ما أكثر الذين نفتقدهم في حياتنا. لما لهم من تأثير قوي ومباشر ليس في مسيرة حياتنا فقط. ولكن لامتلاكهم خبرات عريضة تساهم في إزاحة بعض العثرات من الطريق. ** لكن هناك من هُم أقوي تأثيراً في حياة الأمم لأنهم يتمتعون بقدرات حباهم الله إياها. منها البصيرة النافذة والشفافية في القول والعمل. لدرجة تصل بهم هذه الصفات إلي درجة الحكمة. وقد قال المولي عز وجل: "فمن أوتي الحكمة. فقد أوتي خيراً كثيراً". ** إن الأمة العربية في محنتها الحالية وأزماتها المستمرة وابتعاد الحق والعدل عن الكثيرين.. يجعلنا نشعر بفقدان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. حكيم العرب. رحمه اللَّه وطيب ثراه.. والمرحوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبداللَّه بن عبدالعزيز. أتصور أن العرب جميعاً يبكون علي الأيام الحالية التي يشهد فيها العرب أسوأ فترات تشرذمهم وتفرُقهم.. وبالتالي منحوا كل من يريد أن يلعب بمقدرات الشعوب العربية المغلوبة علي أمرها كل الفرص للتدخل في شئوننا والنيل من أبنائنا. لكن عظمة هذه الأمة. وسر تواجدها. أنها تمرض ولا تموت.. فهي أرض الديانات والقيم والمبادئ والحضارات. بل.. كتب اللَّه لها البداية قبل أن تنشأ الحضارات. ** إن ما جعلني أستطرد في هذا الأمر هو الماراثون الذي يحمل اسم زايد. ويقام لثاني مرة في مصر.. فقد كان حكيم العرب يعشق مصر. وله فيها أقوال كثيرة مأثورة. وأيضاً أفعال لم ولن ينساها الشعب المصري. الذي يعشقه ليس لما فعله لهذا الشعب. ولكن لطيبته وعروبته. وحبه للإنسانية جمعاء. ** لذلك لم يكن غريباً أن يخرج من صلب هذا الحكيم رجال يمضون علي دربه في حب الوطن العربي الكبير. ومواقفهم تجاه مصر العروبة. لدرجة جعلتهم جميعاً قريبي الشبه والشكل لوالدهم. ** فالإمارات تقدم لمصر وللعالم العربي. بل والعالم أجمع الشيء الكثير في جميع مناحي الحياة بتواضع الكبار وروح القادة الذين يعرفون كيف يصنعون التاريخ الذي يسجل بأحرف من نور. وهو التاريخ الذي يختلف في الشكل والمضمون. عن الذين يكتبون بالدم والخسة والنذالة. والمؤامرات والكذب علي شعوبهم.. هؤلاء هم مَن يتصدرون القائمة في مزبلة التاريخ!! والله من وراء القصد.