يولد الطفل صفحة بيضاء علي الفطرة التي خلقه الله عليها. ثم تغذيه أسرته بأفكارها ومبادئها بما يزيده من أفعال الخير. أو تغير من فطرته فيسير في طريق الشر وكراهية غيره من البشر. فيزكي نفسه ويصير أنانياً ومغروراً متكبراً علي الفقراء والضعفاء. ويحاول جمع المال وتحقيق الثراء بكل الطرق حلالا كانت أم حراما. وفي سبيل استمرار حياته علي هذا المنوال. قد يشارك أيضا في تدبير المؤامرات ضد إخوته في الوطن. فيستغل الأعداء مثل هذه الشخصيات لتهديد أمن وسلامة البلاد فيعملون علي مسح عقولهم وما تبقي فيها من انتماء. ويملأونها بأفكارهم المتطرفة الإرهابية. ويمدونهم بالأموال والأسلحة فيقعوا في حبائلهم حتي أن بعضهم قد يدفع بأولاده فلذات أكباده كما حدث مؤخراً إلي الموت وهو مؤمن تماماً بأن طريقهم وطريقه لا شك إلي الجنة. لأنه كما يعتقد يجاهد في سبيل الله المجتمع الكافر. لأن الجماعة التي جندته بأفكارها أقنعته بأنهم هم المسلمون وما عداهم فهم الكفار الذين يجب الخلاص منهم. كما حدث مع الشاب الذي فجر نفسه في الكنيسة البطرسية وأزهق أرواح نساء ورجال وأطفال كانوا يؤدون الصلاة في أيام الصيام قبل عيد الميلاد وبداية العام الجديد آملين أن يقبل عليهم بالخير ويحقق أمانيهم. ولكن جاءت هذه الجماعة الإرهابية لتطيح بهم إلي الموت ويتركوا في نفوس ذويهم الحسرة والألم والحزن والشوق للأيام التي كانت ستجمعهم إذا ما بقوا علي قيد الحياة. وهكذا صعدت الأرواح البريئة إلي الله وتهدمت الكنيسة. ولكن الرئيس عبدالفتاح السيسي في تشييع جنازة هؤلاء الشهداء أعلن اسم منفذ العملية القذرة وإلقاء القبض علي بعض من شركائه. كما أكد أن إصلاح الكنيسة سيتم في 15 يوما قبل بداية العام الجديد. وبالفعل تم الترميم خلال المدة المحددة وأعيدت الكنيسة لما كانت عليه وأفضل. ثم في صبيحة عيد الميلاد أرسل وفداً من رجال الدولة إلي كنيسة قصر الدوبارة لتهنئة المسيحيين الإنجيليين بالعيد. ثم كانت زيارته المسائية للكاتدرائية المرقسية لتهنئة المصريين المسيحيين بعيد ميلاد السيد المسيح. وقد بثت علي الهواء علي القنوات المصرية الأولي والثانية والفضائية وأخري خاصة عديدة. بعد أن اعتقد الجميع أنه سيكتفي بإرسال رجال الدولة ولن يذهب كعادته إلي الكاتدرائية. ولكنه لم يتخلف عن موعده ففاجأ المصريين جميعاً مسيحيين ومسلمين وهو يدخل الكنيسة سائراً جنباً إلي جنب مع قداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بعد أن زار الكنيسة البطرسية وشاهد ما تم فيها من إصلاحات. وقد حظي الرئيس بالمحبة المتدفقة من قلوب كل المسيحيين الذين قذفوا عليه الورود ومدوا أيديهم ليسلموا عليه. فبادلهم التحية يداً بيد وأحاطت طفلة عنقه بطوق من الورد رمزاً لمحبتهم له التي صاح بها أحدهم قائلاً إنهم يحبوننا نحن المسلمين. فرد عليهم الرئيس بأننا أيضا نحبهم. وأحسب أن هذه المحبة الغامرة قد عبرت أولاً عن محبة الله للرئيس السيسي. وثانياً عن إيمان هؤلاء المصريين وتصديقهم لأفعاله وقراراته التي يصدرها دائماً لصالح مصر. ثم عن رغبتهم في استمرار رئاسته مدة ثانية ليكمل مسيرة التنمية والاستقرار وتحقيق النصر الكامل في الحرب علي الإرهاب. وهذا لن يتحقق كما قال في مداخلته الهاتفية في برنامج "كل ليلة" لعمرو أديب إلا بصمود كل المصريين بشجاعة المواجهة والنجاح في البناء والتنمية. وأن نكون جميعاً علي قلب رجل واحد لأنها معركتنا جميعاً. ولهذا أقول إننا يجب أن نحافظ علي مصر من هؤلاء الإرهابيين بالإبلاغ عنهم. ونتحد كشعب واحد تجمعنا المحبة كما كنا علي مر التاريخ إخوة وأصدقاء وجيرانا ولا تفرقنا الأفكار المتطرفة ولا الأديان. لأن الدين الله والوطن للجميع.