قبل أربعة أشهر فقط كانت سمر تحلم بأن تصبح أماً لمولودتها الأولى إلا أنها أصبحت بعد ولادتها القيصرية طريحة الفراش، فى حالة يرثى لها لا تعرف من حولها، وعندما ترى طفلتها التى لم تتجاوز أربعة أشهر تتساقط دموعها وتقرض شفاهها بأسنانها حتى تنزف ثم تعود إلى حالة النوم العميق وصعوبة التنفس، ترقد فى غرفة الإنعاش بمستشفى بورسعيد العام جسدا مصاباً بقرحة الفراش بلا حراك، لا تأكل ولا تشرب إلا من خلال جهاز «الرايل» وهو أنبوبة ممتدة من الأنف إلى الأمعاء، وتقضى حاجاتها بواسطة القسطرة البولية. يحكى العربى الشامى 27- سنة- زوج سمر سليمان يوسف 24- سنة- عن مأساة زوجته، يقول: «دخلت زوجتى غرفة العمليات لإجراء جراحة القيصرية منذ الساعة الثانية عشرة ظهرا وحتى الساعة الثانية وفوجئنا بالممرضة تخرج ب«المولودة» وعندما سألتها أين زوجتى، قالت بخير ولكنها تحت الملاحظة لتتأهل للخروج بعد أن تستيقظ من «البنج»، خرجت زوجتى وسط صمت الأطباء وذهول أسرتها لترقد فى غرفة الإنعاش فاقدة الوعى تماما، ومكثنا لساعات فى انتظار إفاقتها من «البنج» بلا جدوى. بعدها عرفنا أن زوجتى حصلت على جرعة بنج زائدة بعد أن فشل طبيب التخدير فى تخديرها تخديراً نصفياً فقام بتخديرها كلياً، وأثناء عملية خياطة الجرح توقف نبض القلب فتم استدعاء رئيس قسم التخدير للتدخل، وأطباء العناية المركزة لإنقاذها لتعود كما كانت قبل دخولها غرفة العمليات ولكن دون جدوى. بعدها لم أدر ما أفعل يضيف - العربى، ذهبت إلى قسم الشرطة وحررت محضراً رقم 2529 لسنة 2009 إدارى الشرق فى نيابة الشرق وبور فؤاد، اتهمت فيه ثلاثة أطباء من قسم النساء والتوليد من بينهم طبيب التخدير بالمسئولية عن تدهور الحالة الصحية لسمر، ولكنهم نفوا الاتهامات التى وجهتها لهم النيابة، وما زالت زوجتى بين الحياة والموت، فمن يحاسب أطباء مستشفى بورسعيد العام، ومن يرجع إلى ابنتى أمها؟!