثل "محمد عادل" الذي شارك في رمضان الماضي في خمسة مسلسلات. وقد تتدخل مقدمة البرنامج في الحوار مع الفنان زميل المهنة لتحكي عن مواقف متشابهة حدثت لها. فتضع أمام المشاهد ردود فعل مختلفة أو متفقة مع الضيف مما يثري الحوار ويجعل المشاهد يتعرف أكثر علي شخصيتها كفنانة وخفايا خلف الكاميرا أثناء تصوير الأعمال الدرامية. في إحدي حلقات البرنامج كان الفنان الشاب محمد عادل ضيف الفقرة الأخيرة حول مشواره الفني ثم تطرق الحديث إلي مشاركته في تمثيل بعض الأعمال الدرامية قبل اكتمال السيناريو. حيث عرف فقط الفكرة الرئيسية للقصة والدور الذي سيقدمه ليبدأ الاستعداد لهذه الشخصية والتعرف علي جوانبها النفسية والجسدية ومشاعرها وما يلزمها من ملابس. ثم حدث أثناء التصوير أن غير المؤلف الخط الدرامي في مواقف من حياة الشخصية في مشاهد جديدة كانت مخالفة لما كان قد صوره قبل ما استجد. وهنا برز سؤال إحدي المذيعات عن قرار الممثل تجاه هذا التغيير. فأجاب ميدو أنه استمر في تمثيل الشخصية كما يراها المؤلف لأنه تعاقد علي تقديم هذا العمل. بينما الفنانة نهال عنبر مع اضطرارها الموافقة علي رأي محمد قالت إنها تستلزم بعض الوقت حتي تفهم ما يجري لأنها تصبح "متلخبطة" هذه اللخبطة تعيدنا إلي فن الزمن الجميل الذي لم يكن المخرج يبدأ التصوير إلا بعد تسلمه العمل من المؤلف كاملاً. ثم يختار الممثلين طبقا للأدوار المرسومة بدقة توحي له باسم كل ممثل. ويحولها الممثلون في الاستديو إلي كائنات حية تسير وتتحرك بعد خروجها من الورق إلي الواقع. وفي كل مشهد لا يخرج الممثل عن النص لأنه مكتوب بحرفية تجعل الإضافة إليه تغير من "المورال" المراد لتقديمه. ويؤكد ذلك ما قالته الفنانة الكبيرة شويكار في حديثها الهاتفي مع الإعلامي وائل الإبراشي مساء الاثنين الماضي في برنامج "كل يوم". حين سألها عن الخروج عن النص في مسرح فؤاد المهندس. فأكدت أن الفنان الراحل لم يكن يحب الخروج عن النص حتي لا يتطرق الحوار إلي ألفاظ تخدش حياء الجمهور. وأضافت أنه لم يحدث خروج علي نصوص مسرحيات المؤلفين الكبيرين سمير خفاجي وبهجت قمر لأن كلمات الحوار كانت مثل السكر.. وهكذا كان احترام الفنان لكلمة المؤلف زمان وأثرها في الجمهور.