** عندما فرض الله سبحانه وتعالي الصوم لمدد محددة خلال العام علي اتباع الديانات السماوية جاءت التكليفات الإيمانية بالنسبة لوقت الصوم ووجوبه ومحاذيره.. إلخ مظلة أساسية تجمع بين أهداف سامية.. كلف الصائم بتحقيقها سواء علي المستويات الاقتصادية أو الاجتماعية أو الصحية.. البعض اهتدي إليها بالفطرة والآخر بالاجتهاد والنقل عن الصالحين من العلماء والدعاة والجميع حرصوا ما أمكن علي أداء الفريضة كالمطلوب والتزموا بالعناصر الطيبة والاختبارات المتعددة التي هي في النهاية جزء من الأداء الإنساني للفريضة الجليلة يحاسب عليها المرء من خالقه سبحانه وتعالي. ** ونجد بشكل عام الإنسانية علي مر العصور مع انتشار الدين الاسلامي قد دعت بصدق واجبات وتكليفت الصوم وما بنيت عليه من خير عميم يصيب المرء في دنياه وآخرته ولذلك اتخذ الاحتفال بشهر رمضان كل البشر والتجدد والشراكة المجتمعية والتنافس علي أداء صلوات القيام والتهجد.. ويكاد المسجد هو المكان الأكثر تفضيلا وفضلا بالنسبة لعامة الناس.. لا فرق.. الكل يحرصون علي الصلاة في مواعيدها والسماع إلي الدروس الدينية التي تنير بالضياء داخل النفس والقلب.. ولأنهم يدركون هذه الأبعاد فهم يصحبون معهم إلي المساجد أبناءهم الصغار الذين بدأوا تجربة الصيام وأداء الصلاة حتي وان لم يبلغوا بعد.. ومع القاعدة العامة التي نلمسها نهار رمضان من متابعة الصائمين للحفاظ علي نسكهم ومقاومة أي استفزاز يتعرضون له من آخرين.. استسهلوا بكل أسف الهرب من أداء الفريضة بتناول الطعام والشراب والتدخين.. إلخ ولو في السر.. وحرموا أنفسهم من لذة القبول عندما يروي الظمأ وتبتل العروق بعد أذان المغرب وبنفس الدرجة مكافحة الشهوات في ساعات الصيام المحددة بعد طلوع الشمس وحتي غروبها وحلول المغرب حيث ينهل الصادقون من معين الالتزام بالمناسك ومقاومة ألاعيب وهمزات الشياطين ويحرص هؤلاء علي أداء أعمالهم بنفس الجودة والاتقان التي يؤدون بها فريضة الصوم طوال شهر رمضان المبارك والتي امتدت كما نلاحظ إلي أيام مباركة عديدة اسوة بسنة المصطفي صلي الله عليه وسلم. ** ومن ميزات الصوم ان المرء يكتشف بنفسه هذه المزايا والخيرات تسطع من قلبه في شكل نفحات مباركة وإحلال للبركة علي ما يتناوله المسلم الصادق ساعة الافطار وساعة السحور مهما كان مستواه المادي ضعيفا.. بل ان في خيرات يعرضها الانقياد وأهل الخير في موائد الرحمن وفي الطرقات سعداء بإهداء السيارة في الشوارع ما يجرحون به صيامهم أو وجبة خفيفة تكفي العاملين في الشارع.. حتي يتناولوا وجبة رئيسية بين أسرهم وأهاليهم. ** وأمامنا الرخصة التي منحها الله سبحانه وتعالي لعباده المؤمنين بإمكانية الإفطار وتأجيل الصوم لسببين محددين.. "من كان مريضاً أو علي سفر.. عدة من أيام أخر" وترك الدين للطبيب المختص والمريض صاحب الشأن.. منح الرخصة والنصيحة.. أما بالنسبة للسفر وكان مصرحا بالإفطار لمن يتجاوز عدداً معيناً من الكيلو مترات في صدر الاسلام ومع تغير الامكانية والمشقة بتوفر وسائل السفر المدينة.. أصبح الكثيرون يفضلون الصيام أثناء السفر ولكن بالنسبة للمرضي فهناك الظروف الطارئة كإجراء العمليات الجراحية وارتباط العلاج بمرات.. قد لا تتمشي مع زمن الصوم.. فهذا المريض يضطر ساعيا لأداء ما فاته في وقت مناسب أو يقوم بإطعام المساكين الذين نص عليهم القرآن الكريم.. أما المرضي أصحاب الحالات المزمنة وأنا منهم حيث دخلت في مواجهة مع مرض السكر وأحرص قبل حلول رمضان علي الذهاب للطبيب المعالج ليرتب لي جدول تناول الدواء مع الإفطار والسحور.. وأسأل الله سبحانه وتعالي في كل لحظة المعونة والرحمة لأتمكن من مواصلة الصوم والذهاب إلي العمل الذي أعتبره منذ زمن طويل عبادة. ** ومع مرور الوقت وحالات الوهن بالجسد التي زادت حدتها مع التغيرات المناخية القادمة.. ولما مررت به من متاعب صحية قرب نهاية الشتاء.. وجاء التشخيص ارتجاع في المريء ثم زيادة في الوزن لتناول السكريات خلسة.. ورأي الأستاذ د. هشام عز الدين انه لابد من النزول بوزن الجسم 5 كيلو مترات كاملة بعد أن نقلت له احساسي بما يصيبني من نهجان وكرشة نفس عند أقل مجهود.. ونظرا لعجزي عن المشي في الشارع أو ممارسة السير علي الأقدام.. كما نشاهد من يجرون حول أسوار الميرلاند في الصباح الباكر وسرعة الاحساس بالتعب مع عدة خطوات.. فإن الحل كما أوصي به د. هشام هو الاستمرار في الصيام والالتزام بتقسيم الأدوية علي وجبتين يوميا بدلاً من ثلاث.. وقال ان الالتزام بالافطار والسحور مع مخاصمة السكريات والاختيار بين حفنة من الأرز أو المكرونة أو نصف رغيف فقط والحركة التي يبذلها المرء في صلاة التراويح.. من الممكن أن تخفض الوزن إلي الحد المعقول.. والذي يكمل ما نجحنا فيه بالنسبة للنزول بمستوي السكر إلي نفس درجة الانسان العادي تقريباً.. ها هي أيام الصوم المباركة تهل علينا بالخير مصحوبة بآمال الصحة ونعمة العلاج.. إذا ما أكرمنا الله سبحانه وتعالي بالعمر.. لنشهد الشهر الكريم ونصومه ونستأثر بخيراته ومناسكه.