لقد دخلت الأزمة السورية عامها السادس وإلي الآن لا توجد أية مساع دولية لحلها .. كما فشل مجلس الأمن وعجز عن حماية المدنيين في سوريا وكلما اجتمعت الدول العظمي لإيجاد حلول لهذه الأزمة كانت النتيجة هي الاتفاق علي هدنة تمتد لساعات قليلة أو أيام وكأن هناك من يحاول أن يعرقل حل هذه الأزمة التي بات خطرها يهدد المنطقة بأكملها وبعد فشل الهدنه السورية بين روسيا وامريكا كما انتهي اجتماع دولي في مدينة لوزان السويسرية بشأن الأزمة في سوريا إلي الفشل أيضا في الاتفاق علي أي مسألة يمكن أن تؤدي إلي وقف الجرائم التي ترتكبها المعارضة المسلحة وميلشياتها بمساندة أمريكا وحلفائها بحق السوريين وهنا تكشف واشنطن عن وجهها القبيح في حمايتها للإرهاب وللإرهابيين ومنذ عام قررت روسيا التدخل بقوة في تلك الأزمة بعد إعلان الكرملين منح الرئيس فلاديمير بوتين تفويضا بنشر قوات عسكرية في سوريا بعد ما طلب الرئيس السوري بشار الأسد مساعدة عاجلة من موسكو.. وكان الرئيس بوتين قد أعرب عن رغبة بلاده في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا داعيا لتشكيل تحالف حقيقي "سوري وعراقي وإيراني وروسي" متهما الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها بدعم الإرهاب. وبعد موافقة الرئيس السوري بشار الأسد علي تحويل ميناء طرطوس إلي قاعدة ثابته للسفن النووية الروسية ولهذه القاعدة أهمية كبري وذات البعد الاستراتيجي كونها محطة التموين الوحيدة للأسطول الروسي فالتدخل الروسي في سوريا هو تَدخُل استراتيجي حيث تريد روسيا استعادة دورها في المنطقة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في أوائل تسعينات القرن الماضي فهي تريد استعادة أمجادها وواشنطن تسعي من خلال موقفها الباهتة و المماطلة في ايجاد حل سياسي للازمة السورية ورفضها التدخل العسكري الروسي في سوريا وخلطها للأوراق ومن الواضح وجود خطة أمريكية لاستنزاف الروسي وتوريطهم في سوريا علي غرار أفغانستان وهذا السبب يبرر تباطؤ التدخل الأمريكي لإيقاعها في أكثر المناطق المُلتهبة سياسياً واستراتيجيا. بينما تري موسكو أن الشأن في أفغانستان مُختلفة تماما عن الشأن في سوريا وإن حقبة اواخر سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي مختلفة كلياً عن الحقبة الزمنية الراهنة. فأمريكا تتمني وتعمل علي أن تبقي الأزمة السورية مستمرة علي أمل أن تؤدي الي إنهاك سورية وحلفائها مما يشكل ضربة قوية لروسيا. أن موسكو والنظام السوري وضعا اللبنة الأولي بشأن محاربه الإرهاب في سوريا ولم يتم مقابلة ذلك من قبل الأمريكيين بالعمل علي فصل ¢المعارضة المعتدلة¢ عن ¢المنظمات الإرهابية¢ في حلب والمعروف أن موسكو لن تتهاون في محاربتها للإرهاب والجدير بالذكر أن روسيا وإيران حليفتان للنظام في دمشق وهناك قوات إيرانية ومليشيات شيعية تمولها طهران تقاتل منذ سنوات بالأراضي السورية كما أن موسكو تدخلت عسكريا منذ أكثر من عام لدعم سوريا ونظامها لأنها تعلم أما أن يكون الأسد في دمشق وإما أن تكون النصرة¢ في إشارة إلي تنظيم ¢جبهة النصرة¢ المرتبط بالقاعدة والذي غير اسمه إلي جبهة فتح الشام ولا يوجد خيار ثالث كما تتطلع مصر لحل الأزمة السورية بما يحفظ وحدة وسلامة أراضي البلاد وحق الشعب السوري في رسم مستقبله من خلال مفاوضات مع الأممالمتحدة وفي إطار المشاورات المشتركة مع العرب والدول الغربية بإنقاذ الشعب من التدمير بسبب تواجد التنظيمات الإرهابية وفي هذا الإطار تسعي مصر للتوصل إلي حل سياسي والتوافق حوله مع المجتمع الدولي وستستمر في تحفيز كافة الأطراف للخروج من دائرة العنف كما تتحمل مصر مسؤوليتها الأدبية والأخلاقية وتعمل مع شركائها لحل الأزمة وأن يكون هناك حل جذري للدول التي تسببت في الأزمة. .كما يجب أن يكون الحل السياسي السلمي للأزمة في سوريا وفقاً للقرار 2254 الذي حدد مساراً واضحاً للحل السياسي علي أساس بيان مؤتمر جنيف الأول لعام 2012 وبيان فيينا2015ومن الضروري التوصل إلي هدنة تمهد لعقد محادثات سياسية ما بين الأطراف السورية بهدف الوصول لحل سلمي واليوم تعتبر سورية أهم حليف استراتيجي لروسيا في المنطقة وموسكو تدير من خلالها جزءاً مهماً من سياستها الخارجية في الشرق الأوسط. وهي تعتبر قاعدة مهمة للمصالح الاقتصادية والعسكرية الروسية ويبقي السؤال هل سوف ينتهي الصراع بين أمريكاوروسيا للتوازن القطبي؟!!