منذ أن وقعت أحداث 25 يناير وتابعها الكبير مأساة ستاد بورسعيد.. وفقدت الكرة المصرية عافيتها ولم تستردها حتي الآن.. بل تخرج من حفرة فتقع في بئر.. ومازالت معتلة.. دوري وكأس ومنتخب بلا جماهير.. مما يؤثر علي الأداء العام والنتائج.. وفشلت كل محاولات عودة الجماهير إلي الملاعب.. وكانت نتائجها صعبة ومؤلمة.. وتسببت المحاولات الإجرامية في حرمان اللاعبين من زئير المدرجات الذي يساند ويدعم وهو في الحقيقة ملح الكرة وتوابلها. تسببت كل الأحداث الدامية أيضا في حرمان الجماهير العريضة من المتعة الكروية.. واتجهت إلي الكرة الأوروبية لدرجة ان اللاعبين الأوروبيين أكثر شهرة عندنا من لاعبينا في الأندية جميعا وحتي في المنتخب.. وكل هذا له توابعه واثاره السيئة علي اللعبة الأكثر والأكبر شعبية في مصر والعالم. واستمرت الفوضي.. وألقت بظلالها علي أكبر ناد وهو الأهلي.. وتستمر كبواته واحدة تلو الأخري ليخسر الدوري والكأس ويخرج من الموسم صفر اليدين.. وانني شخصيا لا اعترف ببطل السوبر.. لأنه في حالة فوز الزمالك فهو يستحق لأنه بطل الكأس والدوري.. ولكن في حالة فوز الأهلي فإنه لا يستحق إذ من غير المنطقي ان يكون هو الفريق السوبر بدون الحصول علي أي بطولة ومن ثم لابد من تعديل لائحة السوبر.. ليكون في حالة جمع أحد الأندية بين بطولتي الدوري والكأس يكون بطل السوبر بشكل مباشر. المهم ان الفوضي ألقت بظلالها علي الأهلي أكثر من غيره.. ووصل الأمر إلي تدخل المشجعين في اختيار المدير الفني للفريق في تصرف غير مسبوق وغير مقبول.. فهناك مسئولون ومجلس إدارة وجمعية عمومية يتحملون مسئولية إدارة النادي.. وهنا هو الفارق بين الأهلي والزمالك.. لأن الزمالك يدار الآن بشكل صحيح وبما ينبغي أن يكون.. وتخلص من البلطجة من أي شخص كان واعتمد علي الأصول والقواعد فكانت هذه هي النتيجة بينما تخلي الأهلي عن كل ذلك فكانت أيضا هذه هي النتيجة فيه.. لذا يجب أن يعود الأحمر مرة أخري إلي الإدارة بفكر العمالقة الكبار السابقين. المنتخب هو الآخر يعيش في تخبط ودوامة.. وإذا كان بحسابات الأرقام يحقق نتائج جيدة.. فإنه من الناحية الفنية.. في خطر شديد.. لأن فوزه في مباراتي التصفيات لكأس العالم وأمم افريقيا وفي المباراة الودية مع زامبيا أمس الأول لا يعني انه منتخب جيد ومطمئن.. لأنه ببساطة مستوي المنتخبات الثلاثة متواضع.. ولا يمكن الحكم من خلال هذه اللقاءات علي مستوي منتخبنا. وكما قلت في مقال سابق بعنوان "منتخب حرق الدم" مازلت أكرر نفس الكلام.. وأصر عليه لأن المستوي العام والجماعي والفردي للاعبين يجعلني أكثر قلقا من القادم.. ومن منطلق حرصي وغيرتي علي منتخب بلادي.. أعود وأحذر.. وأدق ناقوس الخطر.. انقذوا المنتخب.. قبل فوات الأوان وحتي لا نندم حين لا ينفع الندم. اشتقنا للانجازات والبطولات.. وسئمنا من الاخفاقات والهزائم.. وقد أثبتت الكرة انها الوحيدة القادرة علي اسعاد المصريين.