في العام 1976 استدعي الرئيس الراحل السادات.. الشيخ محمد متولي الشعراوي.. رحمه الله.. ليتولي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر.. وخلال ولايته التي استمرت عاماً تقريباً تعرض للاستجواب في مجلس الشعب بصفته الوزير المسئول عن المجلس الأعلي للشئون الإسلامية الذي أنفق مئات الملايين من الجنيهات دون مستندات توضح مجالات الإنفاق.. وخلال الجلسة تحدث الشعراوي حديثاً طويلاً. ضمنه مقولته الشهيرة: الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. ودوام الوفاق نفاق. وكثرة الخلاف اعتساف. ولكن الاختلاف تجاوز من وجهة نظر الشيخ الجليل حدود الموضوعية والالتزام بأدب الحوار.. فضاق صدره وانفعل انفعالاً شديداً.. فقال غاضباً: أتدَّعون الشجاعة الآن.. أين كانت تلك الشجاعة عندما كانت الأفواه تُكمم. ويُسجَن أصحابها؟!.. والله لو كان الأمر بيدي لرفعت هذا الرجل "يقصد الرئيس الراحل السادات" إلي قمة ألا يُسأل "بضم الياء" عما يفعل.. وهي المقولة التي اعتذر عنها فيما بعد كما اعتذر عن توليه الوزارة. ضاق الشيخ الشعراوي بالاختلاف الذي يتجاوز حدود أدب الحوار. ويبتعد عن الموضوعية. ويجنح إلي إلقاء التهم جزافاً دون برهان أو دليل.. فاختلاف الرأي ليس سباً وقذفاً. وليس بذاءة وخروجاً علي الموضوعية.. وهذا بالتحديد ما حدث في الاحتفالية العبثية التي أقامها خليط متنافر من جماعة الإخوان و6 أبريل. وكفاية. وغيرها من الحركات المشبوهة.. عقب الحكم في قضية تيران وصنافير. تحولت الاحتفالية إلي مهرجان في البذاءة والتخوين واتهامات العمالة.. استهلها مرشح رئاسي سابق بحركة منحطة بإصبعة متباهياً ببذاءته أمام عدسات وكاميرات التصوير. والفضائيات. أراد المحتفلون استنساخ المشهد الإخواني.. عقب إسقاط مرسي: الدعوة لإسقاط النظام مع رفع شعارات حركة كفاية.. إهانة القوات المسلحة في وقت يخوض فيه رجالها البواسل حرباً شرسة ضد إرهاب مدعوم من دول عربية وأجنبية ساءها انتصار مصر علي مخطط التخريب والتقسيم.. اتهامات مباشرة بالخيانة والعمالة سواء في الاحتفالية العبثية أو من جيش الإرهاب الإليكتروني. علي مواقع التواصل الاجتماعي.. ليس حباً في الجزيرتين.. ولكن في محاولة مفضوحة لإثبات أن النظام الحالي لا يختلف عن نظام مرسي الذي حاول إهداء حلايب وشلاتين للسودان. وخطط لمنح جزء من سيناء للحمساويين. ما حدث لم يكن اختلافاً في الرأي. بل جرائم سب وقذف ترقَي إلي مستوي الخيانة في زمن الحرب.. ولا يجب أن يمر بدون حساب.. حتي نتعلم المعني الحضاري لثقافة الاختلاف.