* استطاع الإعلامي "المستشيخ" المدعو إسلام البحيري أن يخطف الأضواء من الجميع وأحدث إعصاراً إعلامياً وفضائياً و"فيسبوكياً" ابتلع جميع الأحداث المحلية والعالمية علي قدر أهميتها وأصبح الكل يتحدثون عن "البحيري" ومنع برنامجه وأزمته مع الأزهر وتوارت أخبار "عاصفة الحزم" والقتال الدائر بين أبناء اليمن والحرب ضد داعش وأعوانها في سوريا والعراق وليبيا. * طبعاً أنا لا أقلل من شأن "البحيري" أو غيره من الإعلاميين ولكن أتعجب فقط من هذه "الضجة" والأصوات العالية التي تطالب هيئة الاستثمار بالعدول عن قرارها واستئناف "برامج البحيري" وكأن الدنيا سوف تتوقف حزناً علي إسلام وبرنامجه الذي أراه حلقة من مسلسل الفتنة الإعلامية التي نعاني منها منذ سنوات والتي تستهدف في المقام الأول تقسيم المصريين إلي شيع وجماعات مثله مثل البرامج التي كانت تقدم في قنوات الإخوان إبان سنة حكمهم السوداء. * قد يري البعص ان منع برنامج البحيري أو غيره من البرامج يعد ردة ويمثل جوراً علي حرية التعبير والإبداع وكان يجب علي الدولة "ممثلة في هيئة الاستثمار" ترك البرنامج واتاحة الفرصة للمواطن في الحكم عليه بأن يقبل علي مشاهدته أو العزوف عنه.. وأقول لأصحاب هذا الرأي انه كان من الممكن قبول الأمر لو أن البلاد في ظروف طبيعية ولو لم تكن نسبة الأمية بين المصريين تجاوز 40% ويمكن استغلال ذلك أسوأ استغلال في الترويج لأفكار متطرفة وقضايا خلافية المقصود منها زيادة الفرقة والشتات بين أبناء الأمة. * المؤكد اننا جميعاً مع حرية الرأي والإبداع إلي أقصي درجة ولكن بشرط عدم التطاول علي الأديان أو النيل من الرموز سواء من رجال الدين أو غيرهم ممن أثروا الحضارة الإسلامية والمصرية علي حد سواء. ومن هذا المنطلق أري ان المدعو البحيري لا يستدعي كل هذه الضجة المثارة حوله وحول برنامجه الذي كان يمثل وسيلة وذريعة قد يستغلها البعض خاصة من الجماعة "إياها" في الترويج لإدعاءاتهم القديمة بأن الدولة تقف ضد الإسلام وتسخر وسائل الإعلام للتطاول علي رموزه وهذا غير صحيح بالمرة. * الشئ الآخر المهم الذي أطلب ممن يدافعون عن البحيري وبرنامجه الاهتمام به هو أسلوب "المدعو إسلام" في الحوار والحديث سواء فيما يتعلق بالقضايا أو الأشخاص الذين يتناولهم في برنامجه وأعتقد انهم سيغيرون موقفهم تماماً بمجرد سماعهم للغة الحوار والنقاش التي يستخدمها البحيري في البرنامج!! * أنا شخصياً كنت أتمني ألا يتم منع برنامج "البحيري" بقرار من هيئة الاستثمار أو غيرها من هيئات الدولة وكنت أفضل أن يكون المنع أو تصويب البرنامج من خلال إدارة القناة التي تبث البرنامج نفسها ولكن يبدو ان بعض وسائل الإعلام جزء مهم من المؤامرة التي تحاك ضد الأمتين العربية والإسلامية وطرف مهم من أطراف المعركة التي تخوضها مصر من أجل الوجود كما ذكر وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي مراراً. فالحروب لم تعد بالصورة المعتادة من أسلحة ومفرقعات وطائرات بل تجاوزت ذلك بكثير إلي حروب الجيل الرابع والخامس أيضاً والتي تتخذ من الإعلام ووسائل الاتصالات والتواصل الاجتماعي منفذاً ووسيلة لبث سمومها المدمرة للبلدان والأوطان. * في النهاية أدعو الفريقين المؤيدين للبحيري والمعارضين له أن يتفقوا علي هدف واحد وهو مصلحة الوطن والنظر إلي ما يحاك ضد الأمة من مؤامرات ومكائد ومحاولات "لجر" العرب والمسلمين إلي معارك جانبية وأخري طائفية والمستفيد الأول وربما الأوحد كما ذكرنا مراراً هو ذلك الكيان الصهيوني أو الابن الأمريكي المدلل ولن يهدأوا أو يفقدوا الأمل في إحداث الوقيعة بين الأقطار العربية عامة وبين أبناء القطر الواحد خاصة لإضعافهم وتشتيت قواهم ولنا فيما يحدث في سوريا والعراق وليبيا واليمن المثل والعظة!!