أصبح هناك زيادة ملموسة للورش الفنية ومؤسسات تعليم السينما. منها الجامعة الفرنسية للتعليم المستمر بتنسيق أكاديمي من الدكتورة مني الصبان صاحبة الفكرة والمنفذة لها. وبمشاركة أساتذة أكفاء مثل المصور الكبير سعيد الشيمي. والمخرج أحمد غانم ود. غادة جبارة عميدة المعهد العالي للسينما. وكان نتاج الدفعة الأخيرة عشرة أفلام لدراسة أمتدت علي مدار عام ونصف العام خصصت الستة أشهر الأخيرة لعمل مشروع التخرج تنوعت الأفلام مابين وثائقي وروائي قصير. وتحريك. وتم عرضها بمركز الثقافة السينمائية الأسبوع الماضي بإشراف مجدي الشحري. أعقبها ندوة مع المخرجين. عبر فيها الحضور عن استمتاعهم بالعرض. بدأت الأمسية بعرض فيلم وثائقي لليليان رأفت بعنوان فريسكا.. أواخر الصيف. ربطت فيه المخرجة بين أواخر الصيف عند مغادرة المصطافين الإسكندرية. وقلق بائع الفريسكا الذي يعتمد علي الصيف لبيع بضاعته. أعتمدت المخرجة علي شريط صوت غنائي لأغنية فيروز "شط الإسكندرية" وأغنية سيد درويش عن الأرزقية في خلق حوار جميل وخلاق بين الصوت والصورة لتوصيل الفكرة. ومن ذكريات الطفولة. يقدم المخرج محمد الأسواني فيلمه الوثائقي "الجريدي" عن صناعة الأطفال للمراكب الصغيرة التي يبحرون بها في النيل بجانب المراكب الكبيرة مع شريط موسيقي وغنائي من التراث النوبي. تطرح المخرجة سارة بطرس في فيلمها "حياة" التغير الذي حدث في مجتمعنا. وأفتقاده للرومانتيكية. والجمال والحرية من خلال تصوير مشهد بالألوان في اواخر الخمسينيات علي أنغام "يا حلو صبح" لمحمد قنديل بحديقة تتوسطها نافورة جميلة علي شكل وجه امرأة يخرج من فمها الماء. وأفيش فيلم "دعاء الكروان" ونري كل شئ جميل ونظيف والعلاقات الراقية بين الأفراد. لننتقل بعدها إلي نفس المكان في الزمن الحالي حيث تم تصويره بالأبيض والأسود لإظهار مدي الكآبة والسوء. يأتي فيلم بوليت لساندرا أسعد ليتناول السلوك البشري في الظروف الخاصة لدي الأنسان وكيف يتصرف فيها من خلال تناول ساخر لسيدة عجوز تقيم بمفردها مع مقيمة تراعيها. ثم تتوفي السيدة لنري ردود الفعل لدي الأسرة والمقيمة. وقد أختارت المخرجة أن تقوم بعمل ورشة مع الممثلين لخلق نص إرتجالي يرتكز علي قصة الفيلم. وأختارت أن يقوم بدور بوليت ممثلاً بدلاً من ممثلة. فيلم جيلان للمخرج هشام الحلو صور فيلمه بالأبيض والأسود كخيار جمالي بتكوينات للكادر متميزة نراها عادة في التصوير الفوتوغرافي وليس في السينما وأعطاء فيلمه بعداً غير واقعي من خلال فتاة فقدت حبيبها. وترسل له رسالة في مقبرته. فيلم "الكلمة الأخيرة". ناتج عن عشق المخرج وليد العراب بالممثل آل باتشينو. بشكل عام خاصة في فيلمه "محامي الشيطان" والذي أستوحي منه فيلمه القصير. الذي يدور حول وسوسة الشيطان للزوج. وأقناعه بأن زوجته تخونه ليكتشف بعد قتلها وقتل صديقه بأنهما بريئان. الخلط بين الواقع والوهم هو أمر يحب تناوله الكثير من المخرجين وقد تناوله نزيه وليم في فيلمه "خمس نقط" عن سيدة تعتقد بانها مخطوفة. وترجو الخاطف بأن يعيدها إلي زوجها مجدي. إلا أننا نكتشف بأن الخاطف هو زوجها. وتتناول هذه التيمة أيضا هبة الحسيني. مخرجة فيلم "حيطان" الذي يدور حول زوجة عجوز تقوم بإعداد الغذاء لابنتها وأسرتها وتحادثها في التليفون. ولكن المشاهد يكتشف بأن السيدة تتوهم أشياء لا وجود لها وأن سلك التليفون مقطوع. ويأتي فيلم التحريك ثلاثي الأبعاد "ألم رصاص" للمخرج محمد لطفي في نهاية الأمسية ليتسأل عن قيمة الحب الذي تلاشي في حياتنا. وما قيمتها في مقابل تزايد التكالب علي المادة. من خلال قلم رصاص يقوم برسم القلوب ويقوم بشطبها قلم الحبر. ويرسم بدلاً منها عقارات ومجوهرات إلخ.. البحث عن الحب والحنين إلي الماضي. والذكريات الجميلة. وما تحتويه النفس البشرية من تناقضات وأوهام. هي محاولة لطرح وجهة نظر في الحياة من خلال مشاريع تخرج الجامعة الفرنسية للتعليم المستمر.