العملية الإرهابية الأخيرة التي استهدفت ابطال الشرطة في الواحات تستوجب تكاتف الجميع لكشف الوجه القبيح للارهاب وحث العالم علي التعاون بقوة مع مصر في حربها الشرسة مع خفافيش الظلام وهنا يأتي دور المجتمع المدني الذي يتعدي الحدود ويستطيع حشد الدعم لمصر في معركتها مع جماعات التطرف والتي مازال بعضها يتحرك بحرية في عواصم الدول الغربية ولابد من تضييق الخناق عليها. فالكثير من المنظمات المصرية لديها الصفة الاستشارية بالأممالمتحدة بجانب منظمات اخري من كافة انحاء العالم مما يوفر لها تربة خصبة لتكون همزة وصل مع هذه المنظمات لنقل الصورة الواضحة حول معاناة مصر من الارهاب لحكومات هذه الدول لتتحرك لدعم مصر في معركتها مع الارهاب. يقول الدكتور طلعت عبدالقوي رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية إن المجتمع المدني له دور كبير في مواجهة التطرف والارهاب والتكاتف مع الدولة المصرية في معركتها مع خفافيش الظلام سواء علي المستوي الداخلي أو الخارجي وبالفعل تم توقيع برتوكول بين الاتحاد ووزارة الداخلية لنشر الفكر المستنير وتصحيح المفاهيم الخاطئة وتم تنظيم العديد من اللقاءات مع الشباب والمرأة للتوعية بمخاطر الارهاب كما يقوم الاتحاد باصدار بيانات موجهة للخارج لتعريفه بمخاطر الارهاب بمصر. يأمل د.عبدالقوي أن يعطي القانون الجديد الخاص بالجمعيات الاهلية الحق في التواصل مع المجتمع المدني بالخارج لحشد دعمه في معركة مصر مع الارهاب وتوضيح الحقائق حول الجماعات المتطرفة. أكد محمد فايق رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان أن الارهاب في حد ذاته ما هو إلا انتهاك مروع لحقوق الانسان فالاعمال الإرهابية تحرم الانسان من مختلف الحقوق الإنسانية التي نص عليها الاعلان العالمي لحقوق الانسان والاتفاقيات الدولية الراعية لهذه الحقوق ولما كان الحق في الحياة هو احدي الركائز الاساسية لحقوق الانسان لتوفير الحياة الآمنة للمواطنين كحق أساسي لهم في الحياة عملت المنظمات الحقوقية والمجلس القومي علي إدانة كافة العمليات الأهلية التي ارتكبت في حق الشعب المصري. وقد قام المجلس القومي لحقوق الانسان باتخاذ كل التدابير اللازمة لعرض قضية مصر في مكافحة الارهاب علي المستويين الدولي والاقليمي من خلال المشاركة في العديد من المحافل الدولية والمؤاتمرات والندوات. لافتاً إلي الحدث الأخير الذي ادمي قلوب المصريين بمنطقة الواحات والذي زاد من إصرار الشعب علي مساندة الحكومة وأجهزة الدولة في مواجهتهم للارهاب باعتبار المواجهة مجتمعية تتطلب تضافر كل الجهود الرامية للعمل في المجال داخلياً وخارجياً مؤكداً دور المجلس علي المستوي المحلي في عقد دورات تدريبية واقامة ندوات ومحاضرات عملية لحماية الشباب من الوقوع في الفكر المتطرف المرتبط بالعنف والافكار الشرسة التي قد تحيط بهم وعلي المستوي الدولي اهتم المجلس القومي باظهار الأبعاد الهامة للقضية أمام الدول الخارجية لإظهار عظم الدور الذي تقوم به البلاد حكومة ومؤسسات في محاربة الارهاب بكل شرف لمساندة مصر في دورها في مكافحة الارهاب. واضاف أن المجلس القومي لحقوق الانسان عمل في الفترة الأخيرة علي التواصل مع كل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان من أجل القراءة الصحيحة لما يجري علي الساحتين الاقليمية والدولية من تهديد تلك الجماعات المسلحة للأمن والاستقرار في الكثير من الدول وانتهاك حق ابنائها في الحياة بما يتعارض مع الاعلان العالمي لحقوق الانسان وكافة المواثيق الدولية المعنية بالاضافة لعرض الحقائق علي الرأي العام في دولهم للمناداة بالادانة الكاملة لأعمال العنف