تحولت الطرق المصرية في السنوات الأخيرة خاصة الصحراوية منها إلي ما يشبه المقابر الجماعية التي تبتلع العشرات وربما المئات يومياً من القتلي علاوة علي آلاف المصابين. وللأسف الدولة تقف عاجزة أمام هذه الظاهرة الخطيرة رغم تغيير الحكومات والوزراء والمحافظين!! فقدنا في دار التحرير أكثر من 10 زملاء خلال السنوات الخمس الأخيرة سقطوا ضحايا لحوادث سير علي الطرق الصحراوية وهم في طريقهم لمنازل عائلاتهم أو خلال عودتهم للعمل وكان آخرهم الزميل العزيز محمد عزوز صاحب أطيب قلب وأجمل ابتسامة والذي لقي مصرعه في حادث أليم بطريق القاهرة - الصعيد الصحراوي الشرقي "طريق الجيش" وتحديداً عند منطقة "الكريمات" ببني سويف التي توصف بمفرق الجماعات وصائد الأحباب حيث تشهد يومياً العديد من الحوادث المماثلة. حوادث الطرق في مصر تحولت خلال السنوات الأخيرة إلي ظاهرة خطيرة. بل وكارثية لعدة أسباب قد تكون معلومة للجميع سواء في الحكومة أو حتي بين المواطنين أنفسهم وفي مقدمتها سوء حالة الطرق خاصة القديمة منها والتي ملئت بعد 25 يناير بعشرات المطبات العشوائية التي تمثل مصائد للموت علاوة علي سوء الطبقة الاسفلتية الناتجة عن فساد منفذي هذه المشروعات وان كانت الطرق التي تنفذها القوات المسلحة أفضل كثيراً من مثيلاتها في هذا الشأن. الشيء الآخر المهم في كارثة حوادث الطرق يتمثل في عدم وجود نقاط تفتيش أمنية أو مرورية بشكل كاف علي هذه الطرق وفي مقدمتها طريق الصعيد الشرقي الذي يكاد يكون خالياً من أي خدمات أمنية أو مرورية خاصة في فترة الليل مما يؤدي إلي إنفلات في السرعة وطرق السير وترك الأمور للفوضي والسلوكيات السيئة من بعض سائقي الاتوبيسات وسيارات النقل الكبيرة والميكروباص مما يجعل الطرق الصحراوية أشبه بالبحر حيث تأكل الأسماك الكبيرة الأخري الأصغر منها سناً وحجماً!! لاشك ان الدولة تسعي جاهدة في مد شبكة طرق جديدة لربط محافظات الجمهورية لتحقيق التنمية المتكاملة والمستدامة خاصة المحافظات النائية في الصعيد وسيناء. ولكن هذا لا يعني إهمال وترك الأمور بهذا السوء في الطرق القائمة حالياً. فمثلاً طريق القاهرة - أسوان الصحراوي الغربي رغم أهميته تحول خلال السنوات الأخيرة إلي "مصائد" لقائدي السيارات بسبب سوء الأسفلت أو انتشار المطبات العشوائية والأهم عدم الالتزام بالقواعد المرورية وغياب الرقابة مما يؤدي إلي سقوط عشرات ومئات الضحايا يومياً ونفس الشيء يحدث في الطريق الزراعي بل وربما أكثر نظراً للكثافة السكانية والمرورية وانتشار الحيوانات الأليفة وغير الأليفة التي تفاجئ قائدي السيارات علي هذا الطريق الحيوي. ومن هذا المنطلق يتجه غالبية المسافرين من وإلي الصعيد إلي الطريق الصحراوي الشرقي باعتباره الأفضل من حيث الكفاءة والأقصر مسافة والنتيجة ارتفاع الكثافة المرورية وغياب الرقابة وبالتالي تكثر الحوادث ويسقط المزيد من الضحايا قتلي ومصابين!! في النهاية أتمني ان تهتم حكومتنا الموقرة بالطرق المصرية عامة وطرق الصعيد علي وجه الخصوص الذي بات يعاني الأمرين ما بين نقص في الخدمات الأساسية وعدم توافر فرص للعمل للشباب الذي يسعي لايجاد الفرصة في القاهرة أو غيرها من محافظات الوجه البحري وللأسف يكون الموت في انتظاره علي الطريق أو حتي عند الوصول!! رحم الله زميلنا محمد عزوز وأمثاله من شبابنا الذين يسقطون يومياً ضحايا الإهمال وعدم الاهتمام من المسئولين أو رعونة السائقين وغياب الرقابة الأمنية والمرورية.