أبي شهر يناير الرحيل إلابعد أن يطوي معه صفحة حياة الفنانة المعتزلة "فيروز" الطفلة المعجزة التي أمتعتنا بموهبتها الكبيرة رغم سنها الصغيرة سبع سنوات حينما قامت ببطولة فيلمها الأول "ياسمين" سيناريو وإنتاج وإخراج الفنان أنور وجدي ومن بعده كان معها في فيلمي "فيروز هانم ودهب" ولما حققت هذه الأفلام الثلاثة نجاحا كبيرا قرر والدها فسخ عقد الإحتكارالذي وقعه مع وجدي لينتج هو لإبنته أفلامها بداية من فيلم "الحرمان" عام 1953 إخراج عاطف سالم لتكون الأرباح لشركتها. ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن. وتظل أفلام أنور وجدي الثلاثة هم أنجح ما قدمت فيروز من بين عشرة أفلام مثلتها في عمرها الفني القصيرة عشر سنوات الذي أنهته وهي في السادسة عشرة من عمرها في عام 1959 بفليم "بفكر في اللي ناسيني" أمام النجمة هند رستم وشكري سرحان إنتاج وإخراج حسام الدين مصطفي ليحتفظ الجمهور بصورتها المحبوبة لديهم وهي طفلة. لأن ما قدمته في مرحلة المراهقة لم يكن بنفس نجاح أفلامها الإستعراضية الثلاثة.. ولأن الفنانة فيروز أو "بيروز آرتين" كما كان إسمها في شهادتي الميلاد والوفاة إعتزلت الفن مبكرا وتزوجت من الفنان بدر الدين جمجوم. فإن أخبارها قد أنقطعت عن الجمهور لأنها صارت زوجة وأم. وقد كرست حياتها لأسرتها وعاشت سعيدة مع زوجها وإبنها "أيمن" وإبنتها "إيمان" دون أن يشغل الناس معرفة هل ظلت علي دينها كمسيحية كاثوليكية أم أسلمت. حتي جاء يوم 30يناير لترحل عن الدنيا وتبدأ هذه التساؤلات السخيفة في التداول بين الناس.. إن الدين لله ويجب أن يكون كل إنسان حرا في عقيدته. ولقد جعل الله تعالي الإختلاف سنتة في الكون والأديان متعددة. ولو أراد سبحانه أن نجتمع علي دين واحد لجعلنا أمة واحدة كما جاء في القرآن الكريم. ولهذا فلم يكن ينبغي علي مذيعة قناة "سي بي سي إكسترا" أن تسأل الأب بطرس دانيا رئيس المركز الكاثوليكي عن حقيقة ديانة فيروز ولماذا لم تحضر شقيقتها "نيللي" الجنازة. وتصر علي القول بأن فيروزأثارت الجدل بعد وفاتها لكونها ماتت علي المسيحية الكاثوليكية برغم زواجها من الفنان المسلم بدر الدين جمجوم. ولماذا تقيم لها نقابة الممثلين العزاء في مسجد الحامدية الشاذلية برغم أنها مسيحية.. وقد حسم الأب هذا الجدل حينما قال للمذيعة : "إن فيروز ظلت مسيحية بعد زواجها من الفنان جمجوم وكانت السعادة تغمر بيتهما طوال ثلاثين عاما. ولم يحدث أن أجبرها زوجها علي التخلي عن دينها. وأننا يجب أن نكتفي بالحديث عما تركه الفنانين من أعمال فنية راقية لا عن ديانة كل منهم. وأضاف بأن شقيقتها نيللي لم تتمكن من حضور وداعها الأخير لأنها كانت في حالة صدمة نفسية نتيجة لوفاة أختها الكبري.. وأؤيد أنا رأي الأب بطرس وأضم صوتي لصوته. لأن فيروز رحلت إلي خالقها وتركت لنا أعمالها الفنية التي أسعدتنا من الخمسينيات وحتي الأن. وليرحم الله الفنان الكبير "أنور حمدي" الذي قدمها للجمهور في أفضل الأفلام الإستعراضية في تاريخ السينما المصرية التي تقوم ببطولتها طفلة. ولقد ظلت فيروز تدين بالفضل وتعتبر وفاته كانت خسارةپكبيرة لها للإستمرار في مشوراها الفني.. رحم الله الفنانة فيروز التي برغم إعتزالها منذ حوالي سبعة وخمسين عاما مازالت الطفلة المعجزة في تاريخ السينما المصرية.