كيف تطور نقط ضعفك لتكون ناجحا في حياتك؟ من منا ليس لديه نقاط ضعف في شخصيته؟! بالطبع لا أحد منا.. ونقاط الضعف هاته كثيرا ما تؤثر سلبا على حياة البعض منا، إذ لكل واحد منا نقطة ضعف أو أكثر، لكن يجب علينا أن نعرف كيف نتعامل معها حتى لا تحيل حياتنا إلى لوم وندم كلما تعرضنا لموقف نشعر من خلاله بالضعف. ومن الطبيعي أن يفكر كل منا ويطمح في القوة والتفوق على الآخرين، وتحقيقا لهذه الغاية نضع بين يديك مجموعة من الخطوات التي تساعدك على تنمية نقاط ضعفك حتى تبني حياتك في نجاح. الإرادة الإرادة عند الإنسان تجعله أقدر من جميع المخلوقات على فعل ما يريد، أو الامتناع عن أمور يحتاجها، وكثير من العظماء قللوا ساعات نومهم وأخذوا من أوقات راحتهم للدراسة والاجتهاد والسهر مع العلم والمعرفة، حتى تجاوزوا نقط ضعفهم، بل ونالوا شواهد عليا وحصلوا على مواقع ومناصب مهمة في المجتمع تستحق خوض التجربة. تسجيل نقط الضعف إن المحاولة لابد أن تكون مقرونة بالتحدي، فلو اختلى المرء بنفسه وسجل نقاط الضعف التي يشعر أنها فعلا تؤثر على سلوكه وتعامله مع الآخرين وعلاقاته بهم، وأعطى لكل نقطة الأولوية التي يراها، أي أن يرتب هذه العيوب حسب أهميتها وأولويتها في علاقاته مع المحيط، والتي لا مفر منها في أي حال من الأحوال، وبهذا فسيكون قد خطا الخطوة الثانية والصحيحة للارتقاء بشخصيته وسلوكه، ولا أفضل من أن يتولى الإنسان بنفسه تنفيذ هذه الخطوات جميعها بدءا بدقة التشخيص والتعرف على نقاط الضعف وتصنيفها قصد معالجتها والتخلص منها تدريجيا، فمثلا إذا كنت تعاني من عدم القدرة على الدفاع عن الرأي فحاول تدريب نفسك على الدفاع عنه، وذلك يتأتى لك بالتمعن في الموضوع الذي تريد طرحه وإقناع الآخرين به، وتأمله من جوانبه المتعددة ومعرفة سلبياته ومآخذ الناس عليه، وبالتالي استحضار الرد عليها، وشيئا فشيئا ستصل إلى قدر جيد من إقناع الآخرين أو على الأقل أن تجعل رأيك محل نظر واهتمام. الثقة بالنفس إن الإنسان نفسه أقدر من الآخرين على إيجاد الحلول التي يرتاح إليها، فهو يعلم كل الظروف المحيطة به، ويعلم دقائق الأمور عن نفسه التي لا يمكن أن يعرفها الآخرون عنه أكثر منه، فالثقة بالنفس سؤال كبير يجب أن يعتقد فيه وليس العكس، لأنه حين يرى أن شخصيته واهية وضعيفة وليست فعالة، فهذا يفقده الثقة في نفسه ومحيطه، وهكذا فيجب أن لا تعتبر نفسك عديم الثقة في نفسك، بل يجب علك أن تقيم نفسك دائما تقييما صحيحا، وألا تخجل من ضعفك أو تلومها على انفعالات طبيعية في النفس البشرية، ولا تسرف في تعذيب نفسك على كل تصرف خاطئ يصدر منك، حتى تحسن بالتالي تقييم نفسك والآخرين. روح التحدي ابدأ في التعامل مع نقاط ضعفك بروح التحدي، والتحدي يعني قوة الإصرار والعزيمة والمحاولة تلو الأخرى، وعدم الملل لمجرد الإخفاق في الوصول إلى المطلوب منذ البداية. والتحدي أيضا لا يكون إلا بوضع