شريف نبيه التقي البابا تواضروس الثاني خلال الأسبوع الماضي بأقباط المهجر في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. وجه إليهم كلمات منفعة في موضوعات روحية متخلفة.. طالبهم بالثبات في الإيمان كالجبل.. والتمثل بمحبة الأصدقاء الخمسة الذين كانوا يحملون المفلوج والذين دلوه من السقف حتي تمتد إليه يد السيد المسيح فتشفيه.. وتأمل البابا في نشيد الانشاد أو نشيد الأناشيد. وهو اقدس أسفار العهد القديم لدي اليهود. لما فيه من تجسيد لعلاقة الرب بالنفس البشرية التي يحبها ويفتديها بالغالي والنفيس. في عظته أمام كنيسة مارمينا بريفرسايد تأمل البابا في موقع الكنيسة فوق الجبل فتكلم عن الجبال في حياة السيد المسيح. التي ألقي من فوقها الموعظة الشهيرة التي تعتبر دستور المسيحيين وجبل الجلجثة الذي صلب عليه وجبل الزيتون الذي صعد من فوقه. فالجبل بدايته تغصّب وآلام. يواجهها الإنسان في صعوده الجبل. مثل سانت كاترين أو جبل مغارة القديس الأنبا انطونيوس.. هذا التعب دائما ما يكون مصحوبا بالاحتياج ونهايته - أي قمته - يجد الإنسان متعته الروحية. وهنا ذكر قداسته قول القديس اغسطنيوس: "وقفت علي قمة العالم عندما وجدت نفسي لا أشتهي شيئا ولا أخاف شيئا". طالب البابا الشعب بأن يتمسك بالإيمان ليكون راسخا رسوخ الجبل.. لا يتزعزع. بل يثبت إلي النهاية. فيتمتع الإنسان بالفرح والتعزية والتهلل الداخلي. وفي كلمته أثناء تدشين كنيسة البابا كيرلس بوست منستر - لوس انجلوس. قال البابا: تمثلوا بالأصدقاء الخمسة الذين ابدعوا في اصرارهم علي شفاء صديقهم بين المخلص.. فكروا وتصرفوا حسنا.. أحضروا حبالا وربطوا السرير من أطرافه ودلوّه من السقف بعد أن نقبوه. نعم.. دلوّا صديقهم من السقف للمسيح. ليشفي نفسه. لا جسده فقط.. فقال له: "مغفورة لك خطاياك". أضاف البابا: نعم: رأي إيمانهم في محبتهم وابداعهم ووفائهم. فشفي نفس المريض وجسده أيضا. وفي صلاة العشية بكنيسة القديس يوحنا الحبيب في كوفينا بكاليفورنيا. تأمل البابا في نشيد الانشاء أو نشيد الأناشيد وهو أقدس اصحاحات العهد القديم عند اليهود. السفر مأخوذ من شعر سليمان الحكيم. الذي كتبه في شبابه.. وهو مناجاة بين الله والنفس البشرية في شكل اجتماعي بين عريس وعروسه.. بدءا من تقابلهما وتعارفهما. ومرورا بارتباطهما الزيجي وحياتهما معا. تضمنت التأملات مقولة: أنا سوداء وجميلة.. سوداء بسبب الخطيئة. لكنها جميلة في عيون عريسها.. فالخطيئة تحرم العقل من التفكير في الله. بينما البصر هو رؤية الله. وهنا يقول القديس أغسطينوس: ان شاول الطرسوسي "شاول" كان فحمة غير متقدة. ولما عرف المسيح بدأ يتقد وينير. وعن الخطيئة قال يوحنا ذهبي الفم: "في العالم كارثة واحدة.. هي الخطيئة". وإذا كانت الخطيئة حاجزا يبعد الإنسان عن الله. فالكسل في الرجوع يزيد الفتور الروحي.. وهذا ما يؤكده قول سليمان الحكيم في النشيد: "في الليل علي فراشي طلبت من تحبه نفسي فما وجدته" "نش 3:1". فالرجوع إلي الله يتطلب يقظة روحية والمحبة ليست بالكلام فقط. ولكن بالعمل والحق.. فقد قالت العروس: "إني أقوم وأطوف في المدينة. في الأسواق. في الشوارع. أطلب من تحبه نفسي". فالوصول للمسيح غال جدا. يتطلب السهر الروحي.. الصلاة. ومداومة قراءة الكتاب المقدس وممارسة السرائر المقدسة من توبة واعتراف