في غمار الاحداث التي يشهدها العالم انطلقت من فرنسا أخبار أثارت ضجة وتوترا بين مختلف الاوساط في أوروبا وسبب هذا القلق وذلك التوتر أن امرأة مسلمة ارتدت البوركيني وهو نوع من الملابس ابتكرته سيدة من استراليا يغطي الجسد بحيث لا يظهر منه أي جزء وهذا الذي أثار قلق المشرفين علي أحد الشواطئ بفرنسا مما أدي إلي الاساءة لهذه السيدة التي جاءت إلي الشاطيء في محاولة منها للاستمتاع مرتدية هذا النوع من الملابس وتمثل الموقف المتشدد ضد هذه السيدة باجبارها علي خلع الملابس وسط سخرية واستهزاء منها ولم تشفع توسلاتها لدي رجال الشرطة الذين عاملوها بقسوة ولم يستمعوا إلي أقوالها التي عبرت فيها بأنها جاءت إلي الشاطئ مرتدية هذا الوشاح مع أسرتها ولم ترغب في السباحة واستمرت الشرطة في إجراءاتها ولم ترحم صراخ ابنة صغيرة تري أمها تهان أمام عينيها. غادرت السيدة الشاطئ حزينة باكية ولكنها لم تستسلم لهذه القسوة والمعاملة السيئة وأصرت علي التمسك بحقها في بلد يرعي الحرية ويتيح الفرصة لكل البشر في التحرك والاستمتاع بالحياة دون تفرقة بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو الدين.. اتجهت المرأة المسلمة إلي ساحة العدالة وأقامت دعوي ضد هذه التصرفات وجاءت كلمة العدل والانصاف حيث أدان مجلس الدولة الفرنسي أعلي سلطة قضائية في فرنسا هذا التصرف وقرر السماح بارتداء البوركيني كما تضمن الحكم وقف قرار رؤساء البلديات المعلن في الشواطئ بحظر ارتداء البوركيني الذي سمي بذلك اشتقاقا من كلمة برقع وبكيني معا. وقد أحدثت هذه الضجة ردود أفعال متباينة بين مؤيد ومعارض ولكن غالبية الاراء كانت مع حرية الانسان في اختيار ملابسه وفقاً لتقاليده ومعتقداته واحترام حرية المرأة وكرامتها وكشفت في نفس الوقت عن عنصرية امتلأ بها وجدان كثير من أبناء وأوروبا وخلال هذه الضجة تمكن أحد المتابعين لنشاط أوروبا في الشواطئ من نشر صور لراهبات بزيهن التقليدي المحتشم وهن يتحركن علي الشواطئ في ايطاليا بلا أي اعتراض أو توقف أو حتي تساؤل وهذا يوضح مدي عنصرية التصرف ضد تلك المرأة المسلمة في فرنسا.. ومما يثير الجدل ويطرح تساؤلا هاما: لماذا التفرقة بين هؤلاء الراهبات وتلك السيدة؟ والاجابة تؤكد أن العنصرية وراء هذا التصرف المشين.. كما تشير إلي أن تصرفات الجماعات التي تنتمي إلي الإسلام جعلت أوروبا والغرب يتشدد في مواقفه من المسلمين رغم أنهم يعيشون في هذه البلاد منذ فترات طويلة وبتوافق تام مع هذه المجتمعات وبسماحة وتعامل إنساني رفيع المستوي وعلي كل الاطراف مراجعة مواقفها المتشددة والعنصرية والابتعاد عن تدمير العلاقات الاجتماعية بين مختلف الاجناس.