نشرت كوريا الجنوبية نظام دفاعي صاروخي متطور علي اراضيها حصلت عليه من الولاياتالمتحدةالامريكية في اطار الصراع مع جارتها في الشطر الشمالي من شبه الجزيرة الكورية لكن ذلك تسبب في قلق عميق لدي الصين. وحرصت بكين علي توجيه رسالة للادارة الامريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب قبل الزيارة الاخيرة لزعيم الصين شي جين بينج الاسبوع الماضي بانها مستمرة في سياستها في منطقة شبه الجزيرة الكورية خصوصا في تأييده لكوريا الشمالية علي حساب الشطر الجنوبي. واعتبر النظام الصيني وجود نظام دفاع امريكي في محيط منطقة نفوذه تهديدا لامن بلاده وسيطرته لكنه امر لا مفر منه جراء تصاعد التهديدات العسكرية القادمة من نظام بيونج يانج في الشطر الشمالي من شبه الجزيرة الكورية. واختارت الصين ردا ناعما بعيدا عن الحرب الكلامية يمكن وصفه بالعقوبات الاقتصادية كما يقول تقرير لموقع بروجيكت ساينديكيت في وقت تستعد فيه سول لانتخابات رئاسية في 9 مايو المقبل. وتأمل بكين في التاثير علي نتائج الانتخابات بالضغط علي الاقتصاد في كوريا الجنوبية الذي يعاني بالفعل من تراجع في قطاعات مثل السياحة والسلع الاستهلاكية والترفيه حيث قررت وقف مبيعات تعاقدات الوفود السياحية معها. كما اغلقت مؤقتا 55 متجرا مملوكا لشركة "لوتي" الكورية والتي وفرت الارض لنصب بطاريات صواريخ نظام الدفاع الامريكي. وشنت وسائل الاعلام الصينية حملة اعلامية تضمنت تهديدات بان هذه العقوبات الاقتصادية سوف تمتد لتطال شركات كورية جنوبية اخري .. وأشارت هذه التقارير الي شركات عملاقة مثل سامسونج للالكترونيات وشركة صناعة السيارات هيونداي. وتسعي الصين الي استثمار نفوذها الاقتصادي لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية حيث تعتبر الشريك التجاري الأكبر لكوريا الجنوبية بما يعادل نسبة تصل الي 25% من اجمالي تعاملاتها التجارية السنوية الخارجية كما انها المصدر الرئيسي للسائحين. ويمثل الصينيون 50% من اعداد الافواج السياحية التي تزور كوريا الجنوبية سنويا بما يفوق 8 ملايين سائح كما اظهرت بيانات عام .2016 لكن العلاقة التجارية بين بكين وسول تبدو انها من جانب واحد فبالرغم من ان كوريا الجنوبية هي رابع اكبر شريك تجاري للصين الا ان معظمها مدخلات انتاج يعود منها حوالي 70% الي كوريا في صورة بضائع نهائية للمستهلك. وتدرس كوريا الجنوبية تقديم شكوي لدي منظمة تحرير التجارة العالمية ضد العقوبات الصينية وهو ما قد يؤدي الي تغريم بكين ملايين الدولارات في حال ثبوت انها تنتهك الاتفاقات التجارية الثنائية لتحرير التجارة فيما بينهم. وحتي لو اعترضت الصين علي الرئيس الكوري الجنوبي المقبل باي صورة اذا استمر في نشر انظمة الدفاع الامريكية فان هذا لن يؤدي سوي الي سوء العلاقات بين البلدين. ففي النهاية تبقي الاسلحة الامريكية حيوية للتوازن العسكري مع الجارة النووية الشرسة في ظل تجارب لا تتوقف لصواريخ باليستية تهدد حتي الولاياتالمتحدة.