وتناول.. فالتوبة استبدال الشهوات الأرضية الزائلة بشهوة حب المسيح. تقول النفس البشرية مع عذراء النشيد: " هذا حبيبي هذا خليلي يا بنات أورشليم".. فالتوبة تحول الزناة إلي بتوليين. أسماء وتواريخ أنشأ دير العذراء ببيت لحم : الأنبا باسيليوس رفض الترشح للبطريركية من أجل دير السلطان لويس جرجس مرت الأسبوع الماضي وتحديدا في 13 أكتوبر ذكري رحيل الأنبا باسيليوس الرابع مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدني الذي تنيح عام 1991 عن عمر يناهز 68 عاما. ولد بأسيوط في أول نوفمبر 1923 باسم سامي تاوضروس والتحق بعد حصوله علي الثانوية في 1940 بالكلية الاكليريكية بالقاهرة وحصل علي دبلوم اللاهوت سنة .1943 عمل مدرسا للدين المسيحي بمدرسة رزق الله مشرقي الثانوية بجرجا لمدة 3 سنوات. انشأ خلالها مدرسة رزق الله مشرقي الابتدائية وصار ناظرا لها. انخرط في سلك الرهبنة عام 1943 بدير القديس الأنبا انطونيوس بالبحر الأحمر باسم الراهب كيرلس الانطوني. حصل علي الماجستير من المعهد العالي للدراسات القبطية في 1956. ثم الدكتوراه من الكلية اللاهوتية بجامعة تسالونيكي باليونان عن موضوع "القبط ومشروع هرقل امبراطور القسطنطينية". عمل أستاذا لتاريخ الكنيسة بالكلية الاكليريكية. وكان يجيد أربع لغات الانجليزية والفرنسية واليونانية والقبطية. قرر ارتقاء البابا كيرلس السادس كرسي الكرازة المرقسية سنة 1959 اهتم بتعيين مطران لكرسي ايبارشية القدس الذي ظل خاليا لعدة سنوات. نظرا لأهميته ومكانته الدولية والطقسية حيث يعتبر طقس الكنيسة مطران القدس التالي للأب البطريرك. فاختار لهذا الكرسي القمص كيرلس الأنطوني وأيد هذا الاختيار جميع قيادات الكنيسة. رأي القمص كيرلس انه ليس أهلا للأسقفية فهرب واختفي فترة من الزمن ظل الآباء والمسئولين خلالها يلحون عليه بالعودة. وتعكس ذلك الفقرة التالية من رسالة موجهة إليه من الأنبا اغريغوريوس أسقف الدراسات العليا اللاهوتية والبحث العلمي: "ولعل قبولكم لمنصب مطران القدس كسب للكنيسة من حيث ان الكنيسة اليوم ترجو ان لا يحتل مثل هذه المناصب إلا اشخاص يقدرون معني الخدمة ولهم رغبة صادقة في العمل المثمر". وأخيرا ظهر القمس كيرلس ورسمه البابا مطرانا علي الكرسي الأورشليمي يوم الأحد 30 مايو 1959 بالكاتدرائية المرقسية بالأزبكية باسم الأنبا باسيليوس الرابع مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدني فكانت بداية سيامات البابا كيرلس الداس. عندما تسلم الأنبا باسيليوس ايبارشية القدس وجدها في حاجة إلي جهود مضنية نظرا لكبر حجمها حيث تشمل: فلسطين والأردن والعراق والكويت والإمارات العربية والبحرين وقطر وعمان وسوريا ولبنان والقنطرة شرق وأثناء خدمته نجح في تسديد ديون الايبارشية وترميم الكنائس وبالأخص كنيسة الأنبا انطونيوس "الكنيسة الرئيسية في دير الأقباط بالقدس المعروف بدير السلطان" وكانت الحكومة المصرية في عهد الرئيس جمال عبدالناصر في مقدمة المساهمين لحركة الاعمار بمبلغ 5 آلاف جنيه. انشأ الأنبا باسيليوس دير القدس السيدة العذراء ببيت لحم ليتمكن الأقباط من الصلاة داخل كنيسة المهد طوال العام.. وجدد نشاط الكلية الأنطونية القبطية للبنين وكلية الشهيدة دميانة بالقدس. كانت مشكلة دير السلطان من أكبر المشاكل التي واجهها خاصة انها تفاقمت في 1970 عقب