أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر تسابق الزمن من أجل تحقيق النقلة النوعية التي يريدها المصريون مؤكدا أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من القطاعات الهامة في عملية التحول الاقتصادي.. جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر ومعرض القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دورته العشرين. وألقي الرئيس السيسي كلمة فيما يلي نصها: يسعدني اليوم التواجد للمرة الثانية في افتتاح هذا الملتقي المصري المتميز. لأشارككم الفخر بما تم إنجازه خلال فترة زمنية تقل عن العام. لقد أطلقنا معا في ديسمبر الماضي مبادرات تهدف إلي تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وزيادة القيمة المضافة لمنتجات هذا القطاع. ولقد تابعت عن كُثب علي مدي العام المنصرم الجهود الدءوبة لأبناء هذا القطاع من شباب مصر الواعد لتنفيذ هذه المبادرات. وأفخر اليوم بما تم إنجازه علي أرض الواقع من مشروعات سوف تسهم في تحقيق نقلة نوعية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. إن المناطق التكنولوجية التي نفتتحها اليوم في كل من أسيوط وبرج العرب كنموذج. سوف تساهم في توفير الآلاف من فرص عمل جديدة لأبناء مصر. كما ستساهم في زيادة الصادرات سواء من صناعة البرمجيات وتوفير خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالنيابة عن الشركات العالمية الكبري فيما يطلق عليه "التعهيد". فضلا عن تشجيع الإبداع وريادة الأعمال وزيادة صادرات الأجهزة الإلكترونية التي ستُقام مصانعها في هذه المناطق. إن الانتهاء من تنفيذ المنطقتين التكنولوجيتين بكل من أسيوط وبرج العرب في فترة زمنية تقل عن عام وتحقيق نسبة إشغال حالية تزيد علي 75% للمساحات المخصصة لأعمال تكنولوجيا المعلومات. يعتبر إنجازا بكل المقاييس يحق أن يفخر به كل مصري. إن هذه المناطق سوف تسهم في تعزيز مكانة مصر العالمية في المجالات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما ستساعد في تحقيق عدالة توزيع فرص العمل بين كافة المحافظات. من خلال توفير أربعة آلاف فرصة عمل مباشرة بكل منطقة خلال العام الأول. كما أن إطلاق خدمات الجيل الرابع للاتصالات المحمولة الذي نُطلق بثه التجريبي اليوم سيضع مصر في مكانها الطبيعي بين الأمم في مجال الاتصالات. وسيرفع جودة الخدمات الصوتية وخدمات نقل البيانات المقدمة للمواطن المصري. كما سيساهم في تقديم الخدمات إلكترونية التي يحتاجها قطاع الأعمال. لقد أوفي هذا القطاع بوعده في إتمام عملية التحول إلي خدمات الجيل الرابع في الوقت المحدد. كما ساهم في رفع كفاءة خدمات الاتصالات الثابتة والمحمولة في كافة أنحاء الجمهورية بما في ذلك توفير خدمات الاتصالات المحمولة لمواطنينا في المناطق الحدودية. أود أيضا في هذه المناسبة الإشارة إلي تنفيذ المرحلة الأولي من مشروع قواعد البيانات المتكاملة. والذي يهدف إلي بناء بيئة معلوماتية وتكنولوجية تساعد علي تحقيق التكامل بين كافة جهات الدولة من خلال بناء منصة خدمات حديثة بصورة متكاملة. وسوف يعمل علي تحسين جودة البيانات وربطها بالرقم القومي بما يُمكن صانع القرار من قياس فاعلية القرارات والسياسات ووضع السياسات بناء علي تحليلات سابقة ومستقبلية. كما سوف يؤدي ذلك إلي زيادة القدرة علي مكافحة كافة أنماط التهرب الضريبي والفساد وبناء شبكات الحماية الاجتماعية. مما يوفر الكثير من الوقت والجهد والمال للدولة. إن هذا المشروع سوف يسهم في استكمال بناء المجتمع الرقمي في مصر. كما سيساعد في تحسين الخدمات الحكومية وإتاحتها بشكل متكافئ لجميع أفراد المجتمع. ونتطلع أيضا إلي الانتهاء من تنفيذ هذا المشروع الهام في إطار البرنامج الزمني المحدد له أو قبل ذلك. إن ما حققه قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجال دمج ذوي الإعاقة في المجتمع لهو أمر محل تقدير. حيث تمت الإتاحة التكنولوجية لثلاثة آلاف مدرسة من مدارس الطلاب ذوي الإعاقة. وتدريب ما يقرب من عشرين ألف مُعلم من مُعلمي التربية الخاصة علي استخدام التكنولوجيا المساعدة في التعليم. والتي تم تزويد مائتي مركز للشباب بها. بالإضافة إلي المنشآت الحكومية لتصبح أماكن مؤّلة لاستيعاب ذوي الإعاقة. كما يتم تقديم برامج للعلاج عن بعد لهم. وإنشاء مركز إقليمي لتحفيز المبتكرين والشركات الناشئة لتطوير التكنولوجيا المساعدة لذوي الإعاقة من خلال برنامج "تمكين". وأتمني أن يتضاعف جهدنا في السنوات القادمة لنتمكن من دمجهم في كل الأنشطة الاقتصادية ليصبحوا قوة عاملة منتجة نفخر بإنجازاتها. إن ما أتابعه فيما يتعلق بتصنيع الإلكترونيات في مصر لهو من الأمور المُبشرة. إن نجاحكم خلال العام الحالي في جذب أربعة مصانع عالمية لتصنيع الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسب اللوحي وأجهزة الاتصال بالإنترنت من خلال كابلات الألياف الضوئية. بالإضافة إلي تصنيع الألياف الضوئية في المناطق التكنولوجية الجديدة. لهو خُطوة هامة علي طريق تطوير وتوطين هذه الصناعة لكي تتبوأ مصر مكانتها التي طال انتظارها. كما أنها من الصناعات الهامة والواعدة والتي تُعتبر من الصناعات المغذية للعديد من الصناعات الأخري التي تخطط مصر للتوسع فيها مثل صناعة السيارات. لقد تأكد لي من متابعتي لتطوير هذا القطاع خلال العام الحالي. أن ما ننفذه من مشروعات قومية في مختلف قطاعات الدولة لديها من الأساس التكنولوجي السليم ما يمكننا من تحقيق أهدافها في أسرع وقت. وبأقل تكلفة وأعلي جودة. إن المساهمة التي يقدمها هذا القطاع في مجال تصدير خدمات التعهيد بلغت بما يزيد علي نصف مليار دولار حتي نهاية شهر سبتمبر 2016. وذلك من خلال قوة عمل تقترب من 30 ألف متخصص. ورغم ذلك فإنني أطلب منكم مزيدا من الجهد وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية للتوسع في تقديم هذه الخدمات. مع التركيز علي الخدمات ذات القيمة المضافة العالية من تطوير البرمجيات وتقديم خدمات الدعم الفني عن بعد وأيضا الخدمات المتعلقة بالبحوث والتطوير والابتكار. والتي ستظم العائد من الصادرات المصرية في هذا المجال الواعد الذي يوفر الآلاف من فرص العمل لشباب مصر. إن الاتفاق مع كبري الجهات العالمية العاملة في مجال تدريب الكوادر البشرية فيما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات لتأهيل حديثي التخرج والشباب وإكسابهم الخبرات التي تؤهلهم لسوق العمل بالإضافة إلي حصولهم علي مهارات عالمية في هذا المجال من خلال التعلم الإلكتروني التفاعلي. هو من أهم الموضوعات التي أوليها كل اهتمامي. لأن شبابنا هم قادة المستقبل. إن إطلاق منصة التعلم التفاعلي "رواد تكنولوجيا المستقبل" اليوم. هو خطوتنا الأولي عن طريق تأهيل هذا الشباب لمواجهة التحديات التكنولوجية وتمكينهم من التدريب علي أحدث التقنيات في التخصصات التكنولوجية الحديثة. لما لها من مردود وتأثير اقتصادي وتقني وأمني عال. إن الجهد الذي بذله كافة المنتسبين لهذا القطاع الهام منذ لقائي الأخير معكم من أقل من عام. هو جهد مشكور ومُقدر. ولكني أطلب منكم بذل المزيد من الجهد وطرح المزيد من الأفكار والمبادرات لأننا نسابق الزمن من أجل أن نحقق النقلة النوعية التي نريدها لمصرنا العزيزة. ومن هذا المنطلق. أود أن أدعوكم إلي التوسع في تنفيذ المناطق التكنولوجية علي أن نبدأ في تنفيذ منطقتين جديدتين علي الأقل كل عام. كما أُطلِق اليوم البدء في تنفيذ "مدينة المعرفة" والمخصص لها ما يقرب من 300 فدان بالعاصمة الإدارية الجديدة. وأخيرا وليس آخرا. أود أن أؤكد لكم استمرار دعم الدولة لهذا القطاع الذي