والارهاب باعتبار تلك الجرائم انتهاكاً صارخاً للحق في الحياة لرجال الأمن والمواطنين الأبرياء والذي يعد أسمي قيم حقوق الانسان. أكد عبدالغفار شكر نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان أن ظاهرة الارهاب من أخطر الظواهر التي اثرت علي واقع المجتمعات في العالم كله وقد أدرك المجتمع الدولي خطر الارهاب وإثارة المدمرة علي كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وقد وضع المجتمع الدولي العديد من التدابير اللازمة والقوانين الهامة لمحاربة الإرهاب واقتلاعه من جذوره واتخذت الدول الاخري سلسلة من الاجراءات لمكافحة الارهاب ولكن حتي هذه اللحظة لا توجد صيغة دولية موحدة كفيلة للحد من الجرائم الارهابية لعدم قدرة المنظمات والمؤسسات الحقوقية علي توحيد الجهود العالمية والاقليمية فكل دولة لها سياسات لمكافحة الارهاب ويسعي المجلس القومي لحقوق الانسان جاهداً لعرض قضية مصر أمام المحافل الدولية في محاربتها للارهاب من خلال الندوات والنقاشات العلمية بالأندية والجامعات والمؤتمرات الداخلية والخارجية مضيفاً أن قضية محاربة الارهاب تتطلب جهوداً مجتمعية وليست جهوداً فردية من الجيش والشرطة ومنظمات المجتمع المدني لافتاً إلي التركيز علي المواجهة الفكرية للمؤسسات التعليمية وفي المساجد والكنائس والعلماء والاعلام لحماية الأجيال من الفكر الارهابي المتطرف مشيراً إلي دور المجلس في الحلقات النقاشية حول حقوق الانسان وهو ما يتعلق بالحق في الحياة وأثر العمليات الإرهابية علي كافة مناحي الحياة وتدمير النفس الإنسانية وعرض تلك الحلقات والندوات والرؤي الصحيحة أمام المحافل الدولية وسن القوانين والتشريعات التي تمنح المواطن حرية الفكر المعتدل وتعديل بعض القوانين والتشريعات دون المساس بحقوق الانسان. أكد أمجد فتحي المتحدث الاعلامي للمجلس القومي لحقوق الانسان مواجهة الارهاب مواجهة مجتمعية وتحتاج إلي تلاحم الشعب والشرطة والجيش والحكومة وكل مؤسسات الدولة حتي نقضي علي الارهاب ويخفف منابعه مضيفاً أن مصر الآن تخطو خطي ثابتة في مواجهة الارهاب عن طريق دولة القانون والدستور. والعدالة والمساواة والمواجهة الفكرية للأفكار المتطرفة فهناك أمثلة علي الكثيرين من أصحاب الفكر المتطرف والذين باتوا الآن من القادمين علي الأفكار السابقة ونشاهدهم بالبرامج التليفزيونية. واضاف أن مواجهة الفكر المجتمعي المتطرف في الوقت الحالي من أهم الأمور التي يجب أن تضعها مؤسسات المجتمع المدني في جدول اعمالها في الفترة المقبلة لما قد ينشأ عن الفكر المتطرف من أفكار وأعمال تضر بالحق في الحياة وبحقوق الانسان وعالمها ايضا من تأثير علي كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. مؤكداً أن المجلس القومي لحقوق الانسان يشن حرباً علي الارهاب علي المستوي المحلي والدولي من خلال الندوات والمؤتمرات العلمية والحلقات الثقافية ومن خلال التوصيات الداعمة لمواقف الدول في محاربتها للارهاب علي المستوي المحلي والدولي وإبراز الرؤي الصحيحة أمام العالم كله. لاقتاً إلي أن المواجهة الأمنية ليست وحدها الكفيلة بالقضاء علي الارهاب بل يجب أن تتزامن معها المواجهة الفكرية مضيفاً أن المسئولية المجتمعية لمؤسسات المجتمع وتضافر الجهود كفيلة بالقضاء علي الارهاب مع المواجهة الفكرية للقضاء علي منابع الفكر الارهابي ومحاربته والحادث الأخير زاد من إصرار الشعب والحكومة علي محاربة الارهاب والقضاء عليه وزاد من تضافر الجهود المجتمعية أمام المجتمع الدولي والمحلي. 1⁄4 يؤكد أيمن عقيل رئيس "مؤسسة ماعت" أن المجتمع المدني له دور قوي ومؤثر في المعركة مع الارهاب وبالفعل تحركت الكثير من المؤسسات قدماً لحث العالم علي التكاتف لمكافحة الارهاب وطالب بإنشاء تحالف دولي لمنظمات المجتمع المدني لمكافحة الإرهاب يمكنه التواصل مع العالم الغربي للتأكيد علي أن الارهاب عابر للحدود ومخاطره علي الجميع ولا تقتصر علي مصر وحدها. تابع أن المجتمع المدني يقوم بدور معاون للدولة فهو أحد الاضلاع الثلاثة التي تعمل بتناغم وتضم رجال الاعمال والدولة مشيراً إلي أن الهدف الرئيسي للمجتمع المدني هو أن يكون حلقة وصل بين الحكومة والمواطن لتحقيق التنمية ويوجد بمصر الكثير من المنظمات التي تتحرك بقوة لدعم الدولة في معركتها مع الارهاب. يضيف عقيل توجد 30 منظمة مصرية لديها الصفة الاستشارية بالأممالمتحدة وتستطيع القيام بدور لحشد الدعم وحث الدول علي التكاتف لمواجهة الارهاب مؤكداً أن المنظمات الوطنية لا تدخر جهداً لمساندة الدولة في مكافحة الارهاب وتتفاوت قدرات هذه المنظمات ولكنها تعزف علي وتر المصلحة الوطنية وتهدف إلي تحقيق التنمية البشرية في كافة المجالات. حشد التأييد يري الدكتور حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن المجتمع المدني لديه القدرة علي لعب دور قوي لمساندة مصر في معركتها ضد الارهاب فتستطيع أن تستخدم أذرعها وأدواتها في المنظمات الرسمية الدولية وخلال جلسات الاستماع في الأممالمتحدة والبرلمان الدولي لحشد الدعم لمصر وحث المجتمع الدولي للتكاتف للقضاء علي الارهاب كما يستطيع المجتمع المدني حشد التأييد من المنظمات الدولية لصالح القرارات التي تصب في مصلحة مصر مثل وقف تمويل الجماعات الإرهابية ومنع تدفق السلاح اليها. يستكمل د.سلامة أن المجتمع المدني المصري يستطيع أن يواجه المنظمات الدولية المشبوهة التي تبث سمومها ضد مصر وتقوم بتأليب الرأي العالمي ضد القاهرة فتتصدي لها المنظمات الوطنية وتكشف الحقائق مما يقوي موقف مصر في حربها ضد الارهاب ويوضح حقيقة مجريات الأحداث ويدحض مزاعم المنظمات المشبوهة. يضيف أن المجتمع المدني يستطيع القيام بدور قوي داخلياً في دعم الدولة في مواجهتها مع الارهاب من خلال نشر الحقائق بين أعضاء الجمعيات والذين يتواصلون مع الشارع ويستطيعون الرد علي تساؤلاتهم وكشف مخاطر الارهاب لهم. دور قوي جاء دور المجتمع المدني لتعريف العالم بحقيقة الارهاب الذي يضرب مصر وينخر كالسوس لهدم الأوطان والكلام للدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية مؤكداً أهمية أن تتواصل المنظمات المصرية مع نظيرتها الدولية والتنسيق معها للتحرك سوياً لحث العالم علي التحرك بقوة لمواجهة الارهاب ومموليه. يتابع أن المجتمع المدني له القدرة علي لعب دور قوي في الساحة الدولية فهي جزء من النظام السياسي في الدول لذا فإن توضيح الحقائق حول معركة مصر مع الارهاب من خلال المنظمات المصرية يدفع المنظمات الدولية لدعم مطالبنا بضرورة التكاتف والتعاون لمكافحة الارهاب. يشير اللواء سامح ابوهشيمة الخبير الأمني والمستشار باكاديمية ناصر العسكرية إلي أهمية أن يعمل المجتمع المدني علي دعم القرارات المصرية الضرورية والتي تصب في مصلحة الأمن القومي مثل مد حالة الطوارئ فالجمعيات المصرية ينبغي أن توضح للعالم الخارجي أن هذا القرار ضروري وهدفه حماية الأمن القومي المصري في ظل مخاطر الارهاب. يؤكد أهمية أن يعمل المجتمع المدني علي توضيح الحقائق والتأكيد أن مصر مستهدفة من إرهاب غاشم يضرب الوطن ولابد من تكاتف المجتمع الدولي معها فالإرهاب ككرة اللهب ينتقل من بلد لآخر وليس قاصراً علي مصر موضحاً أن المجتمع المدني يستطيع حث الأممالمتحدة للتدخل من خلال مجلس الأمن لتبني القرارات التي تصب في مصلحة مواجهة الإرهاب.