أستطيع أن أقسم وأنا مستريح الضمير. غير حانث في اليمين.. أننا فاشلون بالثلث.. وبكل لغات العالم ولهجاته.. تسيطر علينا حالة من البلادة واللامبالاة.. لأننا لدينا إمكانات غير موجودة في أي بلد من بلاد المعمورة.. وحتي تلك التي يقال إنها متقدمة.. لا تملك عُشْر معشار ما منحنا اللَّه من عطائه. لكننا فاشلون في استغلال الإمكانيات الطبيعية.. وعلي سبيل المثال.. في مجال السياحة والآثار.. عندنا في الأقصر وحدها ثلث آثار العالم.. بجانب الأهرامات وأبوالهول وسقارة وأسوان وقنا وسوهاج والشرقية والإسكندرية.. وغيرها. دليل فشلنا.. أننا نفرح ونزغرد وندق الطبول والمزاهر.. لمجرد أن شخصاً مشهوراً زار الأهرامات.. مع أن المفروض أن هذا الشخص مهما كان قدره يجب أن يفخر هو بأنه تشرف بهذه الزيارة لتلك الحضارة الضاربة في أعماق التاريخ.. لكن ومع ذلك. لا أنكر أهمية هذه الزيارات وهؤلاء الأشخاص في الترويج للآثار المصرية والمناطق السياحية. ومع الأسف والأسي والندم والألم.. نحن نروج للسياحة داخل مصر.. وفي قنوات غير مشاهدة في الخارج.. مثل الذي يحدث نفسه. أو الذي يرقص علي السلم.. وكل المسئولين عن هذا القطاع ليس لديهم أي تصريحات إلا في الهواء.. كلها مجرد أحلام.. وأمنيات عن زيادة أعداد السياح القادمين إلي مصر.. لا تقوم علي أسس.. بل بالتمني!! أوروبا التي تفخر بحضارتها المحدودة العمر.. كل ما فيها مجموعة من المباني المكررة في عواصمها بنيت علي طراز معماري.. يعتبرونها آثاراً.. وما عندنا من مثل هذه آلاف المناطق والمباني تفوقها قيمة. وتاريخاً وأهمية.. ويكفي أن مهندساً معمارياً إيطالياً وتحديداً في بلدة روميو وجولييت.. أقام سوراً مقلداً لسور مجري العيون في القاهرة.. مع الفارق الآن في الاهتمام والصيانة. وحالة ذاك.. وحالة هذا المتردية.. الذي تحول إلي مقلب قمامة كبير.. واللَّه يستحق المسئولون عن المنطقة من محافظة القاهرة والحي والاثار المحاكمة الجنائية والعقاب الرادع الشديد علي تدمير هذا المكان التاريخي الذي يكاد ينطق بعبقرية مَن شيدوه.. ولو نطق لصرخ في وجوه المجرمين المهملين له. كل المناطق الأثرية عندنا.. تشكو الإهمال الشديد.. والإهمال هنا ليس مجرد مخالفة.. بل جريمة وجناية كبري في حق الوطن والحضارة والتاريخ.. بل وفي حق المواطنين والأجيال القادمة.. ولو ظللنا نتحدث في هذا المجال لا تكفينا مجلدات. وليس مجرد مقال في صحيفة. الإهمال عندنا أيضاً في البحث العلمي.. الذي إما أنه يتم بشكل روتيني مع ضعف الإمكانيات.. وإما أننا لا نستفيد بما لدينا من بحوث قيمة.. ولعلي أتحدث هنا فقط عن النواحي التعدينية والثروات التي تفخر بها مصر من كنوز في صحاريها الممتدة التي تشكو من اتساعها.. بينما هي في الحقيقة مناجم كبري للثروات الثمينة.. ولعل المعلومة الأغرب أن هذه الثروات والكنوز موجودة في أكثر المناطق فقراً في ربوع مصر. وخاصة في الصعيد. صرخنا ونصرخ.. فهل من مجيب؟!!