مازالت الصحف والمجلات الأجنبية تكتب عن عرض منزل كلاي للبيع.. باعتبار أن كلاي كان أحد كبار أغنياء أمريكا.. فكيف أفلست أسرته بهذه السرعة؟!.. لقد كان كلاي باعتباره "أسطورة لا تتكرر" كان لا ينتظر بطولة ليكسب منها أو له مرتب أو مكافأة ثابتة كل سنة. أو كل شهر.. لقد كان يكسب بشهرته غير العادية. لا أقول كل أسبوع. بل كل يوم تقريباً.. ولا حديث في أي وسيلة إعلام إلا وله مقابل كبير يقبضه مدير أعماله ليضيفه إلي أرصدته في البنوك.. ولا يمر يوم إلا وهو مطلوب في إعلان ما أو مؤتمر أو حفل أو سفرية لبلد ما أو مباراة حبية لها تذاكر. أو عضو في لجنة تحكيم رياضية أو فنية. لا يمر يوم أو يومان إلا ويدخل جيبه أموال كثيرة أو قليلة.. فضلاً عن إعانات من عدة دول إسلامية من أجل جماعته الخيرية.. الخلاصة أن أرصدة كلاي في بعض البنوك تتلقي تقريباً يومياً أموالاً خلاف عشرات الملايين من المباريات الرسمية. فكيف انتهي كل ذلك في هذا الوقت القصير بعد وفاته. حتي وصل الأمر إلي بيع المنزل الكبير الذي يضم حلبة ملاكمة مجهزة وملعباً لكرة السلة وغرفتي بخار وتدليك. بجوار هذا العدد من الحجرات والصالات الواسعة.. الأسرة تبيع هذا المنزل الواسع جداً بحديقته الجميلة جداً وتنكمش في منزل صغير.. لماذا؟!!.. لابد الحاجة إلي المال.. وأي مال. وكانت الأرصدة تتضخم يوماً بعد يوم طوال حياته.. ثم مرضه في نهاية عمره بمرض "باركنسون" واسمه "الشلل الرعاش" لم يدم طويلاً. ثم العلاج مجاني!! نعم كان كلاي كريماً لأبعد الحدود. خاصة مع الفقراء.. حتي أن مؤلف مذكراته الألماني الجنسية وصف منزله بأنه "قسم بوليس".. وليس بيتاً.. كل بيوت الدنيا لها أبواب مقفولة علي العائلة في الداخل. إلا منزل كلاي.. الباب الخارجي للمنزل مفتوح طوال اليوم.. وأي شخص ممكن أن يدخل ويتم الترحيب به.. وإذا كان كلاي في المنزل سيستقبل هذا الضيف في مكتبه بالدور الثاني ولابد من تكريم الضيف إما بالطعام أو أي مشروبات أو الاثنان معاً. * * * من الحكايات التي تذكرتها خلال زيارة كلاي لمصر أن محمد لطيف وكان رئيساً للرياضة بالتليفزيون فكر في استضافة كلاي في حديث ومباراة "شكلية" مع ملاكم ما لمدة دقائق فقالوا له أنت مجنون.. سيطلب كلاي مبلغاً خرافياً.. وكان رد لطيف أن كلاي لم يطلب شيئاً حينما توج صالح سليم أمام عدسة التليفزيون.. فقيل له إن الوضع مختلف لأن كلاي كان ضيفاً علي "الجمهورية" أساساً.. ومع ذلك لم ييأس لطيف وبطريقته في الكلام والهزار مع مصطفي البحيري مرافق كلاي. وافق كلاي تحية منه لتليفزيون عبدالناصر.. كان كلاي يعشق عبدالناصر. * * * أخيراً.. كان حل لغز إفلاس أسرة كلاي.. كان سببه كما يقول بعض صحفيي الخارج. أن كلاي وأسرته مسلمون للنخاع. لذا رفضوا فوائد البنوك باعتبارها ربا.. كرأي لبعض الأئمة.. فهل هذا هو حل اللغز؟!!!... يعلم الله.