يعتبر من القطاعات الهامة لعملية التحول الاقتصادي. كما أود أن أتوجه بالشكر لكم جميعا ولكل من شارك في تنفيذ هذه الأنشطة والمشروعات والإنجازات التي تمت خلال العام الماضي. وأقول لكم إن مصر وشعبها يقدرون بعمق ما قدمتموه من جهود خالصة وما تحقق من إنجازات هامة. وأتمني لكم مزيداً من النجاح والتقدم خلال المستقبل القريب. كان الرئيس السيسي قد افتتح صباح أمس مؤتمر ومعرض القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دورته العشرين. يضم معارض دولية لتكنولوجيا الدفاع والأمن والمجتمعات الذكية. والمدفوعات الإلكترونية والشمول المالي. حضر الافتتاح رئيس الوزراء. وعدد من الوزراء. إلي جانب أسامة كمال رئيس الشركة المنظمة للمعرض. وممثلين عن بعض الدول العربية والأفريقية. صرح السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمي باسم الرئاسة بأن المهندس ياسر القاضي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات استعرض في البداية أهم فعاليات معرض القاهرة الدولي للاتصالات وأنشطة. حيث أشار إلي مشاركة العديد من مؤسسات الدولية والهيئات التابعة لها بالمعرض. ومن بينها البريد المصري. والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات. والشركة المصرية للاتصالات. بالإضافة إلي مشاركة عدد كبير من الشركات العالمية العاملة في مجالات الاتصالات وصناعة الهواتف المحمولة. إلي جانب الشركات المتخصصة في مجال التكنولوجيا وأمن المعلومات. والتعليم الإلكترونية. والتطوير العقاري. وقد شارك في المعرض كذلك مجموعة من الشركات الناشئة المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات. أضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس تفقد عقب ذلك عددا من صالات العرض. حيث قام بزيارة جناح الشركة المصرية للاتصالات. والجهاز القومي للاتصالات. إلي جانب أجنحة عدد من الشركات الخاصة العاملة في مجال الاتصالات وتصنيع الإلكترونيات. حيث اطلع الرئيس علي أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في تطوير الخدمات التي تقدم لمختلف الفئات من المواطنين. ومن بينهم ذوو الإعاقة والاحتياجات الخاصة. كما افتتح الرئيس الجناح الرسمي لقطاع الاتصالات المصري الذي يعرض استراتيجية تطوير القطاع خلال السنوات المقبلة وأهم المبادرات التي قامت وزارة الاتصالات بتنفيذ بالتعاون مع القطاع الخاص. وزار أيضا الأجنحة المختلفة للوزارات المصرية. حيث اطلع علي الخدمات الإلكترونية التي تقدمها للمواطنين في إطار تطوير خدمات الحكومة الذكية. وتفقد الرئيس عقب ذلك أجنحة شركات تصنيع تكنولوجيا الحماية والتأمين. وفي مقدمتها وزارة الإنتاج الحربي. وهيئة المجتمعات العمرانية. وأجنحة عدد آخر من الشركات العالمية المشاركة في المعرض. وزار الرئيس أيضا أجنحة عدد من الشركات العاملة في مجال المدفوعات الإلكترونية. فضلا عن جناح البريد المصري الذي يعرض ما يوفره من خدمات بريدية متطورة. ذكر السفير يوسف أن الرئيس قام أيضا بتسليم كروت معاش "تكافل وكرامة" إلي عدد من المواطنين المستحقين لها من المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة. كما قام بافتتاح المنطقتين التكنولوجيتين بمدينتي برج العرب وأسيوط عبر الفيديو كونفرنس. واللتين تمت إقامتهما في فترة زمنية تقل عن عام وتُحققان نسبة إشغال حالية تزيد علي 75% للمساحات المخصصة لأعمال تكنولوجيا المعلومات. أطلق الرئيس خلال كلمته منصة التعليم التفاعلي "رواد تكنولوجيا المستقبل" التي تهدف إلي تأهيل الشباب لمواجهة التحديات التكنولوجية وتمكينهم من التدريب علي أحدث التقنيات في التخصصات التكنولوجية الحديثة. كما أطلق أيضا إشارة البدء في تنفيذ "مدينة المعرفة" والمخصص لها ما يقرب من 300 فدان بالعاصمة الإدارية الجديدة.