أمسك الرئيس عبدالفتاح السيسي بالميكروفون. وقال لنا أنا عندي رسالة من مصر وقد طلبت مني أن أنقلها لكم.. وقف الحضور يساورهم شعور الدهشة والترقب ل"المفاجأة" فقد كان من المتوقع أن يغادر الرئيس المكان بعد انتهاء الاحتفال.. تري ما هي الرسالة التي سيقولها الرئيس. ومن أجلها لم يغادر بعد انتهاء العرض الفني الذي أقيم بدار الأوبرا مساء الأحد 3 يوليو 2016 بمناسبة الاحتفال بالعيد الثالث لثورة 30 يونيه؟ نظر الرئيس إلي مسرح الأوبرا. وأشار بيده إلي الأطفال الصغار. وقال: أنا عاوز الأولاد الصغار دول يطلعوا في الأول لأن همه دول اللي إحنا مسئولين نأمن لهم مستقبلهم. ثم أدار وجهه ونظر إلينا قائلاً: مصر بتقول لكم رسالة وطلبت مني النهارده.. أنقلها لكم.. * أنا حجمي أكبر من كده.. وأنا ما اتحوجش أبداً وأنتم هنا. * مصر بتقول لكم: أنا ما اتحوجش.. يعني ما نأكلش؟ أيوه ما نأكلش.. يعني ما ننامش؟ أيوه ما ننامش.. لأجل هي تاخد مكانها الحقيقي. * اوعوا تنسوا الرسالة دي.. أوعوا تضيعوها. * مصر ما تتحوجش لحد.. ولسه بدري قوي علي الحلم الذي نتمناه.. اللي حصل كله رغم أنه ضخم. إنما هو مجرد خطوة من ألف خطوة. * مصر في رقبتكم كلكم. * هذه ليست مكانة مصر.. مكانة مصر أعز من كده بكتير. ولا يليق بمصر أن تكون بالموقع ده والموضع ده وإحنا موجودين. * مصر بتقول لكم: أنا أمانة في رقبة كل المصريين. * اوعوا تختلفوا. * اوعوا حد يضحك عليكم ويخدعكم يا مصريين ويضيع بلادكم * أنا كنت سبب وجودكم ل 7 آلاف سنة. وأطلب منكم تخلوا بالكم مني كمان 7 آلاف سنة * الأولاد الصغيرين دول أمانة.. مصر لازم تسعهم وتحميهم وتعطيهم الأمل بجد. * مكاني مش اللي أنا فيه ده.. مكاني مش كده.. بقي أنا برضه كده؟ واختتم الرئيس رسالته بقوله: تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر. أسعدني الحظ أن أقف علي مسافة خطوات من الرئيس وهو يقول رسالته. أستمع إليه وأكتب وراءه.. رسالة قوية خرجت من قلب "حبيب" مصر وابنها البار عبدالفتاح السيسي. وشقت طريقها بكل سرعة وسهولة لقلوب أحبت هذا البلد وآمنت به. كلمات موحية وشديدة التركيز قالها الرئيس السيسي. ولخص فيها ما يمكن أن نسطره في آلاف الصفحات. ما تحقق خلال عامين كثير. ولكن الرئيس لا يقتنع به ويعتبره مجرد خطوة من ألف خطوة.. تلك هي مصر التي يريدها عبدالفتاح السيسي ويحلم بها ويذوب في حبها.. ونحن معه.. وتبقي هوية مصر التي استعادها وحافظ عليها الرئيس والشعب وقواته المسلحة.. هي الإنجاز الأكبر.. إنها الهوية الوطنية المصرية التي ظلت عصية عبر آلاف السنين علي محاولات خطفها وتشويهها.. كل سنة ومصر ورئيسها وشعبها وجيشها بخير.