مع انطلاق مدفع الافطار رنت أجراس الكنائس مع اذان المغرب ووجدنا أسرة مسيحية تدخل علينا وتطلب ان تفطر معنا باب البيت يخبط تفتح تلاقي جارك المسيحي داخل عليك بعلبة حلاوة مولد وبيقولك كل سنة وانت طيب.. الموبايل يرن ترد تلاقي صديقك المسيحي بيدعوك انت والاسرة للعشاء بمناسبة عيد الميلاد.. تلاقي نفسك صاحي الصبح لوحدك يوم ٧ يناير عمال تتصل بأصدقائك الأقباط علشان تقول لهم كل سنة وانتم طيبين.. تبقي قاعد تتفرج علي احتفالات القداس وفجأة تلاقي الرئيس السيسي داخل الكنيسة علشان يهنئ الأقباط ويعتذر لهم علي تاخير ترميم الكنائس اللي حرقها ودمرها أنصار اللي ما يتسماش مرسي.. تحس ان احتفالات مولد النبي علية الصلاة والسلام عيد في مصر كلها عند المسلمين والمسيحيين..وتحس كمان ان عيد ميلاد المسيح علية السلام عيد عند كل المصريين.. لو فكرنا شوية هنعرف ان سر خلطة بقاء مصر وصمودها ضد كل الخونة والمتآمرين هو وحدتنا وان احنا مصدقين ان احنا شعب عايش في البلد دي بكل حرية وامان ومصدقين ان الدين لله والوطن للجميع وان ربنا هو اللي هيحاسب وان سبحانة وتعالي لو أراد ان يجعل جميع من علي الارض مسلمين فقط لفعل ذلك لأنة خالق السموات والأرض وإذا أراد شيئا ان يقول له كن فيكون.. العملية بسيطة خالص ومش محتاجة افتكاسات ولا تفكير جاهل ولا مزايدات.. خلو بالكم الناس اللي بتموت كل يوم في سيناء علي يد الإرهابيين وهما بيدافعو عن تراب الوطن دول مسلمين ومسيحيين بس جنسيتهم مصريين.. واللي اتعدموا في ليبيا علي يد كفار داعش كانو مسيحيين واللي خد التار كانو مسلمين وفي الاخر اسمهم جميعا مصريين.. زمان كنّا عايشين في رعب من مصطلح اسمة الفتنة الطائفية وكانت ورقة الضغط الكبري من الغرب لتخويف مصر.. ولو حد رمي شوية مياه علي جاره كانت تقوم معركة والدنيا تولع ويجرو بعض الخونة علي الخارج ويقولو ده احنا مضطهدين في مصر..وده مش حقيقي ولا عمره هيبقي حقيقي.. لما قامت ثورة يناير كنّا مسلمين ومسيحيين جنبا الي جنب لان كان هدفنا إصلاح البلد ولما اكتشفنا بسرعة انها مؤامرة انسحبنا من المشهد وفضل الخونة لحد لما سرقوا مصر وبعدين اجتمعنا تاني لوحدنا وقدرنا نسقط الخونة ونستعيد هوية مصر المسروقة.. مستحيل ان أنسي يوم لما نزلنا نفوض الرئيس السيسي لمحاربة الاٍرهاب وكنا وقتها انا وأسرتي وأصدقائي بنفطر في الشارع علي الرصيف امام الاتحادية.. ومع انطلاق مدفع الافطار رنت أجراس الكنائس مع اذان المغرب ووجدنا أسرة مسيحية تدخل علينا وتطلب ان تفطر معنا وفتح الرجل حقيبة بها عصير دوم وإفطار كامل وقال احنا عارفين أنكم بتحبوا تفطروا علي العصائر وجلسوا معنا وتناولنا الافطار سويا وأصبحنا من وقتها أصدقاء.. وحدتنا في هذا اليوم تحديدا كان هدفها الحفاظ علي مصر وشعبها وهويتها وحضارتها.. ولن أنسي أبدا ان استاذي في الثانوية العامة الذي كان يعلمني الانجليزي هو الدكتور مجدي المسيحي وبالمناسبة كان دكتور بالجامعة وهو من طلب مني ان يساعدني وبدون اي مقابل ووقتها قال لي ان والدي رحمه آلله هو من كان يساعده في مرحلة ما قبل الجامعة.. هذه هي العلاقة الرسمية بين المسلمين والمسيحيين في مصر.. نعم هناك متطرفون من الجانبين ولكنهم لا يمثلون الا أنفسهم .. لن ننسي جميعا عندما احرق الخونة الكنائس والمنازل وخرج البابا تواضروس ليرفض التدخل الخارجي في شئون مصر رغم اننا كنّا في حالة ضعف وتخبط وقال اننا سنصلي امام المساجد وان الكنائس ليست أغلي من الوطن لان الرجل ادرك أنه بدون وطن لا توجد كنائس ولا مساجد.. ما فعله الرئيسي السيسي بزيارته للكاتدرائية للمرة الثانية منذ تولية منصب الرئيس يؤكد أنه رئيس بحق لكل المصريين وان الرجل يعرف جيدا أنه المسئول الاول عن أمن وأمان شعب مصر بجميع طوائفه.. ما أحزنني من الزيارة فقط ان جاري العزيز المسيحي تراهن معي علي ان السيسي سيزور الكنيسة في عيد الميلاد وانا قلت له ان مشاغل الرئيس والاضطرابات الخارجية التي تحيط بمصر في هذه الظروف قد تمنعه من الزيارة ولكن صديقي كسب الرهان والسيسي اكتسب محبة واحترام الجميع في الداخل والخارج وزادت شعبيته لدي المصريين جميعا وأثبت أنه رجل دولة يعرف جيدا قيمة ومعني المنصب.. أتمني ان يكون العام الجديد هو عام المحبة الحقيقية والسلام بين كل المصريين وان ننتقل من خانة التخوين والشائعات الي خانة التلاحم واحترام بَعضنا البعض وان نحول شعارات الخوف علي الوطن الي واقع من خلال العمل الجاد وإلا نترك مساحة للاعداء ليتسربوا فيما بيننا ليزرعوا الفتن.. مصر ستبقي قوية وصامدة بفضل وحدتنا وخوفنا علي بَعضنا البعض.. قد نكون في أزمة اقتصادية ولكنها وقتية وستزول بزوال الأسباب ولكن لا يجب ولا يجوز ان نسمح للاعداء ان يشقوا صفنا لأنه هو مصدر قوتنا وصمودنا.. كل عام وشعب مصر العظيم بخير بمناسبة مولد الرسول الكريم وعيد ميلاد المسيح.. وكل الشكر والتقدير والاحترام لجيش مصر العظيم الذي يخوض معركة حق الشهيد لتطهير سيناء من الخونة.. وللشرطة المصرية التي اعادت الأمن والامان للشارع المصري..وتحية الي أسر الشهداء.. وتحيا مصر