بعد فشل الهدنة السورية بين روسيا وامريكا انتهي أيضاً منذ أيام اجتماع دولي في مدينة لوزان السويسرية بشأن الأزمة في سوريا إلي الفشل في الاتفاق علي أي مسألة يمكن أن تؤدي إلي وقف الجرائم التي ترتكبها المعارضة المسلحة وميلشياتها بمساندة أمريكية بحق السوريين. واشترك في الاجتماع كل من السعودية والولايات المتحدةالأمريكية وتركيا وقطر وروسياوإيران ومصر والعراق. بمشاركة المبعوث الدولي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا.. ومن البديهي عدم وجود ممثل عن سوريا وتغييبها عن لقاء لوزان محملة روسيا وامريكا مسؤولية تدهور الأوضاع في سوريا. ولان تغييب السوريين عن الاجتماعات هو إحدي الإشكاليات التي تتسبب بزيادة التعقيد وخلط الأوراق منذ بيان جنيف 2012 حتي اليوم.كما يعد تغييب السوريين احتكارا أمريكيا روسياً للاتفاقيات التي لن تؤدي سوي إلي تضييع الوقت والمماطلة وسفك المزيد من الدم السوري.. والمحادثات في لوزان انهارت سريعاً ولم يستغرق اللقاء الذي جمع وزراء خارجية دول أمريكاوروسيا والسعودية وقطر وتركيا وقتا طويلا بالإضافة إلي إيران والعراق ومصر وتعتبردعوة مصر للمشاركة في الاجتماع باعتبارها عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي وقوة إقليمية لا يمكن تجاهلها في أي تحرك يستهدف إنهاء الأزمة السورية..كما أن للقاهرة رؤية سياسية ودورا فاعلا في هذا الملف .. ولم يأخذ اجتماع وزير الخارجية الأمريكي كيري مع نظيره الروسي لافروف سوي اربعين دقيقة هو الأول منذ تعليق أمريكا محادثاتها مع روسيا قبل اثني عشريوماً..واعتقد أن الهدف من الاجتماع هو تقريب وجهات النظر بين روسيا وامريكا وحلفاء كل منهما لايجاد حل للأزمة في سوريا.. وليس التوصل إلي نتائج من شأنها وقف إطلاق النار بين الجماعات المسلحة والمعارضة من جانب وقوات النظام من جانب آخر واعطاء مهلة لادخال المساعدات الإنسانية .. و اعتبار آخر أنه مجرد اجتماع للنقاش لا للقرارات الحاسمة بشأن القضية السورية ..ومحاولات من واشنطن للضغط علي روسيا للموافقة علي وقف اطلاق النار في سوريا وخصوصا حلب و روسيا تصر علي فصل جماعات المعارضة المعتدلة عن المعارضة المسلحة والتي تعتبرهم روسيا إرهابيين وهم في نظر أمريكا معارضة معتدلة .وكما تتزايد الضغوط علي روسيا من أجل اقناع الأسد علي وقف الهجوم العنيف الذي بدأ للسيطرة علي المنطقة الشرقية في حلب والخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة..وهنا تكشف واشنطن عن وجهها القبيح في حمايتها للارهاب ..وفشل اجتماع لوزان هل يعيد للصدارة الخيارات العسكرية الأمريكية والمسؤولون في الإدارة الأمريكية كشفوا أن من بين الخيارات المطروحة علي أجندة البحث تنفيذَ عمل عسكري مباشر ضد نظام الأسد كضربات جوية علي قواعد عسكرية ومخازن سلاح ومنصات رادار والسماح لحلفاء واشنطن بتزويد بعض فصائل المعارضة بأسلحة متطورة. باستثناء الصواريخ المحمولة علي الكتف المضادة للطائرات. رغم من محاولة روسيا التهديد بكشف البنود السرية للاتفاق السري بينهما» وذلك لابتزاز أمريكا. إلا أن الإدارة الأمريكية أخذت بالتلويح بتوجه آخر. وهو قيام أمريكا بتوجيه ضربات جوية لمواقع تخص جيش الأسد.وهو ما رفضته القيادة الروسية فوراً.واعتبرته ضرباً للجيش الروسي في سوريا وعدواناً عليه وقال بيان قيادة الأركان الروسية أن صواريخها الدفاعية لن تستطيع تميز هوية الصواريخ المهاجمة وسوف تقوم بالرد عليها فوراً وفي ذلك تهديد مبطن للجيش الأمريكي بأن روسيا سوف ترد علي الصواريخ الأمريكية مباشرة. تطورات عسكرية روسية متسارعة ومتنامية. في سوريا والتي تحمل رسائل ودلالات حيث تأتي في إطار استعراض القوة الروسية لبسط نفوذها العسكري والضغط العسكري للمقايضات السياسية وبعد فشل اجتماع لوزان واستمرار الأزمة السورية بلا حسم سياسي أو عسكري لحين انتهاء اللعبة الأمريكية الروسية علي الأرض السورية. والصراع الدائر بين الطرفين. فسوريا تحولت إلي مركز لتصفية الحسابات بينهما وساحة للتنافس الدولي.وتنافس تتعقد حساباته واتفاقياته لارتباطه بالمصالح الروسية والأمريكية خارج سوريا. الأمر الذي يعقد كثيرا ملف المقايضات مع إدارة بوتين. بينما يحذر مراقبون من وجود خطة أمريكية لاستنزاف الروسي وتوريطه في سوريا علي غرار أفغانستان. مرجحين أن هذا السبب يبرر تباطؤ التدخل الأمريكي والدخول في تفاهمات سرية ثم التلاعب بها ويبقي السؤال هل يبقي الصراع السوري حائراً بين المصالح الروسية والامريكية ..؟!!