يقول الدكتور حسام موافي استاذ القلب الشهير التقيت ذات مرة إحدي القيادات الدينية وهو شخصية مشهورة. ودار بيننا حوار سألته : ماهي افضل العبادات والقربات التي يؤديها العبد فقال له الشيخ "جبر الخاطر" وتساءل الدكتور هل هي مقدمة علي فرائض الصوم والصلاة والحج والذكاة الخ. فقال له الشيخ الذي يبحث عن جبر الخاطر بالتاكيد يؤدي ما فرضه الله عز وجل. وهو ما دفع الدكتور أن يفكر كثيرا في الأمر وأراد أن يقدم البراهين علي ذلك. ذات مرة رن جرس تليفون المنزل وهو غير معروف لدي الكثيرين في ظل وجود الموبايل فإذا بالمتصل إحدي جاراته وهي سيدة من عوام الناس قالت له يا دكتور أن قريبا لها تم حجزه في مستشفي القصر العيني وهو يعاني امراضا بالقلب وتوسلت إليه أن يختصه بزيارة وان يوصي تلاميذة به خيرا. يقول الدكتور الاتصال كان في يوم إجازتي وهو مخصص لشراء لوازم البيت والسؤال عن الاحفاد والأبناء. الا انه لم ينس طلب جارته فسارع الي مستشفي قصر العيني وسأل عن المريض وقام بفحصه واوصي به خيرا. بعدها فوجئ بألم شديد يطارده لقد كانت بداية متقدمة وعاجلة لجلطة في القلب فسارع تلاميذه لنجدته واعطائه الجرعات اللازمة. ذهب لنجدة نفسه لا لنجدة المريض. وارجع ذلك الي جبر الخاطر. فلولاه لتمكنت منه الجلطة وكان من الصعب علاجها. جبر الخاطر قد يكون في كلمة طيبة يسمعها انسان مكلوم. وربما يكون في مساعدة بسيطة لا تكلف الإنسان شيئا. وربما تكون في شفاعة لرفع الظلم عن مظلوم. فما أحوجنا الي جبر الخاطر في هذه الأيام فهو الفريضة الغائبة.