"إحنا عارفين تنظيم الأسرة ومش عايزين نخلف عيال كثير علشان المعايش" صعبة.. بس عايزين وظائف وعلاج لأولادنا وكمان صرف صحي.. هذه بعض الكلمات التي جاءت علي لسان مجموعة من سيدات من قرية الحجناية بمركز دمنهور بمحافظة البحيرة والذين حضروا اللقاء الجماهيري الذي عقدته د.هالة يوسف وزيرة الدولة للسكان بالمحافظة في إطار جولاتها للتعرف علي مشكلات الأسر في المحافظات. سعده إسماعيل 47 سنة لديها ثلاثة أبناء طارق 22 سنة وعبير 19 سنة وكمال 10 سنوات تقول اكتفيت بثلاثة فقط وكنت استخدم وسيلة لمنع الحمل.. فظروف زوجي المالية صعبة وانا لا أعمل.. ويكفي أن ابني الصغير متأخر في النطق وبيتعالج والتأمين الصحي بيعطينا جزءاً فقط من الدواء وباشتري الباقي بفلوس كتير. أحلام رمضان 35 سنة تقول دخلت المدرسة وانا صغيره ولم اكمل لأنني لم أفهم الدروس وتزوجت وانجبت ابنين واحد منهم 15 سنة ولكنه مريض يعاني من نقص في النمو ويأخذ 12 حقنه الواحدة بمائة جنيه في الشهر وزوجي يعمل بشركة نظافة خاصة واعطي ابني دروس ومجاميع وانا اساعد زوجي بالعمل في جمع المحاصيل بالغيطان. بثينة عبدالعال 38 سنة لديها ثلاث أبناء تقول: في قريتنا عارفين موضوع تنظيم الاسرة وكثير من الستات تستخدم وسائل.. فيه حملات في الوحدة الصحية بتوصف الوسيلة المناسبة ووصفوا لي كبسولة تحت الجلد لمنع الحمل لمدة 3 سنوات.. تقول: زوجي أرزقي وأمنيتي يجد شغل ثابت. تضيف ابني الكبير في الاعدادي بياخد دروس وكمان البنتان في سنه خامسة وثالثة ابتدائي بياخدوا دروس يعني العيشة صعبة.. أجيب عيال تاني ليه؟ صباح كامل لديها بنتان وولدان حصلوا علي دبلومات متوسطة والبنات متزوجات والولدان يعملان في حمل الطوب والرمل تقول نظمت أسرتي ولكن برضه محتاجه سكن لأولادي الذكور علشان يتزوجوا فنحن نسكن في مكان ضيق في بيت عائلة ومشكلتنا كمان مافيش مجاري وهي نفس الشكوي التي تشاركها فيها سكينة عبدالرحيم وزكيه السعدني فقالوا القرية كلها لم يدخل فيها الصرف الصحي وننتظره من عشر سنوات!! يستكملن الحديث كل يومين تضطر كل اسرة لنقل مخلفات الصرف الصحي الخاص بمنازلهم مقابل ثلاثين جنيها.. وهي تكلفة فوق طاقتنا. حمدية جلال لديها 4 أبناء حصلوا علي دبلومات.. البنتان تزوجناً وتقول اخذت قرضاً من بنك ناصر بمبلغ 25 ألف واسدد شهريا ثمنمائة جنيه ومعاش زوجي ألف وثلاثين جنيه فقط وابني يعمل باليومية واريد له وظيفة. أما سعدية علي 65 سنة فلديها 6 بنات وولد وتقول ترملت منذ سنوات طويلة وعملت في جمع المحاصيل لتربية ابنائي حتي زوجت البنات كلهن وتبقي ابني الذي يبلغ من العمر أربعون عاما ولا يعمل في مهنة ثابته.. بيشتغل يوم آه ويوم لا. تعلق قائله بانها انجبت هذا العدد لأن زمان لم يكن هناك وعي وكنا نحب العزوة بس بناتي عندهم عيال أقل في العدد ولم تعد الحماه تتدخل في حياة عيالها زي الأول.. الناس اتنورت.. وكل واحده دلوقتي بتنظم حياتها علي حسب ظروفها. أما إيمان إبراهيم وداليا رمضان اللتان تدرسان في الاعدادية.. واللتان سمعت صوتهما ينادي يا أبله ممكن تأخذي شكوتنا!! بدأوا قولهم: بنشتكي من الدروس الخصوصية. غاليه علينا المادة الواحدة بخمسة وعشرين جنيه 4 حصص في الشهر وبناخد دروس في 4 مواد وإيمان لديها 3 إخوات وداليا لديها اخان قالوا أيضا أهالينا علي قد حالهم.. ولما بنروح المدرسة بيقولوا لنا روحوا ذاكروا في البيوت.