إذا احترق كشك أو شقة نحزن حزناً شديدا فما بالك اذا احترق جزء ثقافي هام من تاريخ مصر. صدمنا منذ يومين بنشوب حريق هائل بسينما ريفولي الشهير بشارع 26 يوليو امام دار القضاء العالي بوسط القاهرة.. وأتت علي كل محتوياتها وهي صدمة.. بل كارثة كبري للثقافة والفن بصفة خاصة. يأتي حريق سينما ريفولي بعد ايام قليلة من قرار هدم سينما فاتن حمامة.. بالمنيل المطل علي فرع نهر النيل الصغير امام سور مجري العيون. تم هدم السينما التاريخية التي تحمل اسم فنانة عظيمة.. بل واحدة من اعظم فنانات السينما في العالم. صاحب العقار هدمها ليبني مكانها برجا سكنيا يبيع الشقق بملايين الجنيهات وطظ في السينما والتاريخ والثقافة والحضارة.. الفلوس أحسن. يحدث هذا ووزارة الثقافة ترأسها فنانة عظيمة هي الدكتورة ايناس عبدالدايم صاحبة التاريخ ويرأس لجنة الثقافة والاعلام بالبرلمان الزميل الصحفي اسامة هيكل.. رئيس مدينة الانتاج ووزير الاعلام الاسبق.. لم يتحرك احدهما امام هذه الكارثة التي تدمر جزءاً من تاريخ مصر. سينما فاتن حمامة بالمنيل التي كانت الفنانة القديرة تحضر حفل افتتاح أي فيلم من افلامها بها واصبحت علامة من علامات الفن والثقافة في مصر وجزء من تاريخها الثقافي والحضاري.. سينما فاتن حمامة تم هدمها "عيني عينك" ولم يتحرك أحد. ثم كانت المصيبة الاكبر بحريق سينما ريفولي العريقة التي مر علي انشائها اكثر من سبعين عاما والتي أنشأها فيما اعتقد الاخوان جعفر وتوارثها أجيال بعد أجيال وشهدت تاريخ الفن المصري الاصيل فالغالبية العظمي من حفلات الفنانة الراحلة أم كلثوم كانت تقام علي مسرح سينما ريفولي أو علي مسرح الأزبكية. .. وايضا حفلات عبدالحليم حافظ وحفلات فريد الاطرش في عيد الربيع.. وحفلات أضواء المدينة بالاذاعة في ذكري ثورة يوليو 1952 وحفلات ليالي التليفزيون.. كلها كانت تقام علي مسرح سينما ريفولي وسط القاهرة بخلاف الافلام السينمائية المصرية والاجنبية.. كانت دور سينما ريفولي وقصر النيل وديانا ومترو هي اشهر دور السينما التي تعرض بها الافلام الجديدة ويحضر كل النجوم. لابد ان يصدر بيان من الحكومة ومن وزارة الثقافة بشأن هدم سينما فاتن حمامة واحتراق سينما ريفولي واغلاق ثلاثة آلاف دور عرض سينمائي في انحاء مصر حيث لم يبق سوي 72 دار عرض فقط. .. تصوروا مصر كان بها أكثر من ثلاثة آلاف دور عرض اصبح بها 72 سينما فقط.. يا للهول!!!