إنّ دولة الإمارات كانت منذ تأسيسها على وفاق تام مع الشعب المصري وسنداً له، كما أنها تفخر بعطاء المتميزين من أبناء مصر الذين عملوا وما زالوا يعملون مع أبنائها جنباً إلى جنب، في شتى المواقع والميادين في الدولة. ولا تكفي هذه السطور لحجم المشروعات الإنمائية والمساعدات الإنسانية التي قدمتها دولتنا لمصر العروبة، ويكفي القول إنه عندما قاطعت كل الدول العربية مصر بعد توقيعها معاهدة «كامب ديفيد»، كانت توجيهات «حكيم العرب» المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ألا يتوقف دعم الإمارات للشعب المصري. أيضاً لن ينسى التاريخ الشيخ زايد الذي دوّن مقولته الشهيرة إبان حرب أكتوبر 73، عندما قال «إن البترول العربي ليس بأغلى من الدم العربي»، وبناءً عليه استمر المئات من أبناء وبنات الإمارات في مواصلة دراساتهم الجامعية والعليا والدراسات العسكرية في مصر، ولم يجدوا من أشقائهم المصريين إلا كل حفاوة وترحيب. إن دولة الإمارات تنطلق في علاقتها مع مصر من مبادئها وثوابتها، ولذلك ستستمر في أداء واجبها العربي تجاه مصر، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في سياق حواره مع الصحافيين والإعلاميين ضيوف الإمارات الذين شاركوا في القمة الحكومية الثانية، في رده على سؤال عن الأوضاع الراهنة في بعض دول الوطن العربي. إذ قال: «إن دولة الإمارات دعمت مصر الشقيقة منذ عهد الراحل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد، طيب الله ثراه، حين عُقدت اتفاقية الصلح بين مصر وإسرائيل، واليوم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأنا قدمنا ونقدم الدعم ل «قلب الأمة العربية» مصر، كي تمضي قدماً في الإصلاح وتحقيق الأمن والتنمية الاقتصادية لشعب مصر الشقيق». وفي السياق ذاته، أكد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن دولة الإمارات العربية المتحدة لن تتخلى عن مصر، وأنها تقدر موقف الشعب المصري البطولي في القضاء على حكم الإرهاب والظلام، واصفاً إياه بالشعب العبقري، ومضيفاً أنه لو كانت هناك «لقمة حاف» لاقتسمتها الإمارات مع مصر. جاء ذلك أثناء استقبال سموه وفد القوى السياسية المصرية الذي زار الإمارات لحضور معرض أبوظبي للكتاب، برئاسة المستشار أحمد الفضالي، المنسق العام لتيار الاستقلال. نعم، هذه هي العلاقة المصرية الإماراتية الحميمة التي رسخها زايد الخير والعطاء، ويواصلها على خطى ثابته أبناؤه من بعده. نثلا عن صحيفة البيان الاماراتية