النشاط الطلابي بالجامعة بوابة واسعة لاكتشاف قدرات الطلاب.. علي مدي تاريخ الحرم الجامعي قصص لهواة بروزا إلي الاحتراف وأثروا الفن والابداع بالإضافة إلي المقدرة المجتمعية.. عابد ناصر "21 سنة" الطالب بكلية الاداب جامعة عين شمس. اكتشف قدرته علي التنظيم وحشد الجهود من أجل قضية مهمة وكانت القضية التي شغلته الأمية والفقر وفكر كيف يساعد أهل قريته عرب السنابلة بقليوب وجمع مجموعة من أصدقائه الشباب مكونين فريق "عيش للناس" في الكلية ثم في القرية وصل عددهم ل70 عضوا وكانت البداية في رمضان بتجهيز 200 شنطة رمضانية وتوزيعها علي المحتاجين وعمل فطار جماعي يجمع أهالي القرية ومن بعد رمضان يتحسس الشباب الخطي نحو مزيد من العمل الاجتماعي فيخططون من الان لعيد الأضحي.. يجمعون المبالغ المالية من بعضهم البعض لشراء الأضحية وتوزيع لحومها علي الفقراء. يضم الفريق الشبابي الذي يتمني التحول لجمعية مشهرة مختلف الأعمار والمؤهلات ويحكي لنا نادي عبد العاطي "26 سنة" حاصل علي دبلوم تجارة عن صعوبات يواجهها كشاب في العمل الخيري منها التشكك أو السخرية لصغر أعمار المتطوعين لكن حماس أهل الخير ورغبتهم في المساعدة جعلهم يواصلون جهودهم في الوصول للناس. ويكشف أبو العمايم همام سلامة "40 سنة" عن تحمسه للمشاركة عندما نظم الشباب مسابقة حفظ القرآن الكريم وأقبل عليها أطفال القرية وبلغ عدد المشتركين 150 طفلا تم توزيع شهادات التقدير عليهم. ويحكي لنا الشباب عن خطط قادمة لفريقه أهمها قوافل محو الأمية بعد ان لاحظوا انتشار الأمية بين سكان القرية والقري المجاورة. فهل ينجح الشباب في خطوة جديدة تحقق شعارهم "عيش للناس"؟ بدأها مجهول بعالم افتراضي مزج الواقع بالنصائح اختفاء البنات.. عاصفة أشعلت صفحات التواصل الاجتماعي الحكاية باختصار بوستات تحاصرنا بصور فتيات زي الورد اختفين بلا عودة ومنشورات تطالبك بالنشر لعلك تكون سببا في عودتهن. هل هي حوادث حقيقية أم وسيلة للفت الانتباه علي مواقع التواصل من خلال آلاف المشاركات؟ لا أحد يعلم وإن تم الكشف مؤخرا عن حالتين وهميتين.. الأولي اختلقت القصة والثانية ادعت تلفيقها ولكن النتيجة المتوقعة هي عدم التعامل الجدي مع الحالات الحقيقية وعدم القدرة علي الاجابة علي السؤال المهم الذي يقلق الأهالي في البيوت : هل خطف البنات صار ظاهرة؟ وهل هي ظاهرة غير قابلة للمنع أو المكافحة علي طريقة ظاهرة سرقة السيارات التي سادت في أعقاب ثورة يناير؟ مما لا شك فيه هذه البوستات أدخلت الرعب للبيوت مع "تحابيش" تطوعت به الصفحات تربطها بتجارة بيع الأعضاء وليس مجرد طلب الفدية وتحمل للبنات كل أنواع التحذيرات "لا تكلمي سيدة عجوزة تطلب المساعدة.. لا تأخدي عينة برفان ولو من محل جديد.. لا تقومي بتصوير بنات يطلبن منك.. احذري من يضع شيئا علي ملابسك لإلهائك.. لا تقتربي من طفل يبكي "بل قدموا" خريطة للأماكن الخطرة" زعموا وجودها في اسكندرية والمنصورة والقاهرة وتحتل سوهاج نصيب الأسد في عدد حوادث الخطف المنشورة علي الفيس بوك وربما تكون علامة استفهام. الفيس بوك بطلا القضية لها جوانبها الاجتماعية والنفسية.. وتعتبر زينب فتحي طالبة في كلية الحقوق تزايد بوستات خطف الفتيات تعبيرا عن ظاهرة قديمة تعكس الانتقام وتفشي العنف الموجه ضد الفئات الأضعف ومع تزايد النشر عن حالات اختفاء وخطف الفتيات في مصر لجأت العديد من الأسر إلي مواقع التواصل الاجتماعي لنشر صور أبنائها المختفين أو التائهين ورصد مبالغ مالية لمن يدلي بمعلومات عنهم ثقة في قدرة هذه المواقع علي الانتشار ولكن تزايدت اعداد المخطوفين علي صفحات الانترنت دون التأكد من دقة الحوادث أو حصرها بدت في حجم أكبرخصوصا وان هذه البوستات لا تتعامل معها الجهات الرسمية بسرعة بعكس حادثة فتاة الاسكندرية عندما بادرت وزارة الداخلية بإعلان حقيقة الأمر أطفأت المشكلة في بدايتها. أين الحقيقة؟ يتساءل أحمد محمود طالب في جامعة حلوان عن كيفية التحقق من الخبر المكتوب علي صفحات التواصل الاجتماعي فهو كمتلقي يمثل له تحذيرا ويعتبر مشاركته محاولة للمساعدة لكن المطلوب هو التعامل الأمني الكترونيا بمعني تتبع هذه البوستات أما بالنفي أو التحقيق وفي حالة اكتشاف البوستات الكاذبة لابد من محاسبة مصادرها لأنها تشيع الخوف بين الناس خصوصا مع انضمام بعض القنوات الفضائية كناقل لمحتوي شبكات التواصل الاجتماعي بما تحمله من شائعات وأخبار مغلوطة. خوف البنات وبقلق تشكو دعاء يوسف طالبة في جامعة حلوان من هذه البوستات التي حولت حياة البنات إلي جحيم فمن جهة الأسرة تمنعهن من الخروج من المنزل وإن خرجن هناك حالة من القلق من أي عابر.. سيدة عجوز أو منتقبة أو غيرهم من الفئات التي احذر البوستات منها..وحتي مع اكتشاف كذب بعض هذه البوستات واختلاق الوقائع تظل الظاهرة في مرحلة الانتشار في ظل حالة من الهلع تسود جروبات البنات علي الفيس بوك وهذا يتطلب في رأيها مع التعامل الأمني الحاسم ومعه تعامل أسري حكيم يحمي البنات ويمنحهن الثقة في نفس الوقت. الحذر...لا الخوف وتنصح راما بغدادي طالبة في جامعة حلوان بعدم تصديق كل ما ينشر علي مواقع التواصل الاجتماعي مع أخذ الحذر عند التعامل مع الغرباء والحرص علي وجود وسيلة دفاع علي النفس مثل البخاخ أو الصاعق الكهربائي وفي المقابل نحتاج إلي شعور بتعامل قوي من الشرطة مع حالات الخطف والتأكيد علي نصائح أمنية سهلة تشعر البنات بالأمان لأن حالة الهلع المبالغة تؤدي إلي ضعف ثقة الأهل واهتزاز البنات. تأثير نفسي واجتماعي ومن جانبه يؤكد الدكتور أحمد يحيي أستاذ علم الاجتماع جامعة قناه السويس علي عدم وجود احصائيات رسمية بحوادث الخطف حتي لو أشارت البوستات إلي انتشارها في الريف أكثر من الحضر مما يؤكد قوة وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت مؤثرة حتي في الريف. ويري أن هذه الظاهرة ترتبط بإهمال الآباء فمثلا خطف البنات يرتبط بالعودة من الدروس أو النوادي واختفاء الأطفال يرتبط بالمولات والمطاعم وهكذا فهذا الإهمال سهل عمل عصابات الخطف بالإضافة إلي ارتفاع مستوي الفقر الذي يجعل الخطف هدفا لطلب فدية ويلفت للتأثير النفسي لخطف الفتيات فالضحية تتعرض لمعاناة شديدة تجعلها في حالة ذعر من الخطوة القادمة سواء تحرش أو إيذاء جسدي حتي بعد إطلاق سراحها ومع انتشار هذه الحالات علي الانترنت يسود الهلع بين قطاعات عديدة ويجعل البنات أقل ثقة بالنفس وكأنهن مصابات بخوف مرضي من التعرض للخطف ربما يمنعهن من النزل إلي الشارع مما ينتج حالة من عدم الأمان الاجتماعي تحتاج إلي وقاية وعلاج. التحقق من الظاهرة ومن الناحية القانونية يقول اللواء فاروق المقريحي الخبير الامني ورئيس مباحث الاموال العامة السابق أن ظاهرة خطف الفتيات تحتاج إلي التحقق من ملابساتها وتحديد حجمها فضلا عن التكييف القانوني لها فإن قانون الإجراءات الجنائية المصري في المادتين 25 و26 يجيز لكل من علم بوقوع جريمة مما يدخل في اختصاص النيابة العامة ان يبلغ عنها مؤكدا أن شبكات التواصل قد مكنت التكنولوجيا من تصوير الأحداث وتوثيقها ثم نشرها علي شبكات التواصل الاجتماعي لذلك فإن عدم توثيق الأخبار وصعوبة التحقق من صحتها قد أسهم في جعل شبكات التواصل الاجتماعي أداه في كل يد تريد بث ونشر شائعة ما موضحا أن التعامل يكون بمعيار واحد في جميع حالات الخطف التي يتم الابلاغ عنها ويتم عمل إلاجراءات والتحريات المكثفة لتلك الحالات والتعامل معها علي أساس انها حقيقية الي أن يثبت العكس مستندا إلي هذه الخلفية في لفت الانتباه إلي ظاهرة اختفاء أعداد غير قليلة من الفتيات والمتداولة علي صفحات "التواصل الاجتماعي" وإيداعهن أماكن مجهولة ثم إعادة بعضهن بعد بضعة أيام في حالة يرثي لها ورغم عدم وجود معلومات متوافرة مثل حالة فتاة الاسكندرية والتي ونشرت قصتها صفحة التواصل الاجتماعي "إسكندرية الآن" فتاة متغيبة أثناء ذهابها لحضور درس خصوصي إلا أنها لم تصل في الميعاد المحدد وبعد عمل التحريات تم العثور عليها أثناء عودتها مع أصدقائها من الساحل الشمالي. متابعة الشائعات يضيف اللواء ممدوح الكدواني الخبير الامني ان الشائعات نوع من الحرب النفسية تحدث بلبلة في المجتمع مشددا علي وجود اجهزة متخصصة في الدولة تتابع ما ينشر علي مواقع التواصل الاجتماعي وتتعامل معها أما إذا كان الخبر المنشورعلي هذه المواقع شائعة فيجوز لمن وقع عليه الضرر ان يتقدم ببلاغ الي الشرطة ويتخذ الاجراءات القانونية ضد من قام بنشر هذه الشائعات بعد تتبعه من قبل الجهات الامنية ومحاسبته علي هذه الجريمة ومن حق المتضرر أن يطالبه بتعويض.