تمثيل أمريكي ضعيف في مفاوضات الأستانة واقتصاره علي حضور السفير الأمريكي في كازاخستان.لان واشنطن تريد إمساك العصا من المنتصف. فلا هي قاطعت ولا هي أرسلت مبعوثا خاصا أو رسميا لتوضيح سياسة الرئيس الأمريكي الجديد ترامب حول الأزمة السورية واعتقد أن هذا الشأن كان مقصودا أيضا من دول اتفاقية الهدنة الثلاثية لتحديد موعد تنصيب ترامب هو نفس موعد إقامة المفاوضات بالاستانة عاصمة كازاخستان لظهور واشنطن بمواقفها الباهتة تجاه الأزمة السورية بعدما كانت هي أول من اشعلت نيران الحرب بها بالاتفاق مع حلفائها تحت شعار محاربة الارهاب بسوريا وكما لطهران مواقفها الواضحة لعرقلة مشاركة واشنطن في مفاوضات الأستانة الخاصة بالازمة السورية في حين روسيا تؤكد علي مشاركة الدور الأمريكي بالمفاوضات إلا أن طهران تعقد الأمر وسعت لعدم مشاركة واشنطن بسبب انزعاج إدارتها من تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب حول برنامجها النووي وعلي الرغم أن أنقرةوموسكو لايرغبان في استبعاد الولاياتالمتحدة عن المفاوضات التي تمت في الاسبوع الماضي با لأستانه عن الأزمة السورية .. وموقف طهران يعكس واقع الخلاف بين موسكووطهران والذي بدأ يظهر للعلن منذ بداية تصريحات إيران بانها السبب في عودة حلب لسوريا وخروج المعارضة المسلحة في محاولة لتهميش الدور الروسي الذي كان يحمي المليشيات الإيرانية والجيش السوري بغطاء طيران متطور كما حاولت إيران نسف اتفاق حلب بين أنقرةوموسكو. وعرقلة وقف إطلاق النار واعتراضها علي دعوة الولاياتالمتحدةالأمريكية رغم رغبة موسكو وانقرة في حضورها فالخلافات هنا تعكس الخلاف الحقيقي علي الساحة في حل الآزمة السورية وتأتي مفاوضات الأستانة بعد أن شهد ميزان الحرب السورية تحولاً كبيراً لنظام الأسد وحلفائه روسياوإيران وعقب سيطرة الجيش السوري علي مدينة حلب بمساعدة حلفائه موسكووطهران في ديسمبر2016 وطرد المعارضة المسلحة التي كانت تسيطر علي حلب منذ سنوات وفرض روسيا وسط ترحيب تركي رؤيتها لحل القضية السورية وكانت أول فصوله التقارب الثلاثي بين موسكووطهران وانقرة واتفاق وقف إطلاق النار .وكانت العاصمة الكازاخستانية أستانا استضافت علي مدار يومين خلال الفترة من الثالث والرابع والعشرين من يناير الماضي . المفاوضات غير المباشرة بين وفد الحكومة السورية. الذي ترأسه بشار الجعفري مندوب سوريا الدائم لدي الأممالمتحدة. ووفد مشترك للفصائل السورية المسلحة المناهضة لدمشق الذي ترأسه محمد علوش. زعيم تنظيم جيش الإسلام أحد أكبر القوي المناهضة للحكومة. وركزت المفاوضات التي أطلقت بمبادرة من روسيا وتركيا وإيران وجرت بمشاركة وفد من الأممالمتحدة برئاسة ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي الخاص إلي سوريا. علي بحث آليات تثبيت نظام وقف الأعمال القتالية في سوريا وامتنع تنظيم أحرار الشام أكبر قوة مسلحة في المعارضة السورية عن المشاركة في المفاوضات لكنه أعرب عن دعمه لها وأكدت روسياوإيران وتركيا في بيان ختامي صدر بعد مفاوضات أستانا بين أطراف الأزمة السورية التزامهما الكامل بمبدأ وحدة الأراضي السورية ولا حل عسكري للقضية السورية كما تم التوصل لاتفاق حول إنشاء آلية ثلاثية تقوم بمراقبة نظام وقف إطلاق النار وضمان الالتزام الصارم به من قبل أطراف النزاع. ومنع أي استفزازات وتحديد مدي تطبيقه فالأطراف التي وقعت البيان الختامي لمفاوضات الاستانه اتفقت علي السعي لتوحيد نظام وقف إطلاق النار عبر خطوات ملموسة وعن طريق استخدام نفوذها علي الأطراف وبالإضافة إلي التقليل من الانتهاكات والخروقات لأدني حد ممكن. والتقليل من العنف وإقامة علاقات الثقة بين أطراف الأزمة وضمان ايصال المساعدات الإنسانية للمدنيين وحمايتهم. وأعربت موسكووطهران وانقره عن دعمها لمشاركة المعارضة السورية بما في ذلك المسلحة.في مفاوضات جنيف. مؤكدة والتي ستنطلق في 8 فبراير الجاري وفي هذا السياق. أكدت علي ضرورة ضمان فصل المعارضة المسلحة عن الإرهابيين في سوريا واعتبرت روسياوإيران وتركيا أن أستانا منصة فعالة لإجراء مفاوضات بين أطراف الأزمة السورية. مؤكدة. استعداد موسكووأنقرةوطهران لمحاربة الإرهاب في سوريا بشكل مشترك انتهت مفاوضات الأستانة التي حشدت لها موسكووأنقرة طاقتهما لإنجاحها.لوضع حد للازمة السورية فالمفاوضات كانت عسكرية وهدفها تثبيت وقف إطلاق النار.وكما كشفت عن الوجه الآخر لطهران ومحاولة فرض سيطرتها وكانت أيضا اختبار لباقي أطراف النزاع ويبقي السؤال هل المفاوضات سوف تحقق حلم الشعب السوري في تقرير مصيره أم لا؟!!