البدائل، فإذا لم ينفع الحل الأول، جرب البديل الثاني الذي يحمل احتمالا آخر، وهكذا سترى نفسك تتغلب على جانب تلو الآخر، الأهم ثم المهم ثم الأقل أهمية، أما إذا بقي الإنسان متمسكا بكل ما يحب أو لا يحب، ما يفضل أو لا يفضل، ما يراه صحيحا أكثر وما لا يراه كذلك، بغض النظر عن الظروف المحيطة والمسببات وغيرها من تفاصيل، فهو بالتأكيد سيبقى داخل دائرته، وسينفر الآخرون منه تدريجيا لمجرد إحساسهم أنهم أمام حائط أو سد لا يمكن تخطيه لرؤية الجميل خلفه. كيف تتفاعل مع المشكلات لا تعطي أي موقف حجما أكبر من حجمه، واهتماما أكثر مما يستحق، فالزمن كفيل بمحو ما خطته أيدي الإنسان مهما كان، وإلا انتابك القلق وفقدت قدرتك على التعامل مع الواقع بحجمه الطبيعي، فالمبالغة والتهويل في المشاكل والأزمات التي تواجهك يجعلك فريسة سهلة للقلق وعدم التمكن من حلها بصورة صحيحة، ولا تجلس مكتوف الأيدي، بل اسعى لمحبة الناس ولفعل الخير، وتوقع دائما الأفضل. تنمية المهارات لا بد أن تنمي لديك العديد من المهارات التي تعينك على تقديم نفسك بشكل أفضل أمام الآخرين، فإنه على قدر ما تتقن من مهارات، أيا كانت هذه المهارات، ستكون منزلتك عند الناس، لذا ابذل جهدك الواسع للإجادة فيما يسند إليك من أعمال، حتى ولو لم تكن واجبة عليك، فإن كثرة مزاولة الأعمال المختلفة والمتنوعة سيولد لديك خبرات وتعاملات تستطيع من خلالها مواجهة الآخرين، ومعرفة الطرق النافعة في ذلك، ولابد من تحديد أهدافك في هذه الحياة بوضوح تام، حتى تستطيع بناء علاقات مناسبة مع أناس يسعون لتحقيق تلك الأهداف، شارك فيما تستطيع من الأنشطة العامة والخاصة، العائلية وغيرها، فإن المشاركة في مثل هذه الأنشطة تعطيك مزيدا من الخبرات التي تستطيع من خلالها مواجهة الآخرين. فن الحوار حاول التحدث مع أقرب الناس إليك، سواء من أقاربك أو أصدقائك، ثم تجاوز ذلك إلى غيره، وأنت في كل ذلك تحاول الاستفادة من مواقفك، وترقى بعد ذلك إلى الحديث أمام المجموعات شيئا فشيئا حتى تصل، توقع الفشل وضعه في حسبانك، وحول الخوف منه إلى استفادة، بحيث تتجنب الوقوع فيه فيما يستقبل من أمرك، ولا تيئس من تكرار المحاولة مرة بعد مرة، حتى يحسن الآخرون تقديرك وتصحيح النظرة إليك، ويجب أن تفهم ذاتك وأن تقبلها، ثم بعد ذلك يجب أن تسعى لتطوير نفسك، وهذا الأمر لا يأتي إلا بمحبة النفس، ومحبة النفس لا تعني الأنانية أبدا، وإنما تقدير النفس دون الاعتداء على حقوق الآخرين إدارة الوقت تدبير الوقت بشكل صحيح، وسيلة هامة للتغلب على نقاط الضعف، فالإنسان الذي يدير وقته بصورة صحيحة يستثمر وقته بصورة صحيحة، وهذا يجعله يحس بالسعادة ويعطيه الشعور بالإنجاز والرضا، مما يعود عليه بشكل إيجابي على شخصيته، وعلى رفع مهاراته الاجتماعية، والإنسان يمكن أن يكون قوي الشخصية ونافذ الحجة، يستشار ويسأل إذا كان صادقا، مما يجعل شخصيته فعالة وقوية.
