عاني الصعيد طوال عقود زمنية طويلة ولا يزال يعاني من اهمال وتجاهل الحكومات والأنظمة المتعاقبة التي كانت تنظر إلي محافظات الصعيد من فوق وتعتبر مواطنيها من الدرجة الثالثة رغم ما قدم الصعيد من علماء ومبدعين أثروا الحياة العلمية والثقافية بمصر عبر التاريخ وفي مقدمتهم رفاعة الطهطاوي وطه حسين وعباس العقاد والزعيم جمال عبد الناصر وغيرهم الكثير والكثير. بالأمس قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة هامة لمحافظة أسيوط وهي الأولي من نوعها لمحافظات الصعيد منذ تولي الرئيس المسئولية قبل عامين. وأتمني أن تكون هذه الزيارة بداية الزيارات وجولات مماثلة لجميع محافظات الصعيد بالاطلاع عن قرب علي المشاكل والعقبات التي يعاني منها أهلنا في الجنوب وما أكثرها خاصة فيما يتعلق بانتشار الأمراض وتراجع وتردي مستوي المنشآت الصحية والخدمات المقدمة منها. لا أخفيكم سرا بأن أهالينا في الصعيد وأنا واحد منهم كنا ولا نزال نشعر بمرارة من تجاهل الدولة للصعايدة وحرمان محافظاتهم من الحد الأدني للخدمات والمرافق والمشروعات العمرانية والتنموية الكبري وبالتالي عدم توافر فرص العمل للشباب والخريجين وهو ما يؤدي إلي هجرة ونزوح هؤلاء الشباب إلي القاهرة والوجه البحري بحثا عن العمل و¢لقمة العيش¢. وبالتالي تزداد الكثافة السكانية والزحام في القاهرة الكبري. حرص الرئيس السيسي منذ اليوم الأول من توليه المسئولية علي تنفيذ عدد من المشروعات القومية الكبري التي تستهدف في المقام الأول تحقيق التنمية العمرانية والاقتصادية المستدامة في البلاد علاوة علي توفير فرص العمل للشباب. وكان في مقدمتها مشروع قناة السويس الجديدة والمليون ونصف المليون فدان والشبكة القومية للطرق وغيرها من المشروعات العملاقة التي يجب ألا يغيب الصعيد عنها لخلق نوع من التوازن والعدالة في توزيع المشروعات القومية. ولذلك يجب الاهتمام بمشروع المثلث الذهبي الذي يستهدف التنمية في الجنوب وخدمة أبناء محافظات الصعيد. علاوة علي تطوير واصلاح شبكات الطرق الرئيسية المؤدية إلي محافظات الصعيد وربطها بباقي المحافظات للتيسير علي المستثمرين الراغبين في الاستثمار والتنمية بالصعيد في النهاية أتمني أن تتكرر زيارات الرئيس والحكومة لمحافظات الصعيد خلال الفترة المقبلة. والأهم أن تظهر النتائج الايجابية لهذه الزيارات ونري المشروعات القومية والعملاقة علي أراضي الصعيد جنبا إلي جنب لما نراه بمحافظاتالقاهرة الكبري والوجه البحري وسيناء.