الإرادة القوية هي أقصي درجة من درجات الإصرار علي النجاح. والنجاح هنا ليس مجرد نجاح مهمة أو عمل أو فكرة. ولكن الإصرار علي النجاح أو بمعني أدق هو إنجاح المهمة.. وهذا لا يتم إلا بالإرادة ولابد أن تكون إرادة قوية. والإرادة القوية تحتاج تحديد الهدف والغاية المرجوة ويوضع الهدف نصب أعيننا مع استخدام كل المواهب والأدوات لتحقيق هذا الهدف. ويكون الهدف دائماً هدفاً وطنياً سامياً. وإذا تم تطبيق ذلك علي أي كيان في الدولة. فإننا لابد أن ننظر للدولة علي أنها تتعرض للأزمات القوية سواء أكانت أزمات طبيعية أو أزمات مفتعلة لكي تخرج من أزمتها أقوي مما قبل ذلك. ومن هذا المنطلق يجب تقييم قدرات ومقدرات شعب هذه الدولة. ويتم قياس مدي تضحياته وقدرته علي التغلب علي المصاعب والتحديات مهما كانت سواء الداخلية منها وكذا الخارجية وما أكثرها. فإذا كانت الأزمة طبيعية فيتم التناول من وجهة النظر الدولية من اتجاه قدرات حكومة الدولة وإدارتها علي الاستعداد والتجهيز لتخطي هذه الأزمة قبل حدوثها والآثار المترتبة علي الأزمة بعد الحدث. أما إذا كانت الأزمة مفتعلة. فإن التقييم يتم في إطار أوسع يتم من خلاله وضع النسيج المكون للدولة إلي جانب الاستعداد والقوة والاستراتيجية لمكونات إدارة الدولة واتخاذ القرار نحو تقييم الأزمة والقدرة علي استيعابها وتخطيها. أما مصطلح "تحدي التحدي" هو التغلب علي كل التحديات مهما كانت حتي وإن وصل إلي تحدي ذوي الاحتياجات الخاصة وتحقيق المعجزات. فلقد قهر الظلام د.طه حسين. وأصبح عميد الأدب العربي. وبيتهوفن الموسيقار العالمي أبدع بعدما فقد سمعه وعزف أقوي المقطوعات الموسيقية. فهذا تحدي عدم الإبصار. وذاك تحدي عدم السمع. وحققا ما لا يحققه إنسان عادي. ومن هنا يكون نجاحهم هو تحدي التحدي. فليس هذا بكثير علي أن يخوض الشعب المصري مواجهة التحديات علي كافة الأصعدة الداخلية والخارجية من حصار إرهابي لمصر من كافة المحاور. وهو بالطبع ليس صدفة. وعلي صعيد محاولات بث الفتن وذرائع الوقيعة مع بعض دول الجوار العربية الأشقاء من جهات أجنبية وأحياناً بمعاونة جهات عربية. كما أن مصر التي تخوض معركة الوجود الاقتصادي وهي من أخطر وأصعب التحديات التي تواجه الدول الكبري وخاصة أن الظروف والأمور العصيبة التي تعرضت لها مصر علي مدار نحو ست سنوات منذ أحداث يناير 2011 كانت كفيلة بسقوط أكبر الدول القادرة علي إدارة ومواجهة الأزمات بجميع أنواعها. فالإرادة القوية وتحدي التحدي للمصريين وبناء حائط سد متماثل في الجيش الشعبي الاجتماعي الذي يواجه التحديات الخارجية لتحويل أي محاولات لاختراق الأيديولوجيات الداخلية له بشكل مستميت من أعداء الوطن ينظرون لخطوات مصر الإيجابية بنظرة الفزع والترقب الحذر. وهذا العدو يسعي بكل ما يمتلك من مال وعلاقات إقليمية لتقييد مصر وكافة المحاولات المختلفة لمجرد تعطيل قطار التنمية الذي يحمل عنوان "تحدي التحدي" ولقد قررت مصر بالإرادة القوية أن تتحدي التحدي وأن تخوض تجربة بناء الدولة مع المحافظة علي الأسس والقواعد الأصلية والعمل علي صناعة كيان جديد يضع مصر في درجة تقييم أعلي من كبريات الدول التي تعرضت لنفس الأزمات من قبل. ولكن لم تتشابه الظروف المحيطة وخاصة في مراحل التحولات الاقتصادية لنفس الدول مع الظروف التي تخوض فيها مصر تجربتها القوية الرائدة.