الاحتلال الإسرائيلي لمدينة الدس "أورشليم" وطيلة 21 عاما لم يهدأ عن العمل لحلها حيث شهد سلسلة من الجلسات القضائية أمام المحكمة الإسرائيلية كان الحكم فيها دائما لصالح الكنيسة القبطية وحقها في استرداد الدير. إلا أنه لم يتخذ أي إجراء تنفيذي بحجة ان القضية ذات أبعاد سياسية وطوال هذه الفترة كان يسافر إلي مصر 3 مرات سنويا ليقابل المسئولين في الخارجية المصرية التي تعتبر دير السلطان أرضا مصريا بالدرجة الأولي. نياحته في يوم الثلاثاء 24 سبتمبر 1991 وصل الأنبا باسيليوس إلي كاتدرائية العذراء بالعاصمة الأردنية وبعد فترة راحة قصيرة قابل عددا من أبناء الكنيسة حتي منتصف الليل ثم استأذنهم ليستريح في غرفته. وفي اليوم التالي لم يخرج من غرفته مبكرا علي غير عادته مما أدي لقلق الآباء الكهنة فتحوا الغرفة ليجدوه في غيبوبة ونقلوه إلي المستشفي حيث أكد الأطباء اصابته بجلطة في المخ واستمرت حالته غير مستقرة لعدة ايام حتي فجر الأحد 13 أكتوبر حينما اتصلت ادارة المستشفي بالقمص انطونيوس صبحي راعي الكنيسة في عمان الذي كان ملازما له طوال فترة مرضه لتخبره بنياحته. وصل جثمانه إلي القاهرة في اليوم التالي ونقل إلي رابطة القدس ليودعه أحباؤه قبل الصلاة عليه في 15 أكتوبر بكاتدرائية العذراء بالزيتون برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث ثم تم دفنه بدير القديس الأنبا انطونيوس. قالوا عنه: * قداسة البابا شنودة الثالث: اتذكر انني كنت حاضرا للمجمع المقدس بعد نياحة قداسة البابا كيرلس السادس وعرضوا علي الأنبا باسيليوس ان يكون احد المرشحين للبطريركية فقال: لا استطيع ان اترك القدس في هذه الأيام الصعبة. * نيافة الأنبا فيلبس مطران الدقهلية ودير مارجرجس وبلاد الشرقية: كان يتحلي بفضائل عديدة منها التواضع والعطاء والصبر والاحتمال والبذل والتضحية واحتمال المشقات. * القمص ميساك الأنباء بيشوي: كان يقف ثلاث ساعات كاملة يناول الشعب لدرجة ان يده كانت تهتز من شدة الإرهاق. ملكة بريطانيا تمنح الأنبا أنجيلوس "وسام الحرية الدينية" في حدث غير مسبوق في بريطانيا. منحت الملكة اليزابيث وسام الامبراطورية البريطانية الخاص ب "الخدمات المقدمة للحرية الدينية الدولية" للأنبا انجيلوس الأسقف العام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالمملكة المتحدة. تم تسليم الوسام الخميس الماضي عقب صلاة مشتركة بكاتدرائية القديس بولس بلندن من أجل ضحايا الاضطهاد الديني واللاجئين الذين يعانون نتيجة للصراع في الشرق الأوسط. ترأس الصلاة د.القس ديفيد أيسون عميد "سان بول" ود.ريتشارد تشارترز أسقف لندن والأنبا أنجيلوس الأسقف المصري. أعرب الأنبا أنجيلوس في كلمته في حفل التسليم عن سعادته بالحصول علي هذا الوسام والصلاة المشتركة مع كنيسة انجلترا للمرة الأولي في تاريخ العلاقات بين الكنيستين.. وقال: هانحن نصلي معا من أجل ضحايا الاضطهاد الديني. ليسوا المسيحيين فقط ولكن بالنسبة للكثيرين حول العالم في العديد من البلدان. وأضاف: نحن نصلي من أجل الذين يعانون من متاعب نتيجة الصراعات في بلادهم والباحثين عن ملاذ آمن فضلا عمن يستقبلونهم بكل سخاء.. من جانبه أشاد أسقف الكنيسة الانجليزية بجهود الأنبا أنجيلوس واسهاماته في تقديم خدمات للهاربين من الاضطهادات من جميع الأديان وليس للمسيحيين فقط.