يشهد اليوم عملا مكثفا للرئيس عبدالفتاح السيسي في نيويورك حيث يلقي بيان مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وتتناول كلمته رؤية مصر لمختلف القضايا الدولية والإقليمية والوضع الداخلي والانتخابات المصرية لاستكمال خارطة الطريق والمشروعات التنموية الضخمة علي رأسها محور قناة السويس والاهتمام بالمرأة والشباب. كما يلتقي الرئيس مع الرئيس الفرنسي أولاند ورئيس وزراء إيطاليا وعدد آخر من اللقاءات المهمة. أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر تواجه حربا ضارية ضد الإرهاب مشيرا إلي أن منطقة الشرق الأوسط في حاجة إلي التعاون من أجل مواجهة التهديدات الارهابية التي جعلت بعض دول المنطقة تنزلق نحو الفشل وقال الرئيس السيسي- في حديث خاص لوكالة "أسوشيتدبرس" أدلي به خلال زيارته الحالية إلي نيويورك- "يكفي النظر إلي الخريطة لنجد دولا تعاني من الفشل.. فهناك تزايد في الجماعات المتطرفة كما أن هناك مشكلة اللاجئين الذين يتدفقون إلي أوروبا.. ومع أخذ كل هذا في الاعتبار يمكن تصور كيف تكون التحديات صعبة ومعقدة" وأضاف الرئيس السيسي "أن مواجهة الارهاب تتطلب المزيد من الجهد وليس فقط الجهد بل أيضاً القدر الجيد من التفهم والتعاون من كل البلاد لاستعادة الدول التي تنزلق الآن نحو دائرة من الفشل" وأشار الرئيس السيسي في هذا السياق "إلي تحسين العلاقات مع الولاياتالمتحدة واصفا العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة بالاستراتيجية والمستقرة" وأضاف الرئيس ان العامين المضايين كانا بمثابة الاختبار لمدي قوة واستمرارية العلاقات مع الولاياتالمتحدة ولفت الرئيس السيسي إلي أن المشكلة مع الإخوان ليست مشكلة بين الحكومة وهؤلاء ولكن المشكلة الحقيقية هي بين الشعب المصري والاخوان وأوضح ان الإخوان أعطوا انطباعاً غاية في السوء جعل المصريين غير قادرين علي السماح والنسيان وأكد الرئيس أن الجيش المصري ظل دائماً عنصراً للاستقرار ويجب دعمه لأنه يواجه "حربا ضارية" ضد الارهاب والتطرف وتابع أن زيادة قدرات الجيش المصري تعني أنه يستطيع تحقيق توازن استراتيجي في المنطقة. وحول الأزمة السورية قال الرئيس السيسي ان مصر حريصة أن تظل سوريا أمة ودولة واحدة ولا تنقسم إلي دويلات صغيرة وحذر الرئيس من انهيار سوريا سيعني أن كافة الأسلحة والمعدات الموجودة لديها ستقع في أيدي الارهابيين وإذا حدث ذلك فإن الضرر لن يصيب سوريا فقط بل سينتشر إلي الدول المجاورة وسيمثل تهديدا خطيرا لباقي دول المنطقة وهو ما تخشاه مصر وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أكد الرئيس السيسي أن حل القضية الفلسطينية يمكن أن يغير وجه المنطقة ويحقق تحسنا هائلاً في الأوضاع وقال الرئيس "إنني متفائل بطبيعتي وأقول إن هناك فرصة كبيرة" وحول إصدار العفو الرئاسي الأخير قال الرئيس السيسي انه منفتح علي العفو عن الصحفيين الآخرين الذين تمت محاكمتهم وإدانتهم غيابيا. أوضح أنه سيعمل في نطاق سلطاته كرئيس وأنه سيحترم أحكام القضاء المصري وأكد الرئيس حرصه علي تسوية القضايا والمشاكل خاصة تلك التي تتعلق بالصحفيين والاعلاميين. وفي لقائين مع رئيسي البلدين تعزيز التعاون في جميع المجالات مع أورجواي وصربيا استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي في نيويورك رئيس أورجواي جوزيه ألبرتو كوردانو.. صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة بأن الرئيس استعرض خلال اللقاء مجمل تطورات الأوضاع التي شهدتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية منوهاً بأن الشعب المصري انتفض للحفاظ علي هويته وثقافته ضد محاولات الانجراف نحو التطرف والتشدد. قال المتحدث الرسمي إن الرئيس أشار إلي اعتزام الدولة استكمال استحقاقات خارطة المستقبل التي توافقت عليها القوي الوطنية لافتا إلي إجراء الانتخابات البرلمانية خلال الشهرين المقبلين. ونوه السيسي بالبرنامج الاستراتيجي الطموح الذي تنفذه مصر علي جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مستعرضاً مشروعات التنمية الوطنية التي يتم تنفيذها في مصر ومن بينها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس وما يزخر به من فرص استثمارية واعدة يمكن لأوروجواي الاستفادة منها ولاسيما في مجال تقديم الخدمات اللوجستية وكذا مشروع المركز اللوجستي العالمي لتخزين تبادل وتجارة وتداول الحبوب. من جانبه أكد رئيس أوروجواي اهتمام بلاده بمتابعة الأوضاع والتطورات التي شهدتها مصر مؤكداً ثقة بلاده في حكمة القيادة السياسية المصرية وقدرتها علي تحقيق آمال وطموحات الشعب المصري وأشار إلي اهتمام بلاده بالعمل والاستثمار في مصر لاسيما في ضوء خبرة أوروجواي في مجال تقديم الخدمات اللوجستية التي جعلت منها مركزا لوجستيا لدول تجمع "الميركسور" "التجمع الاقتصادي لدول أمريكا اللاتينية". وأوضح السفير يوسف أن الرئيس اتفق خلال اللقاء علي تعزيز التنسيق والتشاور في الموضوعات الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك في إطار مجلس الأمن وذلك في ضوء ترشح مصر وأروجواي للحصول علي عضوية مجلس الأمن لعاميّ 2015/.2016 أشار الرئيس إلي أهمية التعاون العربي اللاتيني وتطلع مصر للتشاور بين البلدين حول الموضوعات التي ستتم مناقشتها خلال قمة "آسيا" "الاتحاد القائم بين الجامعة العربية ومجموعة دول أمريكا اللاتينية وتضم 34 دولة" المقرر عقدها في الرياض في نوفمبر .2015 ذكر السفير يوسف أن الرئيس التقي عقب ذلك بالرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش حيث أكد الرئيسان علي العلاقات التاريخية والروابط القوية التي تربط بين البلدين وتطرق الرئيس الصربي خلال اللقاء إلي أزمة اللاجئين الأخيرة في أوروبا منوها بأن بلاده تتفهم الطبيعة الانسانية لهذه الأزمة وتسعي لايجاد حلول لها ومن جانبه أشار الرئيس السيسي إلي أن أزمة اللاجئين الأخيرة تُعد نتاجاً مباشراً للمشكلات التي تعاني منها دول منطقة الشرق الأوسط والتي تتطلب حلولاً سياسية تضمن تسويتها بشكل نهائي فضلاً عن ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لمكافحة الارهاب في المنطقة لتحقيق الأمن والتنمية فيها بما يساهم في عودة مواطنيها إليها وتشجيعهم علي الاستقرار فيها واتفق الرئيسان خلال اللقاء علي أهمية تكثيف التعاون بين البلدين خلال المرحلة المقبلة ومنح العلاقات بينهما زخماً جديداً في مختلف المجالات بما يحقق المنفعة المشتركة للشعبين الصديقين. .. وفي اجتماع "دول الجنوب" بدعوة من رئيس الصين: السيسي يطالب بنصيب متزايد للدول النامية في التعاون الدولي أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن التعاون بين الدول النامية لابد أن يستأثر بنصيب متزايد في منظومة التعاون الاقتصادي الدولي من خلال توظيف الأطر الاقتصادية الاقليمية والدولية لخدمة أهداف هذا التعاون خاصة فيما يتعلق بقضايا الغذاء والصحة والتعليم وتطوير البنية التحتية بالاضافة الي تعزيز مصالح الدول النامية في منظومة صنع القرار الاقتصادي الدولي وفي المحافل والمفاوضات متعددة الأطراف بما في ذلك المفاوضات الدولية الجارية الخاصة بتغير المناخ جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس السيسي في الاجتماع الذي دعا إليه رئيس الصين شي جين بينج عددا محدودا من رؤساء الدول والحكومات بنيويورك لبحث سبل تعزيز التعاون بين دول الجنوب وشارك فيه الأمين العام للأمم المتتحدة بان كي مون ورؤساء مؤسسات التمويل الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي فضلا عن مديرة برنامج الأممالمتحدة للتنمية ومدير عام منظمة التجارة العالمية وأشار الرئيس السيسي- في كلمة خلال الاجتماع- إلي التحديات التي تواجه دول الجنوب في سعيها لتحقيق التنمية المستدامة واللحاق بركب التقدم مؤكدا أهمية توفير التمويل اللازم للدول النامية وتفعيل نقل التكنولوجيا رليها حتي تتمكن من مواجهة تحدياتها التنموية. شدد علي أهمية أن يتأسس تعزيز هذا التعاون في الفترة القادمة علي مفاهيم واضحة ومحددة تضمن استدامة هذا التعاون مع مراعاة تباين وخصوصية الظروف والمشاغل التنموية فيما بين دول الجنوب والوقوف علي أسباب عدم نجاح المبادرات التي أطلقتها العديد من الدول النامية علي مدار العقود الثلاثة الأخيرة لدفع التعاون بين دول الجنوب وطالب بتحقيق الاستفادة المثلي من البنوك التنموية الكبيرة التي أنشئت مؤخرا لدعم جهود التنمية الشاملة في الدول النامية كما أكد أهمية اضطلاع الأممالمتحدة بدور أكبر في دفع التعاون بين دول الجنوب. أكد الرئيس السيسي أهمية التزام الدول المتقدمة بتخصيص ما يوازي 7.0% من ناتجها المحلي الاجمالي لصالح مساعدات التنمية الرسمية ونوه أن مصر ستظل دوما في صدارة الدول الداعمة لتعزيز التعاون بين دول الجنوب وستواصل دورها النشط في بناء وتطوير القدرات البشرية والمؤسسية بالدول النامية من خلال آليات وطنية عدة كالوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والتي تم إنشاؤها مؤخرا علي خلفية تاريخ طويل وممتد من الجهود المصرية في مجال التعاون بين دول الجنوب وأكد الرئيس السيسي أهمية استحداث آليات مبتكرة للتعاون في مجال الترويج المشترك للاستثمار في دول القارة الأفريقية مشيراً إلي استضافة مصر لمؤتمر دولي رفيع المستوي حول الاستثمار في أفريقيا أوائل العام القادم. رئيس مجلس الشئون الخارجية عضوية مجلس الأمن..ضرورة في هذا التوقيت أكد السفير الدكتور محمد إبراهيم شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية علي أهمية عضوية مصر في مجلس الأمن الذي يضطلع بمهام الأمن والسلم الدوليين وذلك في إشارة إلي حصول مصر علي مقعد غير دائم بمجلس الأمن وتجري الانتخابات بشأنها الشهر المقبل. قال شاكر ان دخول مصر مجلس الأمن في هذا التوقيت هو أمر جدير بالاهتمام حيث ان السلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط بل والعالم يواجه تهديدات وتحديات بالغة لاسيما وأن الارهاب الدولي يهدد حياة البشر والدول في المنطقة وما نجم عنه من قضايا تتعلق بالتهجير القسري للأفراد من مناطق النزاعات والتوتر فضلا عن تحديات التنمية المختلفة وأضاف أن مصر بمكانتها وثقلها الدولي في المنطقة والعالم ستكون خير معبر عن الأمم وطموحات شعوب افريقيا والمنطقة نحو الاستقرار والأمن والتقدم والبناء وأشار الي أن مصر كانت من أوائل الدول التي عانت من الارهاب المدمر ودعت مرارا إلي عقد مؤتمر دولي لبحث توطيد التعاون الدولي من أجل محاربة الارهاب والقضاء عليه. وأوضح السفير شاكر أن مصر تحظي باجماع إقليمي علي ترشيحها لعضوية مجلس الأمن للدول غير الدائمة العضوية في الدورة الجديدة لمجلس الأمن وأن الأشقاء الأفارقة من مختلف المناطق الجغرافية في القارة الأفريقية يؤيدون ترشيح مصر لهذه العضوية وهذا ليس بمستغرب من أشقائها الأفارقة التي تربطهم بمصر علاقات وطيدة منذ القدم وأشار إلي أن لمصر تاريخا طويلا مع الأممالمتحدة حيث كان الدكتور عبداالحميد باشا بدوي الوزير الأسبق ممثلا لمصر وهو من وقع علي ميثاق الأممالمتحدة عندما فتح باب التوقيع عليه في سان فرانسيسكو في الأربعينيات من القرن الماضي.. مذكرا بأن الدكتور بطرس بطرس غالي كان أمينا عاما للأمم المتحدة كأول عربي وافريقي يتقلد هذا المنصب الرفيع ولفت رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية الي أن حصول مصر علي العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن ليس المرة الأول. مشيرا إلي أن أحد السفراء الأفارقة قال أثناء ترشيح مصر للعضوية في إحدي المرات إن مصر ليست بحاجة لدعم أشقائها فهي دولة قديمة قدم التاريخ وهذا يكفيها فالتاريخ بدأ بمصر ونوه بأن مصر في حال حصولها علي المقعد غير الدائم بمجلس الأمن ستكون خير معبر ومساهما في العمل من أجل حل مشاكل افريقيا والمنطقة والعالم خاصة بالنسبة لقضايا التنمية المختلفة والتعاون الدولي من أجل تحقيق الأمن والسلم الدوليين. وأكد السفير شاكر أنه شغل منصب مندوب مصر المناوب في مجلس الأمن في السبعينيات من القرن الماضي وأن مصر كانت نشطة ومساهمة للغاية في العمل من أجل حل المشاكل الدولية.