لم يعرف هؤلاء المرضي ما تخبئ لهم الاقدار حتي وقعوا فريسة للإهمال الطبي الذي أصبح شبحا يطارد المرضي في المستشفيات الحكومية فلا يمر يوم إلا وتصلنا شكاوي من أهالي المرضي الذين يفقدون حياتهم نتيجة لإهمال أطباء مات ضميرهم. في البداية تقول رضا محمد عن مأساة والدتها إلهام أحمد عاشور والتي دخلت أحد المستشفيات الخاصة وهي مصابة بمياه علي الرئة: فوجئنا بأن فاتورة المستشفي في اليوم الواحد 10 آلاف جنيه مما اضطررنا إلي أن نبدأ رحلة البحث عن مستشفي بديل بتكلفة أقل ولم نجد أمامنا سوي المستشفيات الحكومية إلي أن تم نقلها مستشفي الزهراء الجامعي حيث أنها كانت تحتاج الي رعاية تنفس صناعي ولكن منذ دخولنا الي المستشفي بدأ القلق ينتابنا لعدم الاهتمام بحالتها وسوء النظافة داخل الرعاية سواء للمكان او للمرضي الي أن بدأت تظهر قرح الفراش والتي انتشرت بشكل كبير لعدم تعقيم غرفة الرعاية وقمنا بشراء مرتبة جديدة علي نفقتنا وحتي الادوية وفي يوم فوجئنا بنقل المرضي من غرفة رعاية التخدير الي رعاية الباطنة حتي يتم تعقيمها وبدون إبداء اسباب. وتكمل حديثها بأنهم عندما تحدثوا مع رئيس القسم عن حالتها التي لم تسؤ كل يوم فضلا عن ظهور قرح الفراش أفادهم الطبيب بأنها أصيب بميكروب اسمه "MRSA" ولم يصرح لنا بأي معلومات عنه ولكن عندما بحثنا عن هذا الميكروب تأكدنا أنه يأتي عن طريق العدوي وهي لم تكن مصابة به قبل دخولها الي المستشفي موضحة أنه من المؤكد أنها أصيبت به أثناء وجودها بعناية التخدير وخاصة أنها بجوار غرفة العزل وعندما طلبنا تقريراً طبياً بحالتها وخاصة بعد اصابتها بالميكروب رفضوا إعطاءنا التقرير بالرغم من أنهم علقوا ورقة تحمل اسم الميكروب أعلي السرير الخاص بها ولم تتحمل "الهام" الي أن توفيت بعدها بيومين نتيجة الإهمال واللامبالاة التي عانت منهما خلال وجودها هناك. حالة أخري للإهمال الطبي لتامر محمد عراقي الذي تعرض لحادث منذ أكثر من عام وتم نقله الي أقرب مستشفي لإجراء جراحة تركيب شرائح ومسامير ولكن بعد فترة فوجئ بتورم شديد بالقدم وعندما رجع الي الطبيب الذي اجري له الجراحة وجده متوقعاً حدوث ذلك وأخبره بوجود صديد ولابد من أجراء جراحة لتنظيفه إلا أنه في هذه المرة لم يجرها له بنفسه نظرا لمعرفتة بحالتة وتركه لبعض الاطباء حديثي التخرج ونتج عن ذلك أنه حتي الآن لم يلتئم الجرح فضلا عن عدم قدرته الوقوف علي قدمه المصابة وفي محاولة لانقاذ قدمه ذهب الي مستشفي الدمرداش وأكد الاطباء هناك بضرورة إجراء عملية "ترقيع" بشرط إحضار تقرير طبي بعد العملية الاخيرة وعندما رجع الي الطبيب الذي اجراها له رفض إعطاءه أي تقارير تفيد بحالته حتي يمكنه استكمال